عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-02-2009, 04:34 AM   #58
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

لتعبيرات كانت في موضعها وكانت موحية بحالة نفسية تتماشى مع ما بدخائل قلب المتلقي ، ولعل طابع المشهدية كان بارزًا ومسيطرًا على ما أبدعت أنامله .فالصورة مرسومة بحروفه العبقرية .ركض السحاب ـتغمية الشمس -سكون البحر كلها حالات ربما كان فيها مخالفة لما هو معتاد عنها ، وهنا كانت حالة الحركة والتي تكون استثنائية في التصور الذهني أكثر تماشيًا مع ضربات القلب وحالة المشاعر المتلاحقة من خوف وحزن في نفس الشاعر أو من يوجه الشاعر القصيدة إليه\ إليها .كذلك كانت المقابلة بين التخوم والغيوم والأشباح والأحلام والطفولة والكهولة جاءت في يسر وعدم تكلف مما يعني قدرة الشاعر على رصد الحالة المضطربة من الوضع ساكنًا أي أنها قدرة رهيبة في ظل هذه الأوضاع المضطربة أن يكون رصدك هادئًا لما حولك وهل يفعل ذلك غير إيليا أبي ماضي؟

كذلك حالة التصوير للفارس وإن كانت بعيدة عن واقعيهما لكنه أوجد العنصر المشترك عدم قدرتها على الانتصار على أحزانها ولا الانكسار أمام إلحاح الأمل ..وتعبير الصديق في القفر عبّر بروعة عن اللحظة التي هي محور العمل .وضعت رأسك في يديك صورة جميلة للغاية وهي تذكرني بشكل كبير بالصور التي كانت على البطاقات والكروت للتهنئة ...
مثل اكتئاب العاشقين أعجبتني للغاية كأن العشق لا يلازمه إلا الكآبة . هنا وظفالشاعر العبقري الرؤية في خدمة الحالة النفسية بشكل متميز .
إن الجمال يغيب مثل القبح تحت البرقع .. ما زلت بإزاء رؤى داخلية كلها تؤكد المعني الأساسي وهو الحزن والليل ،ليس لأن الليل جاء وإنما لحال المحبوبة.تفاصيل الطبيعة من قرى وقصور وأكواخ ...إنما جاء لكي يشعر القارئ بالتوازي بين النفس والطبيعة .
للدجى أحلامه ورغائبه ، وسماؤه وكواكبه ... هذا ذكاء من الشاعر أن يتحول عن الحالة الأولى للحالة الثانية لكن بدبلوماسية ، فهو لا يقدم بديلاً ولايفرضه وإنما يقترح مجرد اقتراح النظر من الزاوية الأخرى.
وجه آخر من جمال القصيد ةأن الشاعر قد صب كل مشاعر الحزن التي في داخله حتى تكون المحبوبة على استعداد لتقبل كل شيء منه ، لطالما أنه واساها وجعل حاله من حالها ... فرّغ شحنة الانفعالات السلبية تمهيدًا لاستقبال الشحنات الإيجابية.
التسامح مع الليل والنظر إلى كل شيء من أكثر من منظور كان مضمونًا عبقريًا كانت تجلياته في الأسطر الأخيرة لم يمنع المساء المياه من الجريان ،والتدرجية كانت عبقرية للغاية بدأت من أن اليل
ستر السهول ..محزن لكنه كذلك ستر الوعور ،ومن هنا نجد أنه مهد للأرضية التي تنطلق منها رؤاه بعبقرية تامة، كذلك الطير لا يعقل أن يمنع الليل صوته ويبقي مخالبه إذ هو طير لا يعرف الافتراس أبدًا.
وطالما لم يمنع الليل كل هذه الكائنات من الاستمتاع بالطبيعة فلم يعاتَب ؟ الجميل كذلك أنه جعل
الحركة المضطربة للجمادات بينما الحركة الهادئة للكائنات الحية وهذا وجه من أعظم أوجه روعة القصيدة
ة.
بعد ذلك استمر السرد للمشاعر والشروح لسحر الليل وكان موظفًا بشكل رائع للغاية .
ربما كان السرد طويلاً لكني أراه متماشيًا مع الجو والحالة المنطقيتين للطرفين .. طاقة جبارة امتاز به هذا العمل الرائع ،وتوظيف للحالة النفسية وتدرج في لغة الخطاب ، ومزج للرؤى والصور عبقري للغاية .شكرًا لذائقتك الأدبية ،ودمت مسعدًا غيرك .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 08-02-2009 الساعة 04:48 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس