عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-12-2020, 09:16 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,967
إفتراضي

قال: ووصل بها ابن كمال الدين السيوطي ممن تردد إلي وقفا إلى نيف وسبعين، ونظمها وأدرج ما لا تصريح بالمراد منه في أحاديثه، وإن أسفرت به كالزهد، وقضاء الحوائج، وصالح العبيد، والإمام المرتضى للمأمومين، والمهاجر، فلفظه في الأول جلساء الله غدا أهل الورع والزهد وفي الثاني إذا كان يوم القيامة أجلسوا على منابر من نور، ويحادثون الله ورسوله والناس في الحساب، وفي الثالث والرابع: ثلاثة على كثب من مسك أسود لا يهولهم الفزع الأكبر، ولا ينالهم الحساب: رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله، وأم قوما وهم راضون، ورجل أذن في مسجد دعا إلى الله ابتغاء وجهه، ورجل ابتلي بالرق في الدنيا فلم يشغله ذلك عن طلب الآخرة، رواه البيهقي، وفي الخامس: إن للمهاجرين منابر من نور، يجلسون عليها يوم القيامة، قد أمنوا من الفزع
قال: أي السخاوي ـ ولو أريد استيفاء ما يشبه ذلك لزادت كثيرا، بل ربما يتوهم من نظمه أن الطفل والمؤذن والمعلم تتلو، وليس كذلك"
وبين الزرقانى عدد الخصال فقال:
"وقد نظم أبو شامة السبعة الأولى في بيت، وذيله الحافظ ابن حجر بثلاث سبعات، وزادها ستا، ولم ينظمها، فذكرت ذلك وذيلت عليه بقية ما ذكر السخاوي، والجملة أربعة وتسعون خصلة، فقلت:
أتى في الموطا والصحيحين سبعة يظلهم الله الكريم بظله
أشار لهم رمزا إمام زمانه أبو شامة إذ قال في بيت شعره
محب عفيف ناشئ متصدق وبال مصل والإمام بعدله
وزاد عليه القسطلاني بعده ثلاثة سبعات فقال بنفله
وزد سبعة إظلال غاز وعونه وإنظارذي عسر وتخفيف حمله
وحامي غزاة حين ولوا وعون ذي غزاة حق مع مكاتب أهله
وزد مع ضعف سبعتين إعانة لأخرق مع أخذ لحق وبذله
وكره وضوء ثم مشي لمسجد وتحسين خلق ثم مطعم فضله
وكافل ذي يتم فأرملة وهت وتاجر صدق في المقال وفعله
وحزن وتصبير ونصح ورأفة تربع بها السبعات من فيض فضله
وقد زادها ستأ بضعف ولم تقع منظمة منه فخذ نظم نثره
فحبث علي ثم ترك لرشوة زنا وربا حكم لغير كمثله
ومن أول الأنعام آي ثلاثة عقيب صلاة الصبح غاية نقله
وأوصلها الشيخ السخاوي أربعا وتسعين مع ضعف لإسناد جله
مراقب شمس للمواقيت ساكت بحلم وعن علم بقول وعقله
ومن حفظ القرآن حالة صغره وفي كبر يتلو وحامل كلمه
مريض وتشببع لميت عيادة شهيد ومن في أحد فاز بقتله
وعلم بأن الله معه وتاجر أمين بلا مدح وذم لرحله
من لم يمد اليد نحومحرم عليه ولم ينظر إلى غير حله
محسن طعم للفقير مصدق على معسر ترك الغريم لعسره
وكافلة أيتامها بعد زوجها ومشبع جوع ثم واصل أهله
محب الأناسي للجلال مؤذن ومن لم يخف في الله لوما لعذله
كذا رحم ثم الأمانة تلوها خيار ذوي التوحيد طيب فعله
مفرج كرب ثم محيى لسنة مصل على الهادي كثيرا بعمره
قران وأهل الجوع خوفا وصائم ثلاثة عشر من مرجب حوله
من يقرأ الإخلاص من بعدمغرب ثلاثين في ثنتين من بعد نقله
وأطفال ذي الإيمان نجل نبينا وغير حسود لا يعق لأصله
وطاهر قلب ليس يمشي نميمة بريء ومكلوف محب لربه
منيب ومذكور بذكر إلاهه لحرمته غضبان داع لسبله
وأمر بمعروف ونهي لمنكر وذكر بقلب مع لسان لنيله
ومستغفر الأسحار عمار مسجد كذلك صوام معلم طفله
ومن يذكرالرحمن مع ذكرهم له كذا أنبياء الله مع أهل صفوه
خليل إله العرش فاطمة كذا علي ونجلاه وخاتم رسله
عليه صلاة مع سلام به نرى بحرمته يوم المعاد بظله
وأما نظم العالم الفقيه النحوي معمر بن عبد القوي المالكي المكي وإن أطنب فيه شيخه السخاوي، وقال إن أبياته جامعة للخصال، قاطعة للقيل والقال ففيه إعواز، كقوله في الستة التيمن جهات لم ينظمها الحافظ
فخذ نظمها حكم لغير كنفسه محب لسيف الله شيعة عدله
وترك الزنا ترك الرباء ورشوة وأول أنعام نهاية كله
إذ لا يعلم المراد بقوله: وأول أنعام، إذ يصدق بأية وبأكثر من الثلاثة، ومد الربا، وهو مقصور، وفي جوازه للنظم خلاف، وكذا قوله: ومن حفظ القرآن في حال صغره، وفاز كبيرا في الأنام لحمله، لا يعلم المراد به، فإنه جعل قوله: وفازكبيرا رمزا لقوله: في الحديث، فهو يتلوه في كبره، بل يتوهم ببادي الرأي أنه مكرر مع قوله بعده بأبيات: وحامل قرأن، والمطلوب أنه غيره، وكذا قوله: وصانع طعم لليتيم، فليس المرادمجرد الصمع، بل تحسينه، ولا خصوص اليتيم، فلفظ الحدبث: وعبد صنع طعاما فأحسن صنعه، فدعا عليه الفقير والمسكين،
فأطعم لوجه الله، كما مر، وكذا قوله: مصل فقران أتى بعد مغرب، فيه إجمال، فلا يعلم المراد به إلا بالوقوف على الحديث، وكذا قوله: وعمار بيت الله جل جلاله، أراد به جنس المسجد، مع أن المتبادر من اللفظ البيت العتيق وكذا قوله: ثم المحب لأجله، أراد به خلاف مدلوله، فإنه إشارة للحديث القدسي: ويكلفون بحبي، وكذا قوله: وأحبار ديننا، يتبادر منه أنهم العلماء، مع أنه أراد به معلمين القرآن، ولا يلزم أن يكونوا علماء أحبارا
لطيفة: يقال إن السبعة الأولى اجتمعت في يوسف (ص)فهو إمام عادل، نشأ في عبادة الله تعالى، وتحاب هو ووالده يعقوب (ص)في الله، ودعته زليخا، وهي ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، وتصدق على إخوته سرا كما في قوله: اجعلوا بضاعتهم في رحالهم، ولا شك أن قلبه كان يحب مواطن العبادات، وأنه شديد الشوق إلى الله
تتمة : أورد الديلمي في مسند الفردوس، وتبعه ابنه بلا سند، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله (ص): ثلاثة لا يظلهم في ظل عرشه، ولا يقبل منهم صرفا ولا عدلا: من جر إزاره أسفل من كعبيه خيلاء وكبرا، ورجل اغتاب من حيث لا يعلم، ورجل نفق سلعته يزينها بما ليس فيها"
أمر غريب هو أن القوم يتحدثون عن تلك الأحاديث وكأنها صحيحة بينما هى متناقضة فلا يمكن أن يكون نص من الوحى قد خددا العدد بسبعة ثم يقال ان كل تلك الأحاديث وحى وصحيحة فغما رواية واحدة صحيحة وإما أن الكل باطل وهو بالفعل كذاك
والخصال هى حالات قد تتواجد فى إنسان واحد كلها ومن ثم لا يمكن أن يقال سبعة أفراد وإنما هى أحوال أى صفات أى أعمال والدليل ان الزرقانى ذكر أن الخصال السبعة اجتمعت فى يوسف فى اللطيفة التى أنهى بها الكتاب
نحن إذا حالة غريبة من الفهم الخاطىء فأى مسلم يفهم يعرف أن الوحى لن يخطىء ولن يتناقض خاصة إذا حدد عددا لأنه بذلك يثبت أنه ليس من عند الله وإنما هو أكاذيب بشرية نسبها الرواة أو وضعوا الروايات للرسول(ص)
وحالة غريبة أيضا من ناحية أن الرجل يجلب روايات ويقول عنها انها ضعيفة ومنكرة ويبنى على ذلك نتائج وبالقطع طالما الأساس باطل فما يترتب عليه باطل
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس