عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 10-08-2023, 07:34 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,011
إفتراضي

تنبيه: اختلف في كفر المجسمة. قال في المهمات: المشهور عدم كفرهم , وجزم في شرح المهذب في صفة الأئمة بكفرهم. ...)
*وفي حاشية البجيرمي على الخطيب 2/ 138: (قوله: (الذي لا يكفر ببدعته) كالمجسم والرافضي ..وأما من يكفر ببدعته كالمجسم صريحا ومنكر العلم بالجزئيات فلا يصح أن يكون إماما بحال كما قاله في التحرير.
قوله: كالمجسم هذا مرجوح وعدم تكفيره هو الراجح )
وكتب الشوبري
قوله: كالمجسم صريحا , قال حج: وهو الذي يتجه ترجيحه من تناقض ما وقع في الروضة و المجموع لكن محله فيمن اعتقد أنه تعالى جسم كالأجسام , وعليه يحمل إطلاق المجموع أنه يكفر. أما من اعتقد أنه جسم لا كالأجسام فلا يكفر , وعليه يحمل إطلاق الروضة وغيرها بل المشهور عند أئمتنا أنه ليس بكفر ا هـ.
وجمع في الإيعاب بينهما بأن ما هنا محله إن صرح بشيء من لوازم الجسمية كالبياض والسواد وما هناك فيما إذا لم يصرح بشيء من ذلك لأن الأصح عند الأصوليين أن لازم المذهب ليس بمذهب. وقوله: ليس بمذهب وإن كان كفرا ما لم يلتزمه صاحبه "
وذكر حج في فتاويه الحديثية نقلا عن الأذرعي وغيره أن المشهور عدم تكفير المجسمة وإن قالوا له جسم كالأجسام لأنهم مع ذلك قد لا يعتقدون لوازم الأجسام ... وعبارة العناني قوله: كالمجسم صريحا أي المعتقد كونه تعالى كالأجسام , بخلاف ما إذا اعتقد أنه جسم لا كالأجسام , والمعتمد أنه لا يكفر مطلقا سواء كان اعتقاده مطلق التجسم أو أنه كالأجسام فالمجسم من يثبت لله جسما , تعالى الله سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا. واحترز بالتصريح عمن يقول بالجهة , يعني أنه تعالى في جهة ويلزم منه أنه جسم لكنه ليس صريحا فلا يكفر ا هـ بالحرف وأصله للزيادي.
قلت: والقلب إلى التفصيل أميل , فقد قال حج في الأعلام:
والمشهور من المذهب كما قاله جمع متأخرون أن المجسمة لا يكفرون , لكن أطلق في المجموع تكفيرهم ...فتلخص في المجسمة ثلاثة أقوال:
التكفير مطلقا , وعدمه مطلقا , والتفصيل
*وفي التجريد حاشية البجيرمي على المنهج:1/ 311 قوله: (لا نكفره) أي ببدعته خرج من نكفره ببدعته كالمجسمة ومنكري البعث للأجسام وعلم الله تعالى بالمعدوم أو بالجزئيات لإنكارهم ما علم مجيء الرسول به ضرورة فلا يجوز الاقتداء به لكفره , والمعتمد في المجسمة عدم التكفير.)"
واستعرض في المبحث الرابع رأى الحنابلة في المسألة حيث قال :
"المبحث الرابع حكم التجسيم والمجسمة عند الحنابلة:
للحنابلة في حكم التجسيم والمجسمة تفصيل:
- فعلماء ومجتهدي المجسمة عندهم كفار
- وعامتهم ومقلديهم ليسوا بكفار
- ومن الحنابلة من يطلق التكفير على المجسمة من غير تفصيل
- ومنهم من يطلق عدم التكفير
وهذه بعض نصوص الحنابلة في ذلك:
*نقل ابن حمدان في نهاية المبتدئين ص30 عن أحمد (تكفير من قال عن الله جسم لا كالأجسام) ونقله صاحب الخصال من الحنابلة انظر كتاب تشنيف المسامع ص 346
*في دقائق أولي النهى للرحيباني 3/ 590: (فلا تقبل شهادة فاسق بفعل كزان وديوث أو باعتقاد ..(ونحوه) كمقلد في التجسيم وما يعتقده الخوارج والقدرية ونحوهم , (ويكفر مجتهدهم)..)
قال في الفصول في الكفاءة في جهمية وواقفية وحرورية وقدرية ورافضية: إن ناظر ودعا كفر وإلا لم يفسق , لأن أحمد قال: يسمع حديثه ويصلى خلفه.
قال: وعندي أن عامة المبتدعة فسقة كعامة أهل الكتابين كفار مع جهلهم , والصحيح لا كفر ; لأن أحمد أجاز الرواية عن الحرورية والخوارج)
*وفي كشاف القناع للبهوتي 6/ 420: (فلا تقبل شهادة فاسق من جهة الأفعال) كالزاني واللائط والقاتل ونحوه (أو) من جهة (الاعتقاد) وهم أهل البدع (ولو تدين به) أي اعتقد أنه دين حق فترد شهادته لعموم النصوص (فلو قلد) في القول (بخلق القرآن أو نفى الرؤية) أي رؤية الله تعالى في الآخرة (أو الرفض أو التجهم) بتشديد الهاء (ونحوه) كالتجسيم وخلق العبد أفعاله (فسق ويكفر مجتهدهم الداعية)
قال المجد: الصحيح أن كل بدعة كفرنا فيها الداعية فإنا نفسق المقلد فيها كمن يقول بخلق القرآن ..)
واختار الموفق: لا يكفر مجتهدهم الداعية في رسالته إلى صاحب التلخيص لقول أحمد للمعتصم: يا أمير المؤمنين (ومن أخذ بالرخص فسق) قال القاضي غير متأول ولا مقلد).
*وفي طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ص 499: (قال الوالد السعيد: فمن اعتقد أن الله سبحانه جسم من الأجسام وأعطاه حقيقة الجسم من التأليف والانتقال: فهو كافر لأنه غير عارف بالله عز وجل لأن الله سبحانه يستحيل وصفه بهذه الصفات وإذا لم يعرف الله سبحانه: وجب أن يكون كافرا.)
* وفي الاعتقاد لابن أبي يعلى ص16: (فإن اعتقد معتقد في هذه الصفات ونظائرها مما وردت به الآثار الصحيحة التشبيه في الجسم والنوع والشكل والطول- فهو كافر.
وإن تأولها على مقتضى اللغة وعلى المجاز فهو جهمي وإن أمرها كما جاءت، من غير تأويل، ولا تفسير، ولا تجسيم، ولا تشبيه، كما فعلت الصحابة والتابعون فهو الواجب عليه)
*وفي مجموع فتاوى ابن تيمية 6/ 356: (إذ لا يختلف أهل السنة أن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله بل أكثر أهل السنة من أصحابنا وغيرهم يكفرون المشبهة والمجسمة)
*وفي أقاويل الثقات لمرعي الكرمي ص 64: (ومن العجب أن أئمتنا الحنابلة يقولون بمذهب السلف ويصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ومع ذلك فتجد من لا يحتاط في دينه ينسبهم للتجسيم ومذهبهم أن المجسم كافر بخلاف مذهب الشافعية فإن المجسم عندهم لا يكفر فقوم يكفرون المجسمة فكيف يقولون بالتجسيم)"
وبعد استعراض بعض آراء فقهاء المذاهب الأربعة خلص اليافعى إلى التالى :
الخلاصة:
أن لأهل العلم قولين في تكفير المجسمة والقول بعدم التكفير هو الذي ينبغي أشاعته بين الناس حتى يسود بين المسلمين التسامح خصوصا وأن المسألة دقيقة كما تقدم عن العز بن عبد السلام , ونحن في زمن أكثر ما نحتاج فيه إلى الوحدة والائتلاف لا إلى الفرقة والاختلاف "
وبعد أن انتهى الرجل من استعراض الآراء عمل على بيان معنى الجسم والتجسيم فقال :
"تنبيه:
ما سبق هو الكلام عن حكم التجسيم والمجسمة أما الكلام عن حقيقة التجسيم لغة واصطلاحا ...
لغة واصطلاحا حتى يعرف القارئ ما هو هذا التجسيم الذي سبق حكمه
التجسيم: هو اعتقاد أن الله جسم , والجسم لغة: يدل على التجمع والتشخص والتركيب قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة 1/ 457: (الجيم والسين والميم يدل على تجمع الشيء. فالجسم كل شخص مدرك كذا قال ابن دريد، والجسيم: العظيم الجسم، وكذلك الجسام. والجسمان: الشخص)
والجسم اصطلاحا: ما يقبل فرض الأبعاد (الطول والعرض والعمق) قال الإمام أحمد في عقيدته التي حكاها عنه عامة الحنابلة: إنما الأسماء مأخوذة بالشريعة واللغة، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم على كل ذي طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية، ولم يجئ في الشريعة ذلك فبطل) انظر كتاب اعتقاد الإمام المبجل أبي عبد الله أحمد بن حنبل للتميمي ص 298 وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/ 298"
ورغم آراء الفقهاء في المسألة فإن أرائهم الفقهية تخالف هذا المعتقد فالكل يرفض التجسيم ومع هذا تجد في مباحث الدعاء في كتبهم ايمانهم بوجود جهة الفوقية لله وهناك عشرات الكتب في مسألة الفوقية ألفها الفقهاء مثل رسالة في إثبات الاستواء والفوقية لعبد الله بن يوسف الجويني وهى رسالة نفى أن يكون الرجل قد كتبها ولكن كتب القوم طافحة من خلال تصديقهم لروايات الدعاء برفع أليدى لأعلى أو جهة السماء وتصديقهم حديث الجارية أين الله قالت في السماء
وينبغى لكل من ينفى التجسيم أن يكذب كل الروايات التى تثبت جهة لله كما نفوها في تلك الكتب واعتبروا من يقول بها كافر في الغالب
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس