عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-01-2024, 07:48 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,001
إفتراضي

. 4 وحول العرش اربعة وعشرون عرشا. ورايت على العروش اربعة وعشرين شيخا جالسين متسربلين بثياب بيض وعلى رؤوسهم اكاليل من ذهب.5 ومن العرش يخرج بروق ورعود واصوات. وامام العرش سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة ارواح الله. 6 وقدام العرش بحر زجاج شبه البلور. وفي وسط العرش وحول العرش اربعة حيوانات مملوءة عيونا من قدام ومن وراء. 7 والحيوان الاول شبه اسد والحيوان الثاني شبه عجل والحيوان الثالث له وجه مثل وجه انسان والحيوان الرابع شبه نسر طائر. 8 والاربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة اجنحة حولها ومن داخل مملوءة عيونا ولا تزال نهارا وليلا قائلة قدوس قدوس قدوس الرب الاله القادر على كل شيء الذي كان والكائن والذي ياتي. 9 وحينما تعطي الحيوانات مجدا وكرامة وشكرا للجالس على العرش الحي الى ابد الابدين 10 يخر الاربعة والعشرون شيخا قدام الجالس على العرش ويسجدون للحي الى ابد الابدين ويطرحون اكاليلهم امام العرش قائلين 11 انت مستحق ايها الرب ان تاخذ المجد والكرامة والقدرة لانك انت خلقت كل الاشياء وهي بارادتك كائنة وخلقت " (رؤيا يوحنا اللاهوتي - إصحاح 4)
المفهوم المسيحي لمركبة عرش الرب في المعتقد المسيحي ترمز الكائنات الإنسان والأسد والثور والنسر التي وردت في وصف ملائكة مركبة العرش إلى كتبة الأناجيل الأربعة التي تؤلف نصوص العهد الجديد من الكتاب المقدس وهم متى ومرقس ويوحنا ولوقا حيث كثيراً ما تشاهد في الكنائس زخرفات لتلك الكائنات و تدعى هذه الكائنات Zoe زوئي أو (تيترامورف) وتحيط عادة بعرش الرب في السماء مع 24 شيخاً كبيراً في السن و7 أرواح للرب وفقاً لرؤيا يوحنا."
قطعا المعتقد النصرانى الذى ذكره غزال مأخوذ أيضا من نفسية متعلقة بالتجسد البشرى للإله فى يسوع ومن ثم نجد أوصافها كأوصاف كراسى الملوك الجبابرة وكذلك الأمر فى المركبة وتلك الأوصاف فى المعتقدين تخالف المعتقد الإسلامى الذى يقول بعدم وجود المركبة وأن الكرسى محمول من بعض الملائكة ومحاط ببعض الملائكة كما قال تعالى :
"وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم"
وقال :
"الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم"
وتحدث عن المعتقد الإسلامى فقال :
المعتقد الإسلامي
ذكر القرآن الكريم كلمة العرش 22 مرة في السور المكية المتأخرة والمدنية حيث يعتبر أعظم مخلوق وسقف لجميع المخلوقات ويمتد على كافة السماوات والأرض وله قوائم كقوائم السرير ويحمله 4 من أعظم الملائكة ويقع على الماء.
1 - أعظم المخلوقات
نجد في القرآن الكريم صفات العظمة والمجد لدى ذكر العرش وهذا يجعله منه أعظم المخلوقات كما في الآيات التالية:
- " فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش العظيم " (المؤمنون - 116)
- " وهو رب العرش العظيم " (التوبة - 129)
- " ذو العرش المجيد " (البروج - 15)
وقال القرطبي:" خصَّ العرش لأنه أعظم المخلوقات فيدخل فيه ما دونه "، وقال ابن كثير في تفسير " وهو رب العرش العظيم "، أي أنه مالك كل شيء وخالقه؛ لأنه رب العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات، وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورين بقدرة الله تعالى، وعلمه محيط بكل شيء، وقدره نافذ في كل شيء، وهو على كل شيء وكيل.
- والعرش هو سقف الجنة التي تقع فوق السماء السابعة وهو مكان مشرف عند الله.
- كذلك تقوم ملائكة (لا يعلم عددهم) بتسبيح الله من حول العرش كما في الآية التالية وهذا أيضأً دليل على عظمة العرش:
- " وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ " (الزمر - 75)"
وما قاله غزال عن عن العرش أعظم المخلوقات وأنه سقف الجنة وسقف المخلوقات كلام ليس عليه دليل من القرآن فالعرش فى الآيات التى ذكرها يعنى الكون ككل وهو السموات والأرض كما قال مفسرا فى الآية التالية:
"سبحان رب السموات والأرض رب العرش"
وتحدث عن الاستواء على العرش فقال :
2 - الإستواء على العرش
ذكر القرآن الكريم أن للرب عرش يستوي عليه: " الرحمن على العرش استوى " (طه - 5)
لكن العديد من مفسري القرآن الكريم حذروا من إساءة فهم طبيعة الإستواء أو الجلوس على العرش فأرجعوه إلى معنى استعاري ويقصد منه الهيمنة والقهر أو الإستيلاء وليس الجلوس بالمعنى الحرفي أو كما في جلوس الملوك من البشر، إلى درجة أن بعض المفسرين كانوا يلقون تهمة الكفر على كل من يعتقد بفكرة الجلوس.
ففي لُغَةِ العَرَبِ يُقالُ:" استَوى فُلانٌ على المَمَالِكِ " إذا احتَوَى على مَقَالِيدِ المُلكِ واستَعلى على الرقَابِ.
ويكون معنى قَهرِ الله للعرشِ الذي هو أعظمُ المخلوقاتِ أن العرشَ تحت تصرُّف الله هو خلقَهُ وهو يحفظهُ، يحفظُ عليهِ وجودهُ ولولا حفظُ الله تعالى له لهَوى إلى الأسفلِ فتحطَّمَ، فالله تعالى هو أوجدَهُ ثم هو حفظهُ وأبقاهُ، هذا معنى قَهَرَ العرشَ، هو سبحانَهُ قاهرُ العالم كلّه، هذه الشّمسُ والقمرُ والنّجومُ لولا أن الله يحفظُها على هذا النّظامِ الذي هي قائمةٌ عليه لكانت تهاوَت وحطَّم بعضُها بعضًا واختلَّ نظامُ العالمِ.
- ويذهب معظم العلماء إلى الفكرة التالية بخصوص الله والمكان الذي فيه:
- الله تبارك وتعالى موجود بلا مكان فلا يجوز أن يعتقد أن الله تعالى موجود في مكان أو في كل الأمكنة أو أنه موجود في السماء بذاتها أو جالس على العرش أو حال في الفضاء، تعالى الله وتنزه عن ذلك، لقوله تعالى: " ليس كمثله شىء وهو السميع البصير " - (الشورى - 11).
وقد قيل أن الإمام علي قال: " كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان "، ويقول أيضاً: " إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته ولم يتخذه مكان لذاته "."
اختلاف المفسرين فى الاستواء يعود إلى رجوعهم لكتب اللغة فالاستواء على العرش يعنى الوحى إلى الكون ولذا قال "ثم استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها "
فالاستواء هو القول وهو الوحى فقد استوى إلى السماء أى قال للسماء وألرض ائتيا طوعا أو كرها
ومن ثم لا مجال للخلاف فى أن العرش هو السموات والأرض فى آيات الاستواء
وحدثنا عن أكذوبة يعتقدها الناس وهى تجسد الله ونزوله فى المكان تعالى عن ذلك فقال :
3 - التنزل من العرش
ذكرت الأحاديث الشريفة أن الله يتنزل عن العرش الى السماء الدنيا ليسأل المسلمين عن حاجة أو دعاء حيث ورد ذلك في أحد الأحاديث القدسية: حيث يقول محمد (ص): " ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: " من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر " - (متفق على صحته).
فلذلك يحب المسلمون صلاة آخر الليل على أوله، وفي رواية لمسلم: " إن الله عز وجل يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ "، حتى ينفجر الفجر.
وقد بين العلماء أنه نزول يليق بالله وليس مثل نزولنا، لا يعلم كيفيته إلا الله، فهو ينزل كما يشاء ولا يلزم من ذلك خلو العرش فهو نزول يليق بجلالته."
وكل أحاديث التنزل لم يقلها النبى(ص) ولا نطق بها لأنه تشبه الخالق بمخلوقيه فى وجودهم فى مكان وفى تجسدهم وهو ما يناقض قوله تعالى :
" ليس كمثله شىء"

وتحدث عن كون العرش على الماء فقال :
4 - عرش على الماء
ذكر القرآن الكريم بوضوح أن عرش الرب على الماء وذلك قبل خلق السموات والأرض ما فيهن:
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس