عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-01-2009, 06:04 PM   #19
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي العزيز داود :
عملك هذا رائع من حيث الفكرة وهو يشابه بدرجة كبيرة أعمال أحمد مطر .
عدم وجود خيال في القصيدة لا يعيبها لأن الموقف نفسه لا يحتمل شيئًا من ذلك.
نرجع إليك أيها الأخ العزيز مرة أخرى ..
سأحكي لكم حِكاية

لعــــلكم

تـُـجفـفــوا

بعضاً من دِمايا

أو

تـُـخـفـفـوا

عنـي بُكـــايا
فكرة (الحدوتة ) هي التي كانت روح العمل واستدعت لذلك
ضمائر المخاطبة المتصلة المتمثلة في واو الجماعة..وروح(الحدوتة)
شيء يتناسب مع بساطة الفكرة واتساع معناها.
.

.

.

جاءني رجــلٌ

خــبيثُ المنظـــر

رديء العـُنصـــــر

يرتـــدي رداء

مُلطخ دِماء

أمَســك يـــدي

وقــال

هــذه يدي
هنا جعلت أنت اليد هي الوطن أو محور العمل لأن اليد هي التي تمسك بالسيف
والرموز واضحة للغاية ..

قـُـلت كيف

قــال

بالســـيف

قـُـلت ابتعد

أنا قـوي

قال

لكنك عـربي
هنا تكمن قمة المأساة والسخرية الحزينة . العربي استثناء من القوة
وفي نفس الوقت أنت تبرز حال من يتحدث وكأنه مخدوع بالخطب العربية
العصماء والأقوال الشماء ...


قـُلت اتركني

قال اتركني

أخــبرته

أنـت تمســك

يـــــدي

قــال إنــها

يــدي
جميل للغاية هذا التعبير والذي يعبر عن الطمع في وجود ثلاثة أيادٍ مقابل
أيدٍ واحدة وهذا فيه غمز للدول التي جعلت للكيان الصهيوني يدين فلما تم له
ذلك راح يطلب ثالثة .فكرة الطمع كانت موظفة بشكل متميز.

ثار و شـدها

حـتى قـطعـها

وتــرك وريـــدها

بيني وبينـها
عبارة قوية في مكانها السليم وتصويرية لدرجة كبيرة.

صـرخت

يا أعـضـــائي

يـــا جـســـــــدي

مـاذا تفعـــلون

قالوا تمـهل

تمـــهل

إنه مجنـون

قـُلت يا رأسي

ماذا تـَنوين

قالت

لعله مسـكين

أتـركــــها الآن

وسـأجتمع

مع الأعضاء الباقين
أعجبتني فكرة لعله مسكين .. لكنها وحدها أعجبتني أما السياق كله فكان
لا داعي له وكان فيه إقحام لأعضاءالجسم كلها لعمل الموازاة بين الجسم
والأمة .. كان شبه ركيك.

بــعــــــد

حـــين

إجـتمعــوا

وقالوا له

أعـطيها له

غـضـــب

قـــال

سأعطيك الكف

قـُـلت كــيــف

إنها يدي

قــال

أتـُجادل

حســـناً

لن تأخذ إلا الأصابع

قـالوا

اصمت .. اصمت

لا تمانع

خذ الكـَف

قـُـلت أنســيتوا اليــد
أنسيتم .. وليس أنسيتو
هنا فكرة التنازل كانت مصوغة بشكل معقول وإن كان من الممكن أن تأتي بشكل أكثر
قوة .
قــالوا

لا تـَقـُل على الذراع

يــد

بكيــت
شعورك بعنصر الحجم كان دقيقًا والسخرية هنا كانت موظفة في النص ، بمعنى أن اليهود
يحسنون التلاعب بالألفاظ وكان الغرض من حصر معنى الكلمة حصر ما سيأخذه العرب .وهذه نقطة قوة يمكنك الاستفادة منها في أعمال أخرى بإذن الله .

على رأسـي

على جســـدي

قـــُلت

أعـطني الكـَــف

قـــــــال

كـيف

إنها يـــدي

ء أنت مجـنـون

أَخـرج سـكيناً من جيبه

قـطع قـدمـــي

قـُلت قدمي

قـــال

أين أعضاءك الباقـون

إجـعلهم يجتمعــون

ما زلـِت أبكــــي

قـطع الأخرى

آاااااااه

يا رأسي

تمهل . . تمهل

لا يريدون

أن يجتمعـون

طـــعن جنبــي

وجــنبـي

هم يتهامسـون .. يتخاذلون

قـــالوا

اتركه .. اتركه

قـــال

ماذا أنتم فاعــلون

صـــمتوا

قـالوا يبكـون

نـحـنُ للســـــلام

مُنشــدون

آاااااااااااااااااه

أيها الجسد الملعون

صـَـرخت

قـُـلت لـــه

من أنت

قال

اسمي

صــهـيـون

.كل هذا الجزء كان مصوغًا بشكل يحتاج إلى عمق أشد وبساطة لكن لاتصل إلى حالة
التباسط أو حالة تشبه الركاكة.اللعب على عنصر الرمز كان له أكثر من حجمه.

.

.

انتفضت

اسـتيقـظـــت

وأنــا أُردد

وأُردد

لـن تأخـذ شـيئاً

صهـيــون

ســيُنيب الجســـد

المســكون

.

.

.

تمت
النهاية كانت عادية جدًا ولكن العمل فيه نقاط القوة كيفية وليست كمية أي أن عناصر
القوة التي أشرت إليها من الممكن لك أن تبني عليها قصيدة أو عملاً أشد روعة .
العمل يقع في دائرة الأعمال الجيدة وإن كان ينقصه بعض التوظيف العضوي والبعد
عن المباشرة أو المعنى الصريح . أحسنت وأعتقد بأنك لو أعدت الجلوس أمام القصيدة
أو الخاطرة لجئت بشيء أجمل .. وفقك الله .
***
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس