عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-11-2007, 01:20 AM   #2
أبو خضر
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2007
المشاركات: 28
إفتراضي

أيها المسلم الحرّ الغيور المعتز بربّه ودينه :
إن فلسطين بدأت مشوارها درةً في تاريخ المسلمين منذ أن ربطها الله سبحانه مع بيته الحرام برباط واحد لمّا أسرى برسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، مصداقاً لقوله تعالى : ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ ( الإسراء/ 1). فجعلها أرضاً طيبةً مباركةً. وقد شدّ قلوب المسلمين إلى حاضرة فلسطين (بيت المقدس) بأن جعلها قبلتهم الأولى قبل أن يولي الله المسلمين قبلتهم الثانية (الكعبة المشرفة) بعد الهجرة بستة عشر شهراً. وقد كان هذا كله قبل أن تصبح فلسطين تحت سلطان الإسلام الفعلي عندما فتحها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 15 للهجرة، وقد تسلمها من صفرونيوس وأعطاه عهدته المشهورة (العهدة العمرية) التي كان من نصوصها، بناءً على طلب النصارى فيها، ( أن لا يساكنهم فيها يهود ) .
لقد كانت فلسطين درةً في تاريخ المسلمين قبل أن تفتح وبعد أن فتحت، وقد كانت وما زالت مركز الثقل في بلاد المسلمين، فكلما اعتدى عليها معتدٍ تحطَّم جبروته وتكسّر عدوانه على صخرة إسلامها مهما طال هذا الجبروت والعدوان . فيها كانت المعارك الفاصلة مع الصليبيين في حطين (583هـ - 1187م) ، وفيها كانت المعارك الفاصلة مع التتار في عين جالوت (658هـ - 1260م) ... وسـتـتبعـها بإذن الله المعـارك الفاصـلة التي ستمحو منها أي أثر لكيان يهود ، لتعود بإذن الله فلسطين كما كانت خالصةً نقيةً إلى ديار الإسلام.

أيها المسلم الحرّ الغيور المعتز بربّه ودينه :
- لقد بدأت قضية فلسطين تتحرك دولياً في العصر الحديث منذ عهد الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني رحمه الله، حيث سعى دهاقنة يهود بالتعاون مع دول الكـفـر آنذاك، وبخاصة بريطانيا ليجدوا لليهود موطئاً في فلسطين محاولين أن يستغلوا الأزمة المالية لدولة الخـلافة العثمانية، فعرض هرتزل كبير يهـود في عام 1901م دفـع الأمـوالٍ لخـزينة الدولة مقابل ذلك، فرفض الخليفة عبد الحميد مقابلته ، وكان جواب الخليفة المشهور الموجه للصدر الأعظم لينقله لهرتزل جواباً على عرضه المالي المغري : " انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطواتٍ جديةً في هذا الموضوع، فإني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين، فهي ليست ملك يميني ، بل ملك الأمة الإسلامية ، لقد جاهد شعبي في سبيل هذه الأرض وروّاها بدمه ... فليحتفظ اليهود بملايينهم ، وإذا مزّقت دولة الخـلافة يوماً ما فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن ... أما وأنا حيّ ، فإن عمل المبضع في بدني لأهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من دولة الخـلافة، وهذا أمر لا يكون. إني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا ونحن على قيد الحياة " . وقد صـدق توقعه رحمه الله، فبعـد أن قُضي على الخـلافة جاء من الحكام العملاء في بلاد المسلمين من مكّن اليهود من احتلال فلسطين، بل والهيمنة على غير فلسطين.

- وقد استمرت أطماع الكفار الحاقدين على الإسلام ودرته فلسطين دون انقطاع ، منذ التحرير الصلاحي الذي قضى على رجس الاحتلال الصليبي ، حتى إذا دخلوا فلسطين في 11/12 1917م في الحرب العالمية الأولى قال قائد جيش الحلفاء الجنرال الإنجليزي ألنبي: " الآن انتهت الحروب الصليبية " معتبراً أن الخـلافة العثمانية ليست إلا استمرارا لنفس السلطان والحكم الإسلامي الذي دحر احتلال أسلافه من الصليبيين قبل ثمانية قرون، وأن الإنجليز بهدمهم للخـلافة واحتلالهم لفلسطين أعادوا الصليبيين مرة أخرى إلى بلاد المسلمين ، ممنياً نفسه أن تكون هذه المعركة نهاية مطاف الحروب الصليبية.

- وفي يوم 2/11/1917م من السنة نفسها أعطى الإنجليز وعداً سمي ( بوعد بلفور ) على اسم وزير خارجيتهم آنذاك، تتعهد بريطانيا فيه أن تمكّن اليهود من احتلال فلسطين وإنشاء دولة لهم فيها.
- وعند القضاء على دولة الخلافة العثمانية مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، أنشأت الدول المنتصرة (عصبةَ الأمم) التي فرضت بدورها (صك الانتداب) البريطاني على فلسطين في عام 1922م، ذلك الصكّ الذي ترجمت فيه بريطانيا تنفيذ ( وعد بلفور ) تنفيذاً عملياً بفرضه أمراً واقعاً جديداً في فلسطين .
- وقد توالت بعد ذلك سلسلة من المحطات التاريخية على قضية فلسطين , فجاء تشجيع الإنجليز لهجرة يهود إلى فلسطين , ليتبعه عام 1947م صدور قرار هيئة المم المتحدة رقم 181 القاضي بتقسيم أرض فلسطين لدولتين يهودية وعربية ، ثم أعقبت ذلك مسرحية حرب عام 1948م المهزلة ، التي هزمت فيها جيوش ست دول عربية آنذاك أمام جيش كيان يهود الهزيل, ثم جاء اعلان الاستقلال المزعوم لهذا الكيان المسخ الذي تلاه تسابق الدول الكبرى النصرانية للاعتراف به مباشرة .
- ثم جاءت حرب عام 1956م , التي تبعتها سريعاً مسخرة ما يسمى بحرب الأيام الستة في عام 1967م .
- ثم جاء بعد ذلك مؤتمر مدريد ، فأتبعه اتفاق أوسلو ، ثم اتفاقية وادي عربة, ثم واي ريفر, وخرائط الطرق المتعددة .
- وما بين هذا التنازل وذاك عقدت قمم عربية كثيرة, بدأت قراراتها بضرورة مكافحة الهجرة اليهودية في قمة أنشاص عام 1946م , ثم لاءات الخرطوم الثلاث, فاعتراف بحصر التمثيل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في منظمة التحرير الفلسطينية , لتختتم مسيرة القمم العربية في بيروت باعتراف كامل بكيان يهود مع دعوة للتطبيع مقابل ما بقي من الضفة وغزة...

نعم ... هذه هي قضية فلسطين منذ هدم الخلافة الإسلامية ، أحداث تدافعها أحداث ... مؤامرات تتلوها مؤامرات ... نكبات تتلوها نكسات... مشاريع دولية حثيثة لحلّ مشكلة اليهود بتثبيت كيانهم في فلسطين على حساب وجود أهلها المرتبط بجذورها وجذورهم الإسلامية ... هذا وغيره الكثير ، والكل يعلم أنّ الدور المركزي الأساسي المحرك والمقرّر في كل هذا ليس إلا الدول الكبرى, وما الأنظمة العربية في ذلك كله إلا بيادق شطرنج تحركها الدول الكبرى متى شاءت وكيفما شاءت وأنّما شاءت ... انقلبت كل لاءات حكام الخسة والعار إلى نعم ... وتحولت كل الثورات بتآمر الحكام إلى عدم ... فلبئست البداية بدايتهم بعد هدمهم للخلافة وتآمرهم على فلسطين ، ولبئست الخاتمة خاتمة كلّ من سلّم وتآمر وركع وخنع منهم عند عودة دولة الخلافة لتحرير فلسطين ...
أبو خضر غير متصل   الرد مع إقتباس