عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-07-2014, 09:31 AM   #85
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,420
إفتراضي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بيان صادر عن الأمانة العامة لهيئة التنسيق المركزية

لدعم الانتفاضة العراقية حول مستجدات الساحة العراقية

شبكة البصرة

· لا للتكالب والدعم السياسي والعسكري الأمريكي والروسي والإيراني لعصابات المالكي وحكومته

· العار والسقوط لحكومة المالكي وأذناب وعملاء الاحتلال



يتابع العالم السقوط المدوي لحكومة المالكي وانهيار جيشه وكتائب مليشياته الطائفية، ويكتشف الرأي العام العربي والدولي يوما بعد يوم بشاعة الإجرام والمجازر المرتكبة من قبل هذه الحكومة العميلة وأجهزتها بحق أبناء العراق، وهي الحكومة التي ارتهنت مصير العراق بيد المحتلين والطامعين وتواصل نهجها في تكريس ذلك الطريق.

هذه الحكومة العميلة التي عملت بكامل قواها ومكوناتها وإدارتها إلى تسهيل تدخلات الدول الطامعة، وأخضعت مصير العراق المُحتَل إلى تسيير ورغبات الإرادات الدولية الطامعة في ثروات العراق، وهي تسعى في معارك الساعات الأخيرة من عمرها إلى التشبث بالسلطة، مهما كانت الأثمان ولو حساب تعاسة الشعب العراقي وإذلاله في دفع ثمن باهض من الآلام والتضحيات والمئآسي، ظناً منها في البقاء بواسطة التسلط والقمع على حساب شعب العراق الثائر المقاوم، والمستعد لدفع عربون تضحياته شهداء وثوار وبإرادة وطنية لا تلين حفظا لوحدة الشعب والتراب الوطني والسيادة، بأي ثمن وظرف كان.

من حق شعبنا بكافة قواه الوطنية المتطلعة للحرية والسلام أن يتسائل أمام العالم : هل تدرك حكومات الولايات المتحدة وإيران وروسيا وغيرها مدى فداحة الجريمة المرتكبة اليوم في دعمها لحكومة المالكي، رغم ما تكشف للعالم من حقائق مهازلها التي باتت أضحوكة من جملة التصرفات المخجلة لأزلام العملية السياسية وتجارتهم بشعارات الديمقراطية، في الوقت الذي تشن فيه حكومة المالكي واحدة من أفضع الحملات الدموية والمجازر التي شهدها تاريخ العراق وشعبه.

هذه التدخلات الدولية بقيادة الولايات المتحدة وإيران وروسيا، كمن يحاول أن ينفخ الروح في الهشيم والرماد الذي وصلت إليه حالة ووضع دولة النظام الحاكم وسلطته في العراق.

كنا ولا زلنا نستبشر خيرا من أن يفيق العالم من سُباته، ويخرج من تجاهله وصمته عن ما يجري في العراق؛ ورغم اندلاع الانتفاضة الوطنية وتصاعد أعمال المقاومة والثورة العراقية منذ سنوات، وهي التي تتوسع في طول البلاد وعرضها، إلا أن هذا الصمت المخزي وللأسف لازال سارياً، رغم آلام الملايين من أبناء شعب العراق وتضحياتهم، والتي لم يعد بالإمكان إحصائها وتقديمها وتسارع دمويتها على مدار الساعات والأيام المتتالية.

إن حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وإيران وروسيا تتصرف، كل حسب مصالحها في العراق والمنطقة كدول وصية على العراق، وهي تجتمع في حلف غير مقدس، وتندرج مساعيها في عداء محموم ضد تطلعات شعبنا العراقي وحريته وآماله المشروعة في حفظ وحدة واستقلال العراق، وهي تتصرف اليوم في مواقفها السياسية بالضد من مبدأ الحرية والحقوق المشروعة للشعوب المظلومة: والأغرب في مواقف كل هؤلاء هو التصرف على الساحة الدولية على نغمة " مكافحة الإرهاب" لكنها في ذات الوقت تتجاهل إرهاب حكومة المالكي وتتسارع إلى نجدة وحماية حكومة المالكي والصمت على دمويتها ضمن تمرير صفقاتهم المشبوهة في نهب ثروات العراق وتمرير صفقات بيع السلاح بأثمان عالية ورشى تطال جيوب السماسرة والمسؤولين في حكومة المالكي والأجانب المتشاركين معها.

وحين وصلت الأحداث إلى ذروتها ليصبح وضع العراق والمنطقة النقطة الأكثر تفجراً في العالم، وارتفع صوت الشعب العراقي منادياً من اجل الحرية، يجرى تشويه الأحداث الثورية المشروعة لأبناء العراق.

والغريب أن تندفع الوساطات الدولية في زياراتها المكوكية للعراق ومحيطه الإقليمي، وعلى رأسهم كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري ووزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ووزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند وهم يصلون على التعاقب في زياراتهم المنطقة والتحدث نيابة عن ممثلي شعب العراق بشأن الأزمة العراقية.

ويجري تزييف الحقائق على الأرض وتبني موقف حكومة المضبعة الخضراء ببغداد وكأن المطالب الشعبية والوطنية لأبناء العراق، في نظر هؤلاء الوسطاء وغيرهم مجرد قضية ثانوية تتعلق بالعملية السياسية، كمراجعة وتدقيق نتائج الانتخابات، أو أن تطلعات الشعب العراقي باتت مجرد طلبات وأماني محددة في إبدال نوري المالكي بمثيل إجرامي له، من مثل بقية قائمة المجرمين وأمراء الحرب الطائفية، أمثال إبراهيم الجعفري أو علي الأديب أو ترشيح الفياض وغيرهم من متطرفي الفكر الطائفي الفاشي، وهم من قادة حزب الدعوة العميل أو تجري مناقشة اختيار أحد نظائرهم من المجرمين أمثال احمد الجلبي وباقر جبر صولاغ أو عادل عبد المهدي لرئاسة الحكومة والتسلط على قيادة الجيش والداخلية وقوى الأمن والقوات المسلحة الأخرى، أو إبدال أقرانهم من حملة المشروع الطائفي والتقسيم أمثال سليم الجبوري بإسامة النجيفي أو استبدال جثة الطالباني بنائبه الوكيل العميل برهم صالح، وكلهم في نظر الشعب العراقي من حُثالات الرزمة الأمريكية ـ الإيرانية العميلة العفنة وهم رجال العصابات السياسية التي جاءت بها الدبابات الأمريكية للتسلط على حكم العراق من خلال تشكيلة ما سُمّيَ بـ "مجلس الحكم" سئ الصيت.

إن المتابع لما سمي بـ " العملية السياسية" ودستورها المفخخ أصلا بتفجير الصراعات بين الطوائف والإثنيات، وبعد أربعة دورات متتالية لفضائح" الانتخابات" يكتشف أن اللاعبين والمترشحين والحاكمين والمُصَّفقين الذي يتسلطون على مدى أكثر من 11 سنة على مقدرات شعب العراق هم أنفسهم من المتناوبين على ذات الكراسي، وهم دون غيرهم من يُسمح لهم بحكم العراق، وهم المفروضون على الصندوق الأسود المزور عند الاقتراع الشكلي، وهم المرفوضين أيضا من قبل شعبنا،.

يتسائل شعبنا أمام كل المتدخلين والمعنيين بالشأن العراقي: هل أن قدر شعب العراق أن تحكمه عصابة دموية فاسدة، كهذه من دون أي تغيير في المواقع أو الإمتيازات في الحكم بعد كل دورة انتخابية يتسارع المراقبون الدوليون المزيفون إلى تزكيتها دون خجل او رادع من ضمير؟.

ورغم كل ما افتضح عنهم من فساد مالي وإداري وإجرامي، حتى صار العراق مثلا أولاً للمهازل والجرائم المرتكبة باسم الديمقراطية في العالم، تلك الديمقراطية التي تسمى الاحتلال الأمريكي تحريرا، والغزاة أصدقاء، والعملاء رجال دولة تُفَصَّل لهم الوظائف وتوزع عليهم المغانم.

ورغم اعترافات العديد من قادة الغزو والاحتلال من بول بريمر، في تصريحاته الأسبوع الماضي لقناة الجزيرة، بالإقرار بفداحة الجُرم المرتكب بحق شعب العراق، إلى إعتراف جون كيري با بخطأ احتلال الولايات المتحدة للعراق، في تصريحه أول أمس إلى وكالة الأنباء الصينية في 30 حزيران 2014، وتضاف إليهم عديد تصريحات جنرالات الحرب الأمريكية على العراق من كينيث إلى كيسي وغيرهم: من أن الولايات المتحدة ارتكبت أخطاء فادحة بإقدامها على حماقة احتلالها للعراق.

رغم كل هذا المعلن، إلا أن إدارة أوباما لا زالت تواصل نفس النهج الخاطئ والمدمر للعراق، من خلال دعمها لبقايا حكومة خدمة الاحتلال بشخص المالكي، ولا تتوانى من دعمه إعلاميا ومده بشحنات السلاح وعلى جناح السرعة، خصوصا بعد هزائم جيشه في مواجهة الانتفاضة والثورة الوطنية الممتدة الى بقية محافظات العراق في العاشر من حزيران 2014.

وإذا كانت الولايات المتحدة لا زالت تعتقد أنها المسؤولة، كما يعبر عن ذلك مسؤولوها، وهي تتابع كل ما يجري في العراق، كدولة احتلال عينها على وديعتها الحكومة الطائفية، فأنها يبدو لم تستوعب الدرس بعد بشكل كاف، وها هي تعيد خطايا جرائمها من خلال سماحها للتدخل الإيراني، وبعده الروسي في شؤون العراق

وهاهي الدول الثلاث تتكالب بشكل محموم، وتحت نفس الشعارات الأمريكية البائسة " مكافحة الإرهاب" وتتنافس على ضرب ثورة أبناء العراق، وهي في الحقيقة تحارب ثورة وانتفاضة شعب من اجل الحرية واستعادة وحدة الأرض والإنسان العراقي الحر. وهي ثورة شعبية تعبر بكل مضامينها الإنسانية والتحررية عن رفض الإرهاب وتحاربه دفاعاً عن النفس، وتقف بكل فصائلها وبرامجها وشعاراتها المعلنة مع مبادئ إنصاف المظلومين واسترجاع الحقوق التي انتهكها الاحتلال الأمريكي والتدخلات الإيرانية وتسلط الحكومات الطائفية والدموية التي تخدم توجهات هذا الاحتلال ومن بعده النفوذ الإيراني في العراق.

اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس