عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-09-2009, 05:14 PM   #1
اقبـال
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2009
المشاركات: 3,419
إفتراضي أطفال بغداد الحزينة يسألــــــون

من قال إن النفط أغلى من دمي؟



إلى أطفال العراق

شبكة البصرة
شعر: الشاعر المصري فاروق جويدة

من قال إن النفط أغلى من دمي؟




من قال إن النفط أغلى من دمي؟




من قال إن النفط أغلى من دمي؟




مادام يحكمنا الجنـــــــــــــــــون‏..
سنرى كلاب الصيد تلتهم
الأجنة في البطـــــــــــــــــــــون
سنرى حقول القمح ألغاماً
وضوء الصبح ناراً في العيــــــــون
سنرى الصغار على المشانق
في صلاة الفجر جهراً يصلبــــون
وحين يحكمنا الجنـــــــــــــــون
لا زهرة بيضاء تشرق
فوق أشلاء الغصـــــــــــــــــون
لا فرحة في عين طفل
نام في صدر حنــــــــــــــــــــون
لا دين‏..‏ لا إيمان‏..‏ لا حق
ولا عرض مصــــــــــــــــــــــون
وتهون أقدار الشعوب
وكل شيء قد يهـــــــــــــــــون
مادام يحكمنا الجنــــــــــــــــون




أطفال بغداد الحزينة يسألــــــون
عن أي ذنب يقتـــــــــــــــــــلون
يترنحون على شظايا الجوع
يقتسمون خبز الموت‏..‏ ثم يودعون
شبح‏ "الهنود الحمر"‏ يظهر في صقيع بلادنا
ويصيح فينا الطامعـــــــــــــــــــــــــــون‏...
من كل صوب قادمــــــــــــــــــــــــــــون
من كل جنس يزحفـــــــــــــــــــــــــــون
تبدو شوارعنا بلون الدم
والكهان في خمر الندامة غارقـــــــــــون
تبدو قلوب الناس أشباحاً
ويغدو الحلم طيفا عاجزاً
بين المهانة‏..‏ والظنـــــــــــــــــــــــــــــون
هذي كلاب الصيد
فوق رؤوسنا تعوي
ونحن إلى المهالك مسرعــــــــــــــــــون‏..



أطفال بغداد الحزينة
في الشوارع يصرخــــــــــــــــــــــــــــــون
جيش التتار
يدق أبواب المدينة كالوباء
ويزحف الطاعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون
أحفاد "هولاكو"




على جثث الصغار يزمجــــــــــــــــــــــرون

جثث الهنود الحمر تطفو
فوق أعمدة الكنائس والثرى يغلي
صراخ الناس يقتحم السكــــــــــــــــــــــون
أنهار دم فوق أجنحة الطيور الجارحات
مخالب سوداء تنفذ في العيــــــــــــــــــــون
مازال دجلة يذكر الأيام‏..
والماضي البعيد يطل من خلف القــــــــــــــرون
عبر الغزاة هنا كثيرا‏ً..‏ ثم راحوا
أين راح العابرون؟‏!
هذي مدينتنا‏..‏ وكم باغ أتى
ذهب الجميع ونحن فيها صامــــــــــــــــــــدون
سيموت "هولاكو"
ويعود أطفال العراق
أمام دجلة يرقصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون




لسنا الهنود الحمر
حتى تنصبوا فينا المشانــــــــــــــــــــــــــــق
في كل شبر من ثرى بغداد
نهر‏..‏ أو نخيل‏..‏ أو حدائــــــــــــــــــــــــــق
وإذا أردتم سوف نجعلها بنـــــــــــــــــــادق
سنحارب الطاغوت فوق الأرض
بين الماء‏..‏ في صمت الخنــــــــــــــــــــادق
إنا كرهنا الموت لكن
في سبيل الله نشعلها حرائـــــــــــــــــــــــق
ستظل في كل العصور وإن كرهتم
أمة الإسلام من خير الخلائــــــــــــــــــــــــق





أطفال بغداد الحزينة
يرفعون الآن رايات الغضــــــــــــــــــــــــــــب
بغداد في أيدي الجبابرة الكبار
تضيع منا‏..‏ تغتصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــب
أين العروبة‏..‏ والسيوف البيض
والخيل الضواري‏.. ‏والمآثر‏.. ‏والنســــــــــب؟
أين الشعوب وأين كهان العــــــــــــــــــــــرب؟!
في معبد الطغيان يبتهل الجميع
ولا ترى غير العجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب‏..
البعض منهم قد شجــــــــــــــــــــــــــــــــب
والبعض في خزي هــــــــــــــــــــــــــــــــــــرب
وهناك من خلع الثياب
لكل جواد وهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـب‏..
في ساحة الشيطان
نقرأ ‏"سورة‏" الدولار!
يسعى الناس أفواجاً
إلى مسرى الغنائم والذهـــــــــــــــــــــــــــــب
والناس تسأل عن بقايا أمة تدعى"‏العـــــــــــــرب"!‏
كانت تعيش من المحيط إلى الخليج
ولم يعد
في الكون شيء من مآثر أهلها
ولكل مأساة ســـــــــــــــــــــــــــــــــــبب
باعوا الخيول‏..
وقايضوا الفرسان في سوق الخطــــــــــــــــــــب
فليسقط التاريخ‏..‏ ولتحيا الخطـــــــــــــــــــــب

اقبـال غير متصل   الرد مع إقتباس