الرحيل
كم به من الشجن وكم تلمسه الشعراء وغرقوا فيه
فما الرحيل سوى درب المنية وفي هذا يقول ماليء الدنيا وشاغل الناس
لولا مفارقة الأحباب ماوجدت
لها المنايا إلى أرواحنا سبلا
وأذكر أن شويعرا يقال له الصمصام نزف ذات رحيل قائلا :
بعــد ارتحــالك مـن يروي شــراييني
ومن سـيقـطف مـن وردي ونسـريني
ومــن تراه ســـيأتي كـي يكــون هــنا
قـبل الجـمــيع فــيزهــــو منه تدويني
ومن سـيبحـر عـبر الحـرف مـنتشــياً
ويُسـْـكِـن الريح إن هــبّت لتقــصيني
ومـن يغــوص إلى أعــمــــاق بلبلتي
فـيخـرج الدرّ مـن مــحـّـار تكــويني
ومــن يحـــلّق فـي آفـــــاق أغـــنيتي
كــمـا النوارس بين الكــــاف والنونِ
بعد ارتحـالك يغـدو الروض مـكـتئباً
ويذبل الزهــــر فـي كــلّ البســـاتينِ
لا شيء يغري فلا الأضواء تبهرني
لا شيء يغـري ولا الأرجاء تحـويني
إنّي سـأرحل خـلف الغـيم مـحـتجـباً
فـمـا مـقـامي وقد غــابت عــناويني