الموضوع: جسد بلا روح
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-09-2003, 11:32 PM   #47
أطياف الأمل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
الإقامة: على نفحات الأمل
المشاركات: 3,258
إفتراضي

احساس بالذنب !


ضممت يدي الممدوده في الهواء إلى صدري .. وقفت ونظرت إليه لثوان ..ثم ركضت خارجة .. وركضت دموعي تسبقني .. وقتها أحسست أني لا شيء!! أحسست أني لست بإنسان .. لست انسانا أبدا .. أبدا !! لأني لو كنت كذلك لما سمحت لنفسي بفعل هذا به .. لقد قتلته .. مزقته بكل قسوه !! فأي قلب لي أنا ؟؟ كم انا جامدة حقودة سوداوية القلب !! لماذا لم أسامحه ؟ لم أعذبه بهذا الشكل ؟ ومن أنا ليتألم بسببي ؟ آه يا إلهي ما العمل ؟ لا أستطيع أن أجرحه .. ولا أن أجرح عبدالعزيز .. عبدالعزيز ؟؟ آه يا عبدالعزيز .. أين أنت ؟ قتلني غيابك ومزقني .. بعثرني رحيلك ..فتعال ولملم بقاياي ..
مسحت وجهي السابح في الدموع .. وحاولت أن أبدو طبيعيه قبل أن أدخل القاعه مرة أخرى ..
رغم كل آلامي وأحزاني .. رغم الدموع القابعه بعيني .. إلا أني دخلت القاعه بابتسامة عذبه تعلو وجهي .. كانت الفرحه تعلو وجهي .. إلا انها كانت فرحه كاذبه .. لأن بالعين حزنا دفينا عميقا ...
عدت ووقفت بقرب نوره .. فهمست لي: روز .. أين كنت؟ لم تأخرت هكذا ؟
تلعثم لساني فقلت :انا ؟ هناك .. كنت هناك ..
فتحت عيناها عجبا وقالت : هناك ؟أين ؟ مابك ؟
رددت بنفاذ صبر : نورة بغرفتك ..ذهبت لأحضر حجابي !!
- ألم تري فيصل بطريقك ؟؟
رددت كالملسوعه : لا لا .. فيصل لا .. لم أره ..
- حسنا صدقتك .. ولكن لم أنت خائفه هكذا ؟؟
وقبل أن أجيبها بكذبة أخرى أنقذتني أمي حيث جاءت لتتكلم مع نوره ..
تنهدت بارتياح وقلت بنفسي : الحمدلله .. لم تلحظ شيئا!!
كنت واقفه بقرب نورة وأمي بجانب فهد ويوسف أمامنا وأحمد بقرب أمي .. كان الجميع فرحا .. يرقصون ويضحكون .. إلا أنا .. كنت أبحث بعيناي عن عينين ذابلتين .. عن عينين حزينتين .. بل عينين مقتولتين .. عينا فيصل !!
وبعد عناء طويل ..التقت عيني بتلك العينين ..وجدت فيصل ... كان واقفا بعيدا قليلا .. متواري عن الأنظار ..إلا أنه كان ينظر إلي بشرود .. يراني وكأنه لا يراني.. شعرت بوخز في قلبي .. فأنا أعلم أني السبب في حالته هذه ..
اقترب فيصل منا فتعالت دقات قلبي .. جاء فألقى فسلّم على فهد وبارك له .. ثم دنا نحو نورة وبارك لها هي الأخرى .. ولم يلتفت إلي .. بل عاد ووقف بجانب فهد وعيناه تنظر إلي البعيد ..
جاءت جولي وسلمت على نورة وباركت لفهد بعربيتها المكسره .. ثم نظرت إلى فيصل الواقف هناك ونظرت إلي .. وعندما تلاقت عينانا نظرت إلي بتحد !! وكأنه تقول لي بنظراتها .. إنه لي !!
كانت أعيننا أنا وفيصل تتلاقى ولكن سرعان ما كنت أشيح بوجهي .. ولكن هو.. يبقى معلق البصر ولكأن فكره سارح في شيء آخر وفي عالم مغاير ..
انتهت الحفله .. وذهب العروسين إلى الفندق ..بينما عدنا نحن لمنزلنا .. وعندما كنا في موقف السيارات .. كان سعود واقفا عند سيارته وفيصل وأمي وجولي بقربنا أنا وسعود .. قالت أمي :
بنيتي .. تعالي وباتي في بيتنا اليوم ..
نظرت إلى فيصل وقلت :لا يا أمي .. سأذهب للبيت ..
اردفت متوسله : بنيتي .. أرجوك .. لا تتركيني الليلة فأنا بحاجة إليك .. قل لها يا فيصل .. أطلب منها أن تأتي ..
نظرت جولي إلى فيصل بانتظار ما سيقوله .. كانت تريد أن تعرف بأي طريقة سيطلب منها البقاء !!
نظر إلي بجمود وقال : إن كانت تريد أن تأت فلتأت .. روز من أهل البيت وليست غريبه .. وإن لم ترد ..فلنذهب لأني أشعر بالنعاس ..
استغربت رده الذي أسعد جولي كثيرا .. فلقد ابتسمت حتى بدت أسنانها .. ولكن أنا !! ابتلعت غصة في حلقي وقلت : اعذريني يا أماه .. دعيها للغد ..
تدخل سعود وقال : روز اخيتي .. اذهبي لبيت خالتي اليوم .. فخالتي هدى محتاجة لك ..هيا اذهبي وسأحضر لك ملابسك غدا صباحا ..
- ولكن يا سعود ..
- هيا ياروز .. اذهبي ..
كنت وقتها أشبه بطفله تجر إلى فراشها بالقوة .. لا أريد أن أذهب .. لا أريد أن ألتقي بفيصل .. كيف أراه ؟ وبأي وجه ؟ لا لا أريد!!
ركبت السيارة معهم على مضض .. جلست خالتي المقعد الأمامي وجلست جولي بجانبي خلف كرسي فيصل .. وكنت أنا عن يمينها ..
وانطلقت السيارة عائدة إلى البيت ..


يتبع ..
__________________


أحـــــــ هو حيــــــــــاتــــــي ــــمـــــــــــــد


أطياف الأمل غير متصل   الرد مع إقتباس