عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-12-2023, 07:49 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,998
إفتراضي

وبينما أوديب يسير على غير هدى، وصل إلى مفترق طرق، وهناك قابل رجل على عربة، ولم يكن ذلك الرجل سوى أباه الحقيقي، أي الملك (لايوس)، وكان قد خرج في رحلة صيد وأفترق عن حراسه أثناء مطاردته لغزال، وعند ذلك المفترق نظر الرجلان إلى بعض بغرور من دون أن يعرف أحدهما الآخر، ورفض كلاهما أن يفسح المجال للآخر كي يمر أولا، فنشب بينهما قتال انتهى بمقتل الملك لايوس على يد أوديب الذي لم يعلم بأنه قد قتل أباه للتو.
أوديب مضى في سبيله، وكانت مدينة طيبة في طريقه، لكن قبل أن يصل إليها، قابله الوحش (أبو الهول)، وكان هذا الوحش يستوقف المسافرين إلى طيبة ويطرح عليهم أحجية، فإذا عرفوا الجواب تركهم ليذهبوا في سبيلهم، أما لو فشلوا فيقتلهم ويأكلهم ..
أبو الهول سأل أوديب: " ما الذي يمشي على أربع عند الصباح , واثنتان بعد الظهر , وثلاثة عند المساء؟ ".
ففكر أوديب مليا ثم أجابه قائلا: "أنه الإنسان .. فهو يحبو على أربع في طفولته , ويمشي على قدمان في شبابه , أما في شيخوخته فيتخذ عصا ليتكأ عليها خلال سيره فيكون ماشيا على ثلاثة".
وكان الجواب صحيحا، وكان اوديب أول شخص يحل هذا اللغز وينجو من الموت على يد أبو الهول.
وفي مدينة طيبة كانت الوضع متأزما بغياب رأس السلطة، أي الملك، حيث ضج الناس وساد الهرج والمرج، فتعاهد الحكماء وأهل الحل والعقد من أهلها على أن ينصبوا أول رجل ينجو من أبي الهول ويدخل مدينتهم ملكا عليهم.
وطبعا كان أوديب هو أول الداخلين، فنصبوه ملكا، وزوجوه من أرملة ملكهم السابق، وبهذا فقد تحققت نبوءة عرافة دلفي، حيث أن أوديب قتل أباه وتزوج من أمه وهو لا يعلم بذلك. زواج أوديب من الملكة جوكوستا أستمر لسنوات، وأثمر عن أربعة أطفال , ولدان وبنتان ثم حلت مجاعة أكلت الأخضر واليابس في طيبة .. فأرسل أوديب إلى عرافة دلفي يسألها عن كيفية دفع الكارثة عن مدينته، فأخبرته العرافة بأن المدينة ملعونة، وأن اللعنة لن ترفع إلا بتقديم قاتل الملك لايوس للعدالة فأخذ أوديب على عاتقه مهمة البحث عن القاتل وأقسم على معاقبته بفقء عينيه وطرده من المدينة.
وأثناء بحثه المحموم للتوصل إلى القاتل الملك لايوس أرسل أوديب في طلب "نبي" يقال له تريسياس ليسأله عن هوية قاتل الملك السابق، فأخبره تريسياس بأن يغلق هذا الموضوع ولا يبحث فيه، لكن أوديب أصر، ووقعت مشادة كلامية بينه وبين تريسياس انتهت بكشف السر، حيث أخبره تريسياس بأنه هو من قتل الملك لايوس، فأصبح أوديب مهموما وشعر بأنه هو سبب اللعنة التي حلت بالمدينة، ودخلت عليه الملكة جوكوستا تحاول أن تطيب خاطره، وأخبرته بأن موت الملك لايوس ربما كان لحكمة حيث أنهما كانا بدون أطفال، وأنها لم تنجب منه سوى طفل من سنوات بعيدة وأن ذاك الطفل مات في مهده.
وفي هذه الأثناء وصل رسول من مدينة كورنث ليخبر اوديب بأن أباه بوليبوس قد مات، فشعر أوديب بالراحة لسماع هذا الخبر، لأن النبوءة التي أخبرته بها العرافة لم تتحقق، فهو لم يقتل أباه، أو بالأحرى من كان يظنه أباه الحقيقي لكن أوديب لم يوافق على الذهاب لحضور جنازة أبيه. لعله خشي أن يتحقق الجزء الثاني من النبوءة، أي زواجه بأمه بما أنها مازالت حية وفي محاولة لتهدئة مخاوفه أخبره الرسول بحقيقة أن الملك بوليبوس وزوجته ليسا والداه الحقيقيان وأنهما تبنياه عندما كان طفلا، وقص الرسول على أوديب قصة الراعي الذي جلبه إلى الملك وهو طفل رضيع، وهنا أدركت الملكة جوكوستا بأن اوديب هو ابنها الذي أخذه الراعي ليقتله، لكنها لم تخبر أوديب بالحقيقة، وحاولت ثنيه عن المضي في تعقب قاتل زوجها السابق، لكنه ظن أن دافعها لذلك هو شعورها بالعار من أصله الغامض وأصر على العثور على القاتل.
وبمعرفة أنها متزوجة بابنها شعرت الملكة جوكوستا بعار شديد مما دفعها للانتحار بشنق نفسها.
أما أوديب فقد أمر بجلب الراعي الذي أمره الملك لايوس بقتل الطفل. الراعي العجوز أخبر اوديب بأنه لم يقتل الطفل وإنما سلمه لراع آخر يعمل عند الملك بوليبوس، وان الملك وزوجته تبنيا الطفل .. وهنا أدرك اوديب أخيرا بأنه هو ذلك الطفل، وبأنه قد قتل أباه فعلا، وتزوج بأمه، تماما كما أخبرته العرافة.
أوديب المصدوم راح يركض كالمجنون داخل القصر بحثا عن الملكة جوكوستا، أمه الحقيقية، فوجدها جثة هامدة وقد شنقت نفسها، فأخذ دبوسا من ثيابها وفقأ به عينيه ليفي بوعده ويطبق العقوبة التي أقسم على أن يوقعها على قاتل الملك لايوس، ثم ترك مدينة طيبة وهام على وجهه في البراري."
وأنهت ميار بحثها بأن فرويد وجد فى الخرافة تجسيد لزعمه برغبة كل طفل فى قتل أباه وجماع أمه فقالت:
"وهنا انتهت القصة، لكن لم ينتهي (فرويد) من دراسته وأبحاثه واكتشافاته .. حيث أنه وجد في قصة الملك اوديب خير تجسيد للعقدة التي زعم بأن كل طفل يمر بها خلال حياتهم .. أي رغبته الدفينة للتخلص من أبيه وامتلاك أمه."
وكما سبق القول فرويد الملحد لم يكن يقيم ككل ملحد أى قيمة لأى شىء لأن معنى عدم وجود إله معناه أن كل شىء مباح ولا وجود للحرام وهو ما أدى لاختراعه كل العقد الممكنة وأن الإنسان ليس مسئولا عن عن أفعاله التى يقودها اللاوعى وهو نشر للفواحش فى المجتمع باسم العلم الذى هو جهل بمعنى باطل
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس