عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-03-2024, 07:54 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,991
إفتراضي قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم

قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم
صاحبة البحث تسمى متابعة موقع كابوس وهو يدور حول طاعة الناس للأوامر الصادرة لهم من قبل ممن يتولون عليهم
قبل الدخول فى البحث يجب أن نعرف أن الإسلام لا يوجب طاعة أولياء الأمر فى المعصية أو فيما يرى المتولى عليه أنه خطأ وليس صواب ولذا طالب الله بطاعته هو وليس بطاعة أولياء الأمر طاعة مطلقة فأباح الاختلاف معهم والتنازع عندما يرى من هو تحت مسئوليتهم أنهم مخطئون فقال :
"يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شىء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر"
البحث يحكى عن اجراء تجارب لتعويد البشر على الطاعة العمياء دون النظر فى سبب الطاعة فى أمور هى معاصى كتعذيب وقتل الأخرين دون سبب أو السرقة أو غير هذا
وتحدثت الباحثة عن أن طاعة أولى الأمر كالآباء والمعلمين أمر مطلوب مجتمعيا وهو دليل احترام فقالت :
"إلى أي مدى يمضي الناس في اطاعة الاوامر
تتجلى طاعة الأوامر كإحدى الأركان الأساسية للمعايير الأخلاقية التي يتربى عليها العديد من الناس، كطاعة الوالدين والمدرسين وأساتذة الجامعات ورؤساء العمل، ولا يختلف اثنان على أن الطاعة تضفي على الشخص حسن السلوك والنشأة الجيدة، ومن ينشق عن هذا المنوال يعتبر قد أخل بالمعايير والأسس الأخلاقية، وتتفاوت الأوامر من بسيطة ممكن تنفيذها إلى مستحيلة وصعبة التنفيذ، فلو طُلب من شخص عادي أن يقتل شخص آخر لا يعرفه وبدون سبب يدعوه لذلك فحتماً ستكون إجابته بالرفض القاطع وأنه من المستحيل أن يقوم بمثل هذا الفعل الشنيع، لكن ماذا لو أصبح نفس هذا الشخص أحد المتطوعين في تجربة نفسية تدعى (تجربة ميلغرام) وطُلب منه نفس الطلب السابق - أي قتل شخص لا يعرفه - في أغلب الأحيان وحسب ما أثبتته التجربة أنه سيقوم بذلك، ليس لأنه مجرم معدوم الضمير بل لمجرد أنه تم اصدار الأوامر إليه بالقتل بكل بساطة"
وتقص الباحثة علينا قصة تجربة غريبة أجراها أحد الغربيين وهو ستانلى ميلغرام نتيجة اهتمامه بقضايا محاكمات القادة الألمان بعد الحرب العالمية الثانية الذين أعدموا الناس فى معسكرات الاعتقال مبررين ذلك بأنهم كانوا يتبعون الأوامر الصادرة لهم من رؤسائهم فتقول :
"تجربة ميلغرام - Milgram Experiment
ستانلي ميلغرام :
ميلغرام هو عالم نفس اجتماعي امريكي وُلد عام 1933 واشتهر بتجربته النفسية عن إطاعة الأوامر والتي أجريت في ستينيات القرن الماضي خلال فترة عمله في جامعة يال Yale University بعد حصوله على الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة هارفرد، ويعتبر على نطاق واسع من أهم الشخصيات في تاريخ علم النفس.
تجربة ميلغرام هي سلسلة من التجارب التي تم اجراؤها لقياس مدى رغبة واستعداد الأشخاص لإطاعة الأوامر التي تكلفهم بتنفيذ أعمال تتعارض مع ضمائرهم الشخصية، والتركيز بشكل أساسي على الصراع بين الطاعة والضمير ومدى التأثير على الأشخاص للتصرف بشكل غير أخلاقي وضد رغباتهم.
بعد بدء المحاكمات التي تلت الحرب العالمية الثانية ادعى العديد من مجرمي الحرب أنهم كانوا يتبعون الأوامر فقط ولا يمكن تحميلهم المسؤولية على أفعالهم، بدأت تجربة ميلغرام بعد فترة وجيزة من محاكمة الكولونيل ادولف آيخمان Adolph Eichmann بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية، وطوال المحاكمة حاول آيخمان الدفاع عن نفسه متذرعاً أنه لم يكن مسؤولاً عن الجرائم التي ارتكبها في الحرب وأنه كان يتبع الأوامر فقط وأكد مراراً أنه عندما كان يشحن الناس إلى معسكرات الاعتقال النازية فإنما كان يقوم بواجبه، لكن كل تلك الذرائع لم تنفع وأدين بكل التهم الموجهة إليه وصدر عليه حكم بالإعدام.
استحوذت قضية آيخمان على اهتمام ميلغرام الذي أراد أن يعرف كيف يمكن بسهولة تحريض الناس العاديون على ارتكاب جرائم بموجب أوامر تصدر إليهم وإلى أي مدى يمكن أن يذهب الناس في إطاعتهم للأوامر إذا كان ذلك ينطوي على إيذاء شخص آخر. "
وتحدثت الكاتبة عن خوات التجربة والخطوة الأولى منها كانت خطوة خداعية حيث لم يعرف المتطوعين للتجربة ما هى التجربة فقالت:
"غرض إجراء التجربة :
احتاج ميلغرام إلى متطوعين لإجراء الاختبارات عليهم عن طريق نشر إعلان في إحدى الصحف يطلب متطوعين ذكور تتراوح أعمارهم بين 20 - 50 عاماً ومن مختلف الطبقات والمهن مقابل 4.50 دولار لمدة ساعة واحدة، لم يذكر ميلغرام طبيعة التجربة الحقيقية في الإعلان بل ذكر أنها تجربة علمية حول الذاكرة وتأثير العقاب على التعلم، توافد العديد من المتطوعين الذين يمثلون مجموعات متنوعة من المهن ومن مستويات تعليمية مختلفة، اجريت التجربة في يوليو من عام 1961 في الطابق السفلي من إحدى قاعات جامعة يال.
تتألف التجربة من عدة جلسات كل جلسة تتكون من ثلاثة أشخاص وهم:
1 - the experimenter المجرب (القائم بالتجربة)
وهو شخص من فريق عمل ميلغرام يقوم بإصدار الأوامر إلى المتطوع.
2 - the learner المتعلم
وهو أيضاً شخص من فريق عمل ميلغرام وهو بالحقيقة ممثل ويتظاهر بأنه أحد المتطوعين.
3 - the teacher المدرس
وهو المتطوع الذي تجري عليه التجربة ودراسة ردود أفعاله عند اصدار أوامر إليه بإيذاء شخص آخر.
ومن الجدير بالذكر أن المتطوع ليست لديه فكرة عن الهدف من التجربة بل يظن أنه يساهم في تجربة عن التعلم كما قرأ في الإعلان.
بداية التجربة يأتون بشخصين، الأول متطوع، والثاني ممثل (يتظاهر أنه متطوع)، ويتم إجراء قرعة وهمية لاختيار أيهما يأخذ دور المدرس والمتعلم، وذلك عن طريق سحب إحدى قصاصتين من ورق كُتب على كلاهما (المدرس) لضمان حصول المتطوع على دور المدرس أما الممثل فيتظاهر أنه سحب ورقة مكتوب عليها (المتعلم).
بعد ذلك يؤخذ المتعلم (الممثل) إلى غرفة صغيرة ويتم تقييده إلى كرسي كهربائي أمام أنظار المتطوع، بينما يؤخذ المتطوع إلى غرفة مجاورة ويجلس أمام مولد صدمة كهربائية ابتكره ميلغرام يحتوي على عدة المفاتيح من 15 فولت إلى 450 فولت وتتراوح مستويات الصدمة من خفيفة وتتدرج إلى أن تصل إلى صدمة حادة (قاتلة)، طبعا مولد الصدمات هذا زائف في الحقيقة وينتج صوتاً فقط عند الضغط على المفاتيح، لكن المتطوع لا يعلم ذلك. وإلى جوار المتطوع يجلس المجرب لاصدار الأوامر إليه أثناء التجربة.
يتم إعطاء المتطوع قائمة بأسماء عشوائية ليقرؤها على مسامع المتعلم (الممثل) في الغرفة المجاورة من خلال ميكروفون بدون أن يرى أحدهما الآخر، ويطرح المتطوع أسئلة على الممثل ليختبره إذا كان يتذكر أي من الأسماء، فإذا كانت الإجابة صحيحة ينتقل إلى قائمة الأسماء التالية، وإذا كانت الإجابة خاطئة يأمر المجرب المتطوع بتسليط صدمة كهربائية للمتعلم عن طريق الجهاز، وهكذا يستمر بطرح الأسماء عليه وتزداد وتيرة الصدمة الكهربائية بالتدريج عند كل إجابة خاطئة، ولأن المتطوع يعتقد أن الصدمات حقيقة فانه يتردد في الضغط على المفاتيح، وكما هو متفق سابقاً يقوم الممثل بالرد على الأسئلة بإجابات خاطئة (عن عمد)، ويقوم باستخدام جهاز تسجيل كان قد سُجل عليه شريط صوتي يصدر صوت الممثل وهو يصرخ ويتألم من أثر الصدمة الكهربائية المزيفة، ويتوسل التوقف عن تسليطها عليه لأنه مصاب بمرض في قلبه، وطبعا يصل الصوت إلى مسامع المتطوع ليتفاعل معها .. لكن هل سيتوقف عن تسليط الصدمات الكهربائية ويراعي الحالة الصحية للمتعلم أم يتجاهل نداءاته ويستمر بإيذائه؟ ..
عندما يلاحظ المجرب أن المتطوع بدأ يتأثر بتوسلات الممثل يحثه على الاستمرار ويخبره أنه من الضروري جداً أن يكمل التجربة وأن المجرب بنفسه سوف يتحمل كافة المسؤولية، طبعاً هذه الأوامر كلها للتأثير على المتطوع فهو باستطاعته التوقف في أي وقت يريده وينهي التجربة.
دون ميلغرام ملاحظاته وهو يراقب ردة فعل المتطوعين طوال مدة التجربة من خلال غرفة مجاورة ذات زجاج عازل، وسجل جميع الأفعال التي قام بها المتطوعين والتي تتفاوت ما بين عدم الارتياح بتسليط الصدمات الكهربائية والتوتر والاجهاد وحفر الجلد بالأظافر والارتعاش والتلعثم والتعرق، كانت النتائج التي توصل إليها ميلغرام صادمة للغاية حيث أن جميع المتطوعين الذين بلغ عددهم 40 رجل وصلوا جميعاً إلى تسليط 300 فولت 14 منهم توقفوا عند هذا الحد وأوقفوا التجربة أما 26 الباقين واصلوا حتى النهاية وتمكنوا من تسليط فولتية 450 القاتلة، أي 65 % من من مجموع المتطوعين أطاعوا اوامر المجرب في زيادة مستوى الصدمة حتى الموت، لدرجة أن هؤلاء المتطوعين لم يكلفوا أنفسهم عناء الذهاب إلى الغرفة المجاورة للاطمئنان على صحة الضحية (الممثل)."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس