عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-11-2009, 05:31 PM   #6
أوان النصر
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2007
الإقامة: عدن أبين
المشاركات: 397
إفتراضي

لم يكذب الظن حيث اعتقل سلمان تلك الأيام، واعتقل بسببه خلقكثير ممن أرادوا نصرته والوقوف معه، اعتقل أناس لا لشيء إلا لأن أشرطة سلمان العودةوجدت في سياراتهم، وآخرون لأنهم صلوا في المسجد الذي بجوار بيته حيث بقي مغلقاًأياماً.
بعد مدة أصدرت وزارة الداخلية بياناً بشأن من أسموهما المدعوَّينسلمان العودةوسفر الحوالي،وُصفا بما وُصفا به، وإن لم أهِم فقد كان في ضمن مطاعنهم عليهما الخلل في العقيدة،و عموما فقد سمعت البيان قبل خمسة عشر عاما، مرة واحدة وبنفس منقبضة.
فيتلك الأيام صدرت الفتاوى والكتيبات والمطويات بوجوب طاعة ولي الأمر، في أسلوب لايصرح بالأسماء، لكن التوقيت يفصح عما لا يفصح عنه اللسان.
أوصد الباب علىسلمان العودة خمس سنوات عجاف، كان سلمان في خلالها نجماً ازداد ارتفاعاً، كاد أنيكون كأحمد بن حنبل يوم الفتنة، فبه يُعرف الولاء للدولة أو العداء لها، فتأييدسلمان يعني معارضة الدولة، والإنكار على سلمان يعني الوقوف في صف الدولة، كان إقدامالخطيب على خطبة يستنكر فيها ما قام به سلمان كافياً في إحراق أوراقه وإعراض الناسعنه.
بعد اعتقال سلمان العودة بما يزيد على عام توفي أحد بنيه في حادثسير، كان طفلاً صغيراً، لكن جنازته كانت مشهودة كما لو كانت جنازة عالم من كبارالعلماء، كانت الجنازة بمثابة مظاهرة صامتة، في إشارة من الناس لوزارة الداخلية أنسلمان العودة لم يزل في قلوب الناس.
تغنينا تلك الأيام بمرثية سلمان فيولده والتي مطلعها:
وداعاً حبيبي لا لقاء إلى الحشر وإنكان في قلبي عليك لظى الجمر
صبرت لأني لم أجـد لي مخلصاً إليك وما منحيلة لي سوى الصبر
وكنا نسلي أنفسنا بقول سلمان:
سبـح الحـق بتيار الـدم و اشتوى باللهبالمضطرم
إلى أن قال:
أمـة في الأرض لايقهرها مجـرم بل هي ذل المجرم
لا تقل ذلت فمايصـلح أن يستذل الفأر ليث الأجم
انتـظر وثبتـها في غـدها انطلاقا منهـداها القيم
انتظر وثبـة جيـل مؤمـنٍ طاهر النفس رضيالشيم
يغسل الأرض من الكفر فقل من يريد الناس غير المسلم
زمزمفينا ولكـن أيـن من يقنع النـاس بجدوى زمزم
بعد خمس سنوات تمالإفراج عن سلمان العودة وصاحبيه، تناقل الناس الخبر مظهرين الفرح والسرور، حتى إنيدعيت إلى وليمة أقامها الداعي إكراماً لمن بشره بخروجهم.
في اليوم الذيبلغني فيه وصول سلمان إلى بيته توجهت إلى البيت، كنت لا أعرف مكان البيت جيدا، ولكندلني زحام الناس وكثرة السيارات، دخلت البيت لأجد فناء مليئاً بالزوار، ووسط ذلكالزحام وجدت سلمان العودة وقد أحاط به جمع من الرجال؛ لكي لا يؤذيه ازدحام الناسعليه، ويتم إدخال المسلمين عليه واحداً واحداً.
كان سلمان يستقبل الوفودفي الصباح إلى الظهر، وبعد العصر حتى العاشرة ليلاً، وكان على مريد السلام لكي يسلمعلى سلمان أن يقف في طابور طويل قبله عشرات الرجال حتى يصله الدور.
منيرى سلمان العودة وإقبال الناس عليه يحس أنه أدرك صيتاً عالياً وشعبية عظيمة، ماكانت لتكون لولا ثباته في السجن بعد فضل الله، كانت أخباره يتناقلها الركبان بشكلملفت للانتباه يدل على منزلته في قلوبهم، سافر سلمان، عاد سلمان، سلمان زار فلاناًهذا اليوم، اليوم رأيت سلمان في شارع كذا.

أوان النصر غير متصل   الرد مع إقتباس