الموضوع: حلمٌ محظور
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-02-2009, 03:50 PM   #3
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي عبادة :أهلاً بك وبمشاركتك وأرجو لك التوفيق .. وأحب إضافة ملاحظاتي على العمل الذي بين يدي ّ ..

طيفٌ
،
حلمٌ
،
و أمنيات
أستجديها
فَلا تمتثل للحبر
،
فهُنَّ عَصِيّات


بداية موفقة من حيث التعبيرات ، وقد كانت مركّزة ، وهنا جميل أنك
جسدت أو القلم فجعلته هو الذي يستجدي ،لكن كلمة تمتثل كانت
في غير موضعها لأنها تفيد حالة من الأمر من جانب الطرف الآخر ،
وبالتالي فالمستجدي ليس بيده ما يجبر المستجدى منه على
الامتثال إليه ، المتسول ليس لديه ما يجبر به الشخص الذي
يتسول منه ، لذا فاللفظ الأصح كان تستجيب ..
...
و ليلٌ يحضَرُ
في حرفي
كلما سكبتُ الحبرَ
فوق تلك الوريقات
،
جميل هذا التعبير من حيث الشعور بالحجم أن الليل كأنه
نقاط صغيرة من الخبر ..لكن معنى احتضار الليل أن الليل
بالنسبة لك عالم الأحلام والآمال(وليس الظلام) ..لذا فإذا جاءت كلمة
الليل في هذا العمل بغير هذا المعنى فيكون استخدام
كلمة الليل محسوبًا عليك .
وصبرٌ يحتضر
،

أَ جنايةٌ لو كتبتُ الحبَّ
في صفحات ؟
أَ كفرٌ لو تمنيتُ
طيفاً زائرا
آناء الليل
يحضر
من بعيد المسافات ؟
محظور عليَّ
حتى التمنِّي
!
يا لبُعدَ الأمنيات
!
رائع هذا التعبير يا لبعد الأمنيات ، هنا السخرية تمتزج
بحالة الأسى ، إذ يكون الحلم والذي هو ليس بالمادي
الملموس وكذلك الأمنية بعيدة ، مفهوم المخالفة كان
موفقًا ..(مفهوم المخالفة أقصد به الاستخدام عكس
الاعتيادي للكلمة)
جرَّحتنا الحكايا
وحروفُ الكلمات
فاستبدلنا البوحَ
بالصمت
علَّ الصمتَ يشي
بما كان بين السطور
يبات

هنا كان في صالح العمل الأدبي كذلك
عل الصمت يأتي بما لم يأت ِ به الكلام،
هنا الرؤية كانت موفقة ،وهي في الصمت الذي
يصير صديقًا يتكلم ويفعل ما لم يفعله الكلام.
.
يا ليل الصبِّ يا شاهدي
اشهَدْ
،
فلقد كبَّلتنا القصائد
واستنزَفَتْ كلماتِنا
الآهات

تجسيدك كان متوافقًا مع الحالة
النفسية
،

كان الحرفُ باسقاً
في فضاءاتِهم
،
صار اليومَ
بجباج
لا أعرف معنى كلمة بجباج وهي -صوتيًا- ممجوجة
صعبة النطق ولا دلالة لها أم أنك تقصد بحجاب ؟
،

فغرقَتْ ببحور الشعر
أمنياتنا
،
و غَدَونَ بالصبر
متبجحات
وتحت عميق الليالي
متسترات
،
يستجدينَ الحضور
وهنَّ لسنَ من الحاضرات

غرقت ببحو الشعر أمنياتنا كانت في
صالح النص وما بعدها كان إضافة زائدة
وفيها الصور كانت متكلمة نوعًا ما .
،

يا لعمق الحزن
والصبر
والقوافي
الفاضحات
السرِّ
الحاضرات الغائبات
!
كان التعجب مشعرًا بالحالة النفسية بشكل كبير.ويا لدمعَ القوافي
كم سكبتَ
في بحور الشعر
شِعرا
هذه متكلفة لا أشعر بمعنى واضح لها
فما زادك الشعرُ
إلاّ شجناً
وليالٍ مظلمات
وليالي َ مظلمات (مفعول به)
إلا لو كانت ليال مظلمات غير معطوفة على كلمة
"جنًا"
.
فامتثل أيها الحرف
و اصمت
،
فلقد ولّى أوان البوح
،
فآستعض بالصمت
علَّ جرحك يُقيم الليلَ
بين نهر النزف
و جبل الأمنيات


لقد أعدت ما كررته من قبل بالإشارة إلى الصمت
بديلاً عن البوح فلماذا كررت نفس المعنى بنفس الكلمات تقريبًا؟

أحسنت البرهنة على معنى الليل (الحسن والجمال)
واحفظ الحب
بين الضلوع
والمقلتين
،
ضُمَّهُ
،
كي لا يضيع
ما بين السطور
حرفٌ
من الحرفين

رائع هذا البيت الأخير (الحرفان هما الحاء والباء حب)
القصيدة عمومًا أعجبتني وهي تقريبًا على بحر الرمل ويحسب لك القدرة على التجسيد والرؤية الشاعرية ،وبيئات التشبيه كانت حاضرة .. الإيقاع بشكل نسبي كان في خدمة الحالة النفسية
اليائسة .. حجم العمل كان مناسبًا لم يصل بك السرد إلى الإطالة ولا الاختصار إلى الغموض ..
عمل جميل ، وعندما تؤخذ هذه المآخذ في الاعتبار سيتحسن أكثر بإذن الله شعرك .. والفكرة
ببساطة هي أن الحلم صار صعبًا حتى عندما نحاول تخيله او كتابته ..
أحسنت وفي انتظار مزيد من إبداعاتك
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس