الموضوع: هو ...وهي !ّ!
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 03-06-2009, 11:44 AM   #7
أميرة الثقافة
كبـــ أنثـى ـــرياء
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2004
المشاركات: 3,126
إفتراضي


هو:

كانت الحلم... وكان محاصراً بشوك الواقع، وطالما تمنّى لو ضمّها إلى أيّامه، وجعل منها جزءاً يوميّاً قريباً ثابتاً في حياته، بل كل حياته، لكن ذلك كان مستحيلاً...

كان يمتلك قطعة أرض بعيدة، شاء أن يستثمرها بشكل ما
فزرع فيها أشجار الزيتون، واختار من بينها زيتونة سمّاها باسمها...
وجعل يتردّد عليها كل يوم، ويقوم بنفسه بسقايتها ورعايتها والتحدث إليها كل مساء!
حدثها عن الزيتونة ذات يوم بحماسة، فقالت له:

''شجرتك هذه ستموت... كما هي قصتنا...''

فقاطعها، ولم يطق الاستماع للمزيد.

وحدث أن مرّت به حالة إحباط استمرّت لأيّام، أفاق بعدها ليتذكّر شجرته الأثيرة،

ويهرع لتفقّدها، فوجدها قد ذوت وماتت...

هنا، جلس قربها ليسلّم نفسه لنحيب طويل مرير،

وبكى كما لم يبك من قبل طوال حياته.






هي :




التقت به في زمان ومكان لم يتّسعا لمشاعرهما،

كانت له حياته، وكانت لها حياتها، والأفق أمامهما مطبق بحلكة لم يكن ليبدّدها الشعاع الذي أشرق في قلبيهما،

فابتعدت... وابتعد،

وأبقيا على المشاعر فكرة تبعث الدفء والألفة في لحظات الوحدة...

كانت تعرف أنه يحب زهور البنفسج،

وبأنّها تثير في نفسه روحانية غامضة وعذوبة خاصّة، فخطر لها أن تزرع له نبتة البنفسج بيديها،

وترعاها حتى تطلق أزهارها، فتهدي بها إلى الأجواء عبيراً يحبّه!

وعملت في الأمر بجدية، فحفرت الأرض وزرعت وسقت ورعت، وانتظرت طويلاً حتّى أيعنت الأزهار ذات شتاء...

ثمّ حدث أن قامت بزيارتها بعض الصديقات، وعند انتهاء الزيارة، وحين كنّ بصدد المغادرة،

لمحن زهرات البنفسج في الفناء،

وفيما انشغلت هي بإحضار المعاطف من الداخل، انطلقت صديقاتها فقطفن الأزهار بشيء من المرح والتلقائية!

وصعقتها المفاجأة

فودعتهن بسرعة لتعود وتسلّم نفسها لبكاء حارق لم تعرفه منذ سنين طويلة...
__________________
.
أميرة الثقافة غير متصل   الرد مع إقتباس