عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 07-11-2023, 07:29 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,012
إفتراضي نقد بحث الملاك الحارس

نقد بحث الملاك الحارس
المؤلف كمال غزال وقد ابتدأ المؤلف بذكر حكاية من الحكايات فقال:
" كان قد مضى 8 أشهر على حملي بابنتي، كنت متعبة ومتضايقة على ابني منذ أن بعمر سنتين، كانت تصرفاته مختلفة عن الأطفال الآخرين، لم أكن أعلم خطبه بعد!، لكن عندما أصبح بعمر 4 سنوات كشف التشخيص الطبي عن إصابته باضطراب (فرط الحركة ونقص الإنتباه) أو ما يسمى اختصاراً بـ A.D.H.D. مصحوباً بسلوك التحدي. كنت متخوفة حقاً من أن يكون لجنيني نفس الاضطراب نظراً لصعوبة نوم ابني ليلاً كما أن زوجي لا يتحمل المسؤولية فشعرت بالإخفاق. (الصورة عمل فني لـ بيترو دا كورتونا - 1656). وفي صباح أحد الأيام وعند الساعة 7:00 سمعت طرقاً على الباب وكان الوقت مبكراً لزيارة أي احد، نهضت لأجد الباب مفتوحاً!، شعرت بالخوف لأن المفاتيح لا تكون إلا بحوزة زوجي ومالك المنزل، كان زوجي في عمله ولا يمكن لصاحب المنزل أن يتجرء على فعل ذلك، لكن من رأيت؟!، رأيت جدي وهو يصعد الدرج مبتسماً، صرخت بفرح وسألته عدة أسئلة: " كيف لك أن تقطع كل تلك الرحلة؟! ومن جاء بك إلى هنا؟! ولماذا لم تتصل بي مسبقاً؟ " علماً أن جدي كان مريضاً على فراشه منذ بضعة أيام، ثم أخبرني بأنه أتى لزيارتي للحظات، وكنت قلقة عليه، ثم سألني: " أين ابنك؟ "، فأخبرته بأنه نام أخيراً، فقلت له كم كنت متضايقة وخائفة لوحدي خلال فترة الأمومة، ثم أوقفني وعانقني وطلب مني أن أعد بعض القهوة، لكنه أخبرني: " حان وقت مغادرتي، أتيت فقط لأحفظ ابنك وقد اكتملت مهمتي "، وحينما ذهبت للفراش دخل ونظر إلي بنظرة مفعمة بالحب ثم قال لي:" سيكون لديك ابنة وستكون على ما يرام وستكونين على ما يرام "، فابتسمت، ثم قال لي: " تعالي عانقيني، أحبك كثيراً "، وعانقته ثم لاحظت أنني أعانق الهواء، لم يكن هناك أحد معي، كان أول ما ورد إلى ذهني أن جدي مات فاتصلت بجدتي وأنا أبكي وأخبرتها على الهاتف بما حدث لكنها كانت تصر على أن جدي بخير ولم يمت، ثم طلبت منها أن أتكلم معه ثم سألته: " من زارني ذلك الصباح؟! ولماذا يشبه جدي؟! "
وتحدث غزال عن تعدد الحكايات مثل هذه الحكاية وتساءل عن الملائكة الحارسة هل لها وجود فقال :
"تعقيب
يتناول عدد هائل من الكتب والمواقع الإلكترونية حكايا عن نفس الموضوع وهي تتشابه مع ما ذكر من التجربة آنفاً حتى أن العديد منها يصعب تصديقه، فهل توجد حقاً ملائكة حارسة Gaurdain Angels ؟ ومن أين أتت تلك الفكرة في الفلسفة والدين؟ وهل يهبون لمساعدتنا أو يشعروننا بالراحة التي نحتاجها؟ ولماذا تكون مساعدتهم مقتصرة على البعض دون سواهم؟ وإذا كان لديك ملاك حارس فكيف يمكن أن تعثر عليه أو تتواصل معه؟"
وتحدث عن الملائكة الحارسة ماهيتها ووظائفها وكيفية العلم بها فقال :
1 - ما هي الملائكة الحفظة / الحارسة؟ يعتقد أنها كائنات روحية موكلة لمساعدة الناس وحمايتهم بطرق متنوعة سواء من قبل إحداها أو مجموعة منها. وسواء أكنت تؤمن بوجود ملاك حارس حولك أم لا فإن المؤمنين بها يصرون على أن لديك على الأقل إحداها.
2 - ما هي مهمتهم؟
نذكر من كتاب حمل عنوان (لقاءات من النوع الملائكي): " يبدو أنهم يعترضون حياتنا في مناسبات عدة فيهبون لمساعدتنا بما وسعهم لجعل حياتنا تستمر بسلاسة وسلام، وتكون تلك المساعدة أحياناً فكرة ملهمة لتحفيزنا على العمل وفي أحيان أخرى لتقديم قوة بشرية فائقة، كما هو الحال مع امرأة استطاعت رفع سيارة بعيداً بغية إطلاق سراح ابنها المحتجز تحتها، أو نسمع عن شاحنة ضلت طريقها مع سائق كان قد فقد وعيه على عجلة القيادة فتجنح في آخر لحظة مما يجنبها الإصطدام بحافلة ملأى بالناس، في الواقع هناك العديد من الحالات والتي غالباً ما توصف بالمصادفة أوالحظ أو حتى المعجزة، لكن من له هذا الفضل واللمسة المنقذة؟، ولماذا لا تأتي الملائكة لنجدة الإنسان في كل مرة؟ في بعض الأحيان تتراجع الملائكة مكتفية بدعمنا بالامل والحب إلى أن تحين اللحظة التي نعثر فيها على حل للخروج من مأزقنا، في الأوقات المظلمة التي نكون فيها لوحدنا".
3 - كيف لنا أن نعلم بوجودهم؟ ادراً ما تظهر الملائكة بشكل مادي حتى بالنسبة إلى أولئك الذين يعتقدون بوجودها ومع ذلك هناك طرق أخرى تمكننا من الإحساس بحضورهم بحسب ما يقولون، إذ يزعم بعض الناس سماع أصوات ملائكية لا تمت بصلة إلى أي وصف بشري، وآخرون يزعمون شعوراً بالدفء والراحة يتملكهم في أوقات الحزن والأسى، أو أنهم أحسوا بعباءة رقيقة وناعمة من الريش تلتف حولهم بلطف وهدوء، وأحياناً أخرى تكون الطاقة التي يشعرون بها مختلفة تماماً فتشبه اندفاع مفاجئ من الهواء ناجم عن مرور "الملاك الموكل إليه المهمة" وهذا ما يلاحظ غالباً في أوقات الكوارث الوشيكة وفي أحيان أخرى يكون إحساس لا يمكن وصفه أو تفسيره."
قطعا لا وجود للملائكة الحارسة فى الأرض لأن الملائكة موجودة فى السموات فقط كما قال تعالى :
" وكم من ملك فى السموات "
وقال :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم ملكا رسولا"
وتحدث عن الملائكة الحارسة حسب الأديان فقال :
" - الملائكة الحارسة في الدين والفلسفة والأدب
- في الزردشتية
تعرف الملائكة الحارسة المقدسة في الزردشتية باسم فرافاشي أو (أردا فرافاش)، ويعتقد بأن هناك ملاك حارس يرافق كل شخص ويكون مرشداً له في جميع مراحل حياته، وتكون تلك الملائكة في الأصل موجودة عند حدود السماوات إلا أنها تنزل طوعاً إلى الأرض وتلازم المرء حتى نهاية أيام حياته.
- في فلسفة الإغريق
كان الإعتقاد الذي يقول بأن الإله يرسل روحاً لمراقبة كل مرء مألوفاً في فلسفة قدماء الإغريق وهو ما أشار إليه أفلاطون، ويستمد هذا الاعتقاد الافلاطوني صلته بشكل مباشر (تماماً كما هو مذهب الأفلاطونية "الافكار") من الزردشتية القياسية. وهي فكرة تظهر أيضاً في العهد القديم من الكتاب المقدس رغم من أنها لم تتضح معالمها أو ترسم حدودها بوضوح. في وقت متأخر من إنتشار اليهودية أصبح للناس من يمثلهم في السماوات وهو " الملاك الحارس " وهي فكرة جديدة تختلف عن الأصل الزردشتي، في هذا المفهوم الجديد أصبحت الملائكة أدلة وشفعاء، نجد ذلك في سفر أيوب 33:23 - 6 وفي سفر دانيال الذي يبدو فيه أن الملائكة توكل فقط في بقاع محددة. يتحدث العهد القديم عن الملائكة كخدم لله ينفذون مشيئته، ومنهم ملائكة أخرون أوكلت إليهم مهام خاصة تتعلق بشؤون الإنسان الدنيوية أو الحياتية.
وفي سفر التكوين 28 - 29 نجد أن الملائكة لا تعمل فقط كأداة تنفيذ لغضب الله على حواضر المدن بل تقدم الكثير أيضاً، ففي سفر الخروج 32:34 يقول الرب لموسى: " وَالآنَ اذْهَبِ اهْدِ الشَّعْبَ إِلَى حَيْثُ كَلَّمْتُكَ. هُوَذَا مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ. وَلكِنْ فِي يَوْمِ افْتِقَادِي أَفْتَقِدُ فِيهِمْ خَطِيَّتَهُمْ "،
وبعد ذلك بكثير لدينا قصة توبياس والتي تخدم تعليقا على كلام مزمور 91:11: "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (راجع مزمور 33:8 و34:5) وأخيراً، نجد في سفر دانيال أن 10 ملائكة مكلفة برعاية أحياء معينة واحدهم يسمى " أمير مملكة الفرس " كما وصف ميكائيل كأحد أمراء الملائكة في تفسير تثنية 32:8 (السبعينية) وسيراخ 17:17 (الترجمة السبعينية) وهناك أمثلة رئيسية أخرى في العهد الجديد وهي عن الملاك الذي هب لنجدة المسيح وهو في الحديقة، والملاك الذي أخرج القديس بطرس من السجن ونجد أيضاً وظيفة أخرى للملاك الحارس وهي قيادة الروح إلى مملكة الرب.
- في اعمال الرسل 12:12 - 15 نجد أن الملاك قام بإطلاق سراح بطرس من السجن ذهب الى منزل ماري أم يوحنا (يسمى أيضاً مرقس) فعرفته الخادمة (رودا) من صوته فعادت مسرعة لتخبر الجماعة بأن بطرس كان هنا، ومع ذلك أجابت في الجماعة: " لا بد أنه ملاكه " (12:15)، وهكذا أصبح ملاك بطرس الحارس أكثر الملائكة الذين جرى تصويرهم في الفنون ومن أشهرها جدارية (رافاييل) التي تحمل عنوان " نجاة القديس بطرس في الفاتيكان ".
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس