عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-05-2009, 05:02 PM   #7
محمود راجي
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2008
الإقامة: أكناف بيت المقدس
المشاركات: 542
إفتراضي كم غادر الشعراء من متردمكم

كَمْ غادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ==وَلَرُبَّ تَالٍ بَزَّ شَأْوَ مُقَدَّمِ

فِي كُلِّ عَصْرٍ عبْقَرِيٌّ، لاَ يَنِي==يفرى الفرَّ بكلَّ قولِ محكمِ

وَ كفاكَ بي رجلا إذا اعتقلَ النهى==بِالصَّمْتِ، أَوْ رَعَفَ السِّنَانُ بِعَنْدَمِ

أَحْيَيْتُ أَنْفَاسَ الْقَرِيضِ بِمنْطِقِي==وَ صرعتُ فرسان العجاجِ بلهذمي

وَ فرغتُ ناصية َ العلا بفضائلٍ==هُنَّ الْكَوَاكِبُ فِي النَّهَارِ الْمُظْلِمِ

سَلْ مِصْرَ عَنِّي إِنْ جَهِلْتَ مَكَانَتِي==تُخْبِرْكَ عَنْ شَرَفٍ وَعِزٍّ أَقْدَمِ

بَلِهٌ، نَشَأْتُ مَعَ النَّبَاتِ بِأَرْضِهَا==وَلَثَمْتُ ثَغْرَ غَدِيرِهِ الْمُتَبَسِّمِ

فنسيمها روحي ، ومعدنُ تربها==جِسْمِي، وَكَوْثَرُ نِيلِهَا مَحْيا دَمِي

فإذا نطقتُ فبالثناءِ على الذي==أَوْلَتْهُ مِنْ فَضْلٍ عَلَيَّ وَأَنْعُمِ

أَهْلِي بِها، وأَحِبَّتِي، وَكَفى بِهِمْ==إِنْ كَانَتِ الأَبْنَاءُ خُورَ الأَعْظُمِ

وَأَحَقُّ دَارٍ بِالْكَرَامَة ِ مَنْزِلٌ==للقلبِ فيهِ علاقةق لمْ تصرمِ

هِيَ جنَّة ُ الْحُسْنِ الَّتِي زَهَرَاتُهَا==حورُ المها ، وهزارُ أيكتها فمي

ما إنْ خلعتُ بها سيورَ تمائمي==حتى لبستُ بها حمائلَ مخذمي

وَغَنِيتُ عَنْ قُلَّتِي بعَامِلِ أَسْمَرٍ==وَسَلَوْتُ عَنْ مَهْدِي بِصَهْوَة ِ أَدْهَمِ

وَ فجرتُ ينبوع البيانِ بمنطقٍ==عذبٍ ، رويتُ بهِ غليلَ الحرمِ

وَ لكمْ أثرتُ غيابة ً منْ قسطلٍ==بمهندي ، وَ حللتُ عقدة َ مبرمِ

أختالُ طوراً فوقَ ذروة ِ منبر==و أكرُّ طوراً فوقَ نهدٍ شيظمِ

حتى ربأتُ منَ المعالي هضبة ==ًشماءَ تزلقُ أخمص المتسنمِ

نشأتْ بطبعي للقريضِ بدائعٌ==لَيْسَتْ بِنِحْلَة ِ شَاعِرٍ مُتَقَدِّمِ

يصبو بها " الحكميُّ " صبوة َ عاشقٍ==وَ تخفُّ منْ طربٍ عريكة ُ " مسلمِ
"
قَوَّمْتُهُ بَعْدَ اعْوِجَاجِ قَنَاتِهِ==وَ الرمحُ ليسَ يروقُ غيرَ مقومِ

فقرٌ يكادُ السحرُ يبلغُ بعضَ ما==فِي طَيِّهَا لَوْ كَانَ غَيْرَ مُحَرَّمِ

مُتَشَابِهُ الطَّرَفَينِ، يُنبِىء ُ صَدْرُهُ==عما تلاحقَ ؛ فهوَ بادي المعلمِ

أحكمتُ منطقهُ بلهجة ِ مفلقٍ==يَقِظِ الْبَدِيهَة ِ، فِي الْقَرِيضِ مُحَكَّمِ

يبتذُّ أهبة َ كلَّ فارسِ بهمة ٍ==وَيَزُمُّ شِقْشِقَة َ الْفَتِيقِ الْمُقْرَمِ

ذللتُ منهُ غوارباً لا تمتطى==وَخَطمْتُ مِنْهُ مَوَارِناً لَمْ تُخْطَمِ

شعرٌ جمعتُ بهِ ضروبَ محاسنٍ==لَمْ تَجْتَمِعْ قبْلِي لِحَيٍّ مُلْهَمِ

فإذا نسبتُ فتنتُ كلَّ مقنعٍ==وَإِذَا نَأَمْتُ ذَعَرْتُ كُلَّ مُلَثَّمِ

كَالرَّوْضِ تَسْمعُ مِنْهُ نَغْمة َ بُلْبُلٍ==وَالْغِيلِ تَسْمَعُ مِنْهُ زَأْرَة َ ضَيْغَمِ

أَدْرَكْتُ قَاصِية َ الْمَحَامِدِ وَالْعُلاَ==وَ شأوتُ فيها كلَّ أصيدَ مسنمِ

فأنا ابنُ نفسي إنْ فخرتُ ، وَ إنْ أكنْ==لأغرَّمنْ سلفِ الأكارمِ أنتمى

وَالْفَخْرُ بِالآبَاءِ لَيْسَ بِنَافِعٍ==إِنْ كَانَتْ الأَبْنَاءُ خُورَ الأَعْظُمِ

هَذَا، وَرُبَّتَ لَذَّة ٍ بَاشَرْتُهَا==فِي ظِلِّ أَخْضَرَ بِالْعَرَارِ مُنَمْنَمِ

طفقَ النسيمُ يحوكُ برودهِ==بأناملٍ تمرى خيوطَ المرزمِ

فَبِكُلِّ أُفْقٍ مُزْنَة ٌ فَيَّاضَة ٌ==وَبِكُلِّ أَرْضٍ جَدْوَلٌ كَالأَرْقَمِ

هَاتِيكَ تَجْرِي فِي السَّماءِ كَأَنَّهَا==سُفُنٌ، وَهَذَا فِي الْخَمَائِلِ يَرْتَمِي

فالروضُ بينَ موشحٍ وَ مؤزرٍ==وَ الزهرُ بينَ مدنرٍ وَ مدرهمِ

طَلْقُ الْجَبِينِ، تَبَسَّمَتْ أَزْهَارُهُ==عنْ درَّ قطرٍ كالعقودِ منظمِ

عبقُ الإزارِ ، كأنما جرتِ الصبا==فِيهِ بِجُؤْنَة ِ عَنْبَرٍ لَمْ تُخْتَمِ

صبح الغمامُ غصونهُ ؛ فترنحتْ==طَرَباً لِرَجْعِ الطَّائِرِ الْمُتَرَنِّمِ

فنسيمهُ أرجٌ ، وطائرُ أيكهِ==هَزِجٌ، وَجَدْوَلُهُ بَرُودُ الْمَبْسِمِ

يَسْتَوْقِفُ الأَلْبَابَ حُسْنُ رُوَائِهِ==وَ يصيدُ عينَ الناظرِ المتوسمِ

وَ المرءُ طوعُ يدِ الزمانِ ، يقودهُ==قَوْدَ الْجَنِيبِ لِغَايَة ٍ لَمْ تُعْلَمِ

فلكٌ يدورُ ، وَ أنجمٌ لا تأتلي==تَبْدُو وَتَغْرُبُ فِي فَضَاءٍ أَقْتَمِ

صُوَرٌ إِذَا نَادَيْتها لمْ تَسْتَجبْ==أَوْ رُمْتَ مِنْهَا النُّطْقَ لَمْ تتكَلَّمِ

فدعِ الخفيَّ ، وخذْ لنفسكَ حظها==مِمَّا بَدَا لَكَ؛ فَهْوَ أَهْنَأُ مَغْنَمِ


لاَ يستطيعُ المرءُ يبلغَ ما نأى==عَنْهُ، وَلَوْ صَعِدَ السَّمَاءَ بِسُلَّمِ

بينا يشقُّ بهِ الجواءَ ترفعا==أهوى بهِ في كسرِ بيتٍ مظلمِ

إِنَّ الْحَيَاة َ شَهِيَّة ٌ مَا لَمْ تَكُنْ==غَرَضاً لإِمْرَة ِ ظَالِمٍ لَمْ يَرْحَمِ

لاَ أَرْتَضِي عَيْشَ الْجَبَانِ، وَلا أَرَى==فضلاً لذي حسبٍ إذا لمْ يقدمِ

وَلرُبَّ مَلْحَمَة ٍ سَرَيْتُ قِنَاعَهَا==عنْ وجهِ نصرٍ بالغبارِ ملثمِ

لَوْ كَانَ لِلإِنْسانِ عِلْمٌ بِالَّذِي==فِي الْغَيْبِ لَمْ يَفْرَحْ، وَلمْ يَتنَدمِ

فدعِ الأمورَ إلى مدبرِ شأنها==وَارْغَبْ عَنِ الدُّنْيَا بنفْسِكَ تَسْلَمِ
__________________
**********
كن كالنخيل عن الاحقاد مرتفعا ::: يلقى بصخر فيلقى اطيب الثمر


محمود راجي غير متصل   الرد مع إقتباس