عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 30-06-2008, 12:54 AM   #5
الحقيقة.
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,184
إفتراضي

كما أن نزار قباني بلغ من الكبرياء والاستعلاء ما بلغه فرعون في عصره حتى وصف نفسه بأنه إله الشعر يتصرف كيف يشاء، يقول :
(إنني على الورق أمتلك حرية
وأتصرف كـإله
وهذا الإله نفسه هو الذي يخرج بعد ذلك إلى الناس ليقرأ ما كتب، ويتلذذ باصطدام حروفه بهم
إن الكتـب المقدسة جميعاً ليست سوى تعبير عن هذه الرغبة الإلهية في التواصل
وإلا حكم الله على نفسه بالعزلة) [(أسئلة الشعر) صفحة 178]

وكذلك جعل نزار قباني الله مـحتاجاً إلى خلقه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، قال - عامله الله بما يستحق-:
(الله يفتش في خارطة الجنة عن لبنان)[المصدر السابق (2/323)]

كما يصف الله جل جلاله بالجهل وعدم المعرفة بخلقٍ من مخلوقاته وهو الإنسان وقلبه، فيقول :
(…القلب الإنساني قمقمٌ رماه الله على شاطئ هذه الأرض، وأعتقد أن الله نفسه لا يعرف محتوى هذا القمقم، ولا جنسية العفاريت التي ستنطلق منه، والشعر واحد من هذه العفاريت)[( أسئلة الشعر ) صفحة 195]

وكذلك يعترف نزار قباني للملأ أجمعين أنه قد باع الله من أجل عاهرةٍ فاجرة فيقول :
(على أقدام مومسةٍ هنا دفنت ثاراتك..
ضيعت القدس..
بعت الله..
بعت رماد أمواتك) [" على لسان لعوب " (1/448)]

ويغوص نزار قباني في أعماق الوثنية والكفر فيجعل لله تعالى عمراً، إذ يشبه عمر حزنه على عشيقته بعمر الله، فيقول :
(عمر حزني، مثل عمر الله، أو عمر البحور)
[المصدر السابق (1/757)]

ويمعن نزار قباني في الازدراء والاحتقار والاستهزاء من صاحب العظمة والكبرياء سبحانه وتعالى فيصفه بالبكاء، والعصبية، والإضراب عن الطعام، فيقول:
(فلا تسافري مرةً أخرى
لأن الله منذ رحلتِ دخل في نوبة بكاء عصبية
وأضرب عن الطعام)[المصدر السابق (2/562)]

وهنا يزداد نزار قباني استهزاءً واحتقاراً لله تعالى، فيقول:
(ساعتنا واقفة..
لا الله يأتينا ولا موزع البريد
من سنة العشرين حتى سنة السبعين)
[المصدر السابق (2/648)]

وكما أن نزار قباني لم يهدأ له بال حتى تفنن بإلقاء الشتائم على الرب سبحانه وتعالى؛ فوصفه في هذه الـمرة بالنسيان لكلامه، فقال :
(ولماذا نكتب الشعر وقد نسي الله الكلام العربي)[المصدر نفسه ( 2/648)]

ويقول في الأعمال السياسية (3/105)
(حين يصير الدمع في مدينة..
أكبر من مساحة الأجفان..
يسقط كل شيء..
الشمس والنجوم والجبال والوديان..
والليل والنهار والشطآن..
والله والإنسان..
حين تصير خوذة كالرب في السماء
تصنع بالعباد ما تشاء
تمعسهم تهرسهم تميتهم تبعثهم
تصنع بالعباد ما تشاء)

أما هذه المرَّة فَيَصِلُ نزار قباني إلى مرحلة من الاستعلاء لم يصل إليها أحد من العالمين، فيصف نفسه بالربوبية والرسالة لـعشيقته عياذاً بالله من كل مرتدٍ وكافر، فيقول:
(لا تخجلي مني فهذي فرصتي
لأكون رباً أو أكون رسولاً)[المصدر نفسه (2/761)]

ويقول أيضاً :
(لا أحد يقدر أن يغادر المكان يشتري جريدة أو كعكة أو قطعة صغرى من اللبان لربه
لا أحد يقدر أن يقول: يارباه لا أحد)[المصدر السابق (3/292)]
__________________
أنا ما حييتُ فشيمتي تأبى التملُّقَ والخداعْ

هل مبدئي غيرَ الصراحةِ والنزاهةِ في الطباعْ

_
_
أبداً أصونُ كرامتي رغمَ الصعابِ العاتياتْ

لن أنْثَني عن مبدئي فالحقُّ أجدرُ بالثباتْ
الحقيقة. غير متصل   الرد مع إقتباس