عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-05-2008, 01:03 PM   #19
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]مع الاديبة المصرية د. حنان فاروق ..


الرابط: فضاءات عربية
أجرى الحوار بسام الطعان
الدكتورة حنان فاروق، ماجستير أمراض باطنية كلية الطب جامعة الإسكندرية 1999، وهي شاعرة وكاتبة مصرية مقيمة في المملكة العربية السعودية وحاصلة على عدة جوائز منها:جائزة المجلس الأعلى للثقافة فئة الشعر عام 1999جائزة مسابقة الشاعر علي الصافي عام 2001جائزة مسابقة ممر المضيق من مؤسسة كستخاذة ـ ملقا، إسبانيا عام ‏2008‏‏-‏عضو جمعية الكتاب والأدباء المعاصرين بالإسكندرية، لها العديد من الأعمال المنشورة في الصحف والمجلات العربية.أحببنا أن نقدمها للقارئ وكان لنا معها هذا الحوار الشامل الذي فتحت لنا قلبها وتحدثت عن هموم إبداعية كثيرة.س1ـ كيف جئت من عالم الطب إلى عالم الأدب ـ الرواية والقصة القصيرة ـ وهما عالمان متناقضان.. وهل عالم الإبداع العربي يشكو من داء وما هو هذا الداء وأنت الطبيبة والمبدعة؟- ربما أنا جئت من عالم الأدب إلى عالم الطب فقد بدأ ارتباطي بالأدب مبكراً عن دخولي إلى عالم الطب .. وبالمناسبة هما ليسا عالمين متناقضين بل ربما أراهما متقاربين.. عالم الطب يجعل الكاتب قريباً من مجتمعه..محتكاً ومتأثراً بأحلامه ومشاكله ومواطن ضعفه وقوته الأمر الذي يمنح الكاتب رصيداً كافياً للخوض في رحلة الحرف دون أن ينفصل عما حوله.س2ـ هل هناك من تطورات طرأت على القصة القصيرة المصرية خلال السنوات العشر الماضية من حيث ابتكار طريقة جديدة للكتابة ومن حيث طريقة التناول وأسلوب المعالجة؟لست متخصصة أنا مجرد قارئة هاوية..لهذا يصعب علي تتبع مسار القصة القصيرة في حقب بعينها وإن كنت أرى أنها تتجدد ولا تتوقف ..وإن كان البعض يخاف من التجريب ودخول الشكل غير المفهوم عليها مع كثرة استعمال الرمز..ولأني كثيراً ما أستخدم هذا الاتجاه فأختلف مع من ينتقده وإن كنت أحترم رأيه..ربما لأني أحب أن يكون القارئ شريكاً في الإبداع..وجزءاً منه... س3ـ بعض الكتاب في مصر الشقيقة يكتبون باللهجة العامية المصرية، أو تجنح كتاباتهم إلى استخدام لغة مبسطة إلى حد التقاطع مع العامية.. هل هذا لأنهم لا يتقنون العربية الفصيحة جيدا، أم يريدون الكتابة للشارع بلغة الشارع وهذا اتجاه وليس ضعفا؟ربما هي وجهة نظر أحترمها.. ودعنا لا ننكر أن الشعر العامي المصري قد تبوأ مكانته الرفيعة بين دروب الأدب العربي المختلفة ووصل إلى شرائح كثيرة من المجتمع منها من لم تكن الفصحى تصل إليها جيداً ومنها من فضل لهجة التعامل اليومي على لغة الأوراق والمخاطبات والكتب.. لهذا فقد تعلمت ألا أهاجم اتجاهاً ما طالما يجد مشجعيه ومحبيه.. لكن عن قلمي.. هو يفضل الكتابة بالفصحى فهي غنية واسعة متنوعة قريبة من جميع القراء المنتمين إلى العربية ككل لا إلى جنسية بعينها... لا مانع من التبسيط..لكن الإسراف في الركون إلى اللهجات العامية المختلفة سيرسم حدوداً أدبية جديدة بين الأدباء العرب حتى لو لم نعترف بهذا علناً.ولم يطف الأمر على السطح..س4ـ كيف تفهمين القصة وهل شرطها الوحيد موهبة القاص.. ومن هو القاص الناجح برأيك؟دعني أتكلم كقارئة فأنا لست متخصصة.. القصة حكي ليس شرطاً فيه الكم بل الكيف.. ربما من وجهة نظري المتواضعة أهم ما في القصة هي أن تجعل القارئ يعيشها.. يدخل في حوار مع أحداثها.. يرى نفسه أو غيره في لقطاتها..حين يصل القارئ لتلك الحالة أو على الأقل يقترب منها يكون القاص قد نجح في مهمته..وبالطبع الموهبة من الأهمية بمكان..لكن كما علمني أساتذة أحترمهم وأجلهم ومازلت أتعلم منهم .القراءة والخبرة والاطلاع على تجارب الآخرين واتجاهاتهم يصقل الموهبة ويجددهاس5ـ بعض الكتاب العرب تأثروا سريعا بالجديد الوافد من الغرب، من أمريكا اللاتينية بالتحديد، وحين وجدوا أن مدرسة أدبية فرضت نفسها على الناس في الغرب تلقفوها طازجة وحاولوا النسج على منوالها.. ماركيز مثلا لم تمض سنة واحدة من صدور(مائة يوم من العزلة) حتى بدأ انعكاس أسلوبه بأشكال مختلفة في أدب كتابنا العرب.. بماذا تفسرين ذلك، هل هو تقليد أعمى أم اختراع جديد؟ربما لا أرى التأثر بأسلوب كتابة ما طالما يحاول الاحتفاظ بشخصيته وتميزه مشكلة بل ربما هو نوع من التلاقح الفكري الذي قد يقودنا إلى تجارب جديده ويستولد اتجاهات مختلفة تثرى الأدب وتشعل ميادين فكره وحركته..مائة عام من العزلة تجربة مختلفة..أراها كقارئة تستنهض همة ذهن القارئ وتستولي على تركيزه لتجعل منه شريكاً لا ينفصل عن التجربة ويظل مقيداً إلى مقعد المتفرج.. بل تجذبه إلى عالمها وتربطه إليها من الحرف الأول إلى الحرف الأخير.. إنها طريقة سردية توقع القارئ في شباكها ولا يستطيع الكاتب الخروج منها حتى بعد الانتهاء من القراءة..لهذا ربما أرى التأثر بها مفيداً وبناءاً..س6ـ هل يستطيع الأدب أن يكون أداة تحريضية ضد القمع أيا كان هذا القمع، وهل الرواية والقصة قادرة على معالجة هموم الإنسان العربي، والمنغصات الاجتماعية والسياسية التي يعاني منها في غياب الحق والعدل؟الأدب في كل زمان ومكان كان سلاحاً للمقاومة..مقاومة الظلم والقمع وثقافة الاستسلام والخضوع غير المبرر..وربما أرى القصة والرواية هي الأقدر من بين فنون الأدب على إيقاظ الوعي وتنبيهه والتحفيز على التغيير..فالإنسان بطبيعته مخلوق حكاء.. يتعاطي مع السرد مستقبلاً ومرسلاً في آن..أضف إلى ذلك أن القصة والرواية الآن لم تعد حبيسة الأوراق بل خرجت إلى السينما والتلفاز والوسائل الإعلامية التي تستطيع جذب المواطن القارئ وغير القارئ إليها وتبصيره بما لم يكن يرى..كل حسب استعداد استقباله..س7ـ كنا خير أمة أخرجت للناس، والآن نعيش مع حالة من الانهزام العربي.. الانكسار العربي.. الظلم الغربي للعرب.. الهرولة العربية نحو الصلح مع إسرائيل وهي لا تزال تقتل وتدّمر وتشرد.. الواقع العربي الذي يكاد يكون منهارا.. أمام كل هذا ماذا باستطاعة الكاتب والمثقف العربي أن يفعل، وهل هو قادر على المساهمة ولو بجزء بسيط على تحويل الهزيمة إلى نصر والصلح إلى قطيعة وما إلى ذلك؟الكاتب والمثقف العربي بحاجة دائماً لنفض انهزاميته وانكساراته وانبهاراته وهو يخوض عالم الثقافة الذي انفتح اليوم إلى أبعد مدى ..قد يحمل الواقع الكثير من الإحباطات..لكنه أيضاً يحمل بين يديه الكثير من الأمل..وإذا كان هناك من يسعى إلى الصلح مع إسرائيل أو الاستسلام بغير قيد أو شرط فهناك على الطرف الآخر من الصراع مقاومة لا يستهان بها.. تخوض المعركة ببسالة على كافة الميادين والأصعدة..إذن فالمسألة هي النظرة التي يجب أن تكون هي منطلقنا للتعاطي مع الواقع..ثقافة اليأس والاستسلام لن تسلمنا إلا إلى الموت...س8ـ كيف تجدين حال الثقافة العربية، هل تتقدم نحو الأفضل أم تتراجع أم تراوح مكانها؟ربما أنا متفائلة .. وأرى أن الثقافة العربية بالرغم من ضغوط الغزو الفكري المختلفة والانفتاح اللامحدود على ثقافات الغرب والتأثر بها..بالرغم من كل هذا .. فالثقافة العربية في تقدم رغم أنها لم تستطع حتى الآن استغلال التقنيات الحديثة وثورة الاتصالات بالشكل الأمثل.. هي تتقدم.. لكنها تستطيع أن تكون في مكانة أعلى وبخطوة أسرع..س9ـ من التي تكتب .. حنان الكاتبة أم قلبها وتأملاتها، أم أن عواطفها الثرة هي تملي عليها؟أنت كاتب..ولهذا ستفهم بالقطع ما أقول..ليست كل أحوال الكتابة متشابهة..أحياناً تتسلط عليك الفكرة فيكون لها اليد العليا..وأحياناً تتسيد المشاعر ..لكن في كل الحالات لابد أن يتعانق الفكر والوجدان معاً ليسل النص إلى القارئ..س10ـ أرى أن النقد تحول إلى (ميليشيات ثقافية) هل توافقينني الرأي؟يقولون التعميم ضد المنطق..بمعنى أننا لا نستطيع القول بأن النقد ككل تحول إلى مليشيات أو خلافه.. هناك نقاد كثيرون لاينتمون إلا لصدق الطوية وهدف البناء.. وأنا دائماً أحاول أن أنظر إلى نصف الكوب الممتلئ وعدم التركيز على الفارغ .. فالاستسلام لاختراق السلبيات يعجز الفكر والقلم..س11ـ الحركة النقدية في مصر كيف ترينها، وهل تهتمين بالنقد والى أي مدى يؤثر رأي الناقد على القارئ هل يصادر رؤيته للنص؟بسبب سفري منذ سنوات وعدم احتكاكي بالحركة النقدية في مصر إلا في الحدود التي تسمح بها الشبكة العنكبوتية فلا أستطيع تقييم أو الحكم على الحركة النقدية.. وعني..أميل إلى النقد وأخافه في نفس الوقت..النقد يعلمنا كيف نقرأ النص ..كيف نتعامل معه ونفهم إشاراته ونسبر أغواره.. نكتشف مواطن قوته ونقاط ضعفه.. ونرى ربما مالم يره الكاتب نفسه وهو يكتب..إنه يعلمنا فن التعاطي غير السطحي مع الكلمات.. قارئ النقد أيضاً يجب أن يكون واعياً متيقظاً .. يدخل إليه دون أن يترك عقله وقلبه على بابه ويسلمه قياده..بل يحاول طيلة الوقت أن يعيش حالة مع الحوار مع الكتابة النقدية ويعطي لنفسه مساحة للاتفاق أو الاختلاف معه.. وإلا فقد يجد نفسه أسيراً له متأثراً به من دون أساس..س12ـ برأيك من هو كاتب القصة الذي ترك أثرا كبيرا وهاما، أو بصمة واضحة على خريطة القصة العربية من مطلع التسعينات وحتى الآن؟لا تستطيع أن تشير على واحد بعينه.. خاصة بعد عصر ثورة الاتصالات الذي خلق تواصلاً قوياً بين الأدباء في جميع أرجاء الوطن العربي.. لكنى ربما أميل لكتابات د. محمد المخزنجي ..وأعشق حروف منى الشيمي وقدرتها غير المحدودة على تطويع الحرف وتوجيهه بقلم فكرها ومشاعرها ليصيب هدفه... يشدني أيضاً مداد يوسف المحيميد وإن كان يرهقني . .فكما قلت أنا قارئة عادية أستمتع بكوني كذلك...س13ـ الدكتورة والأدبية حنان.. ما هو السؤال الذي كنت تتمنين أن أسألك إياه وما جوابه؟بدأت شاعرة ومازلت..أين تجدين نفسك؟؟؟أجدني حيث يرسو قلمي وحيث يأخذني الإلهام...سأظل مدينة للشعر.. فهو بيتي الأول الذي لا أستطيع هجره ما حييت..وسأعيش أحب القصة فهي فن لطالما أحببته منذ أن دخلت ميدان الحرف قارئة وهاوية..س14ـ في نهاية هذا الحوار لك حرية الكلام قولي ما تريدين..أحببت الحوار معكم ..فهو ثري وغني ومرهق في نفس الوقت لكني أعترف أن إرهاقه كان ومازال ممتعاً وأنى سعدت به...وقد ترك أجمل الأثر في نفسي..أشكركم..
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس