عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-02-2010, 06:41 PM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة محمود راجي مشاهدة مشاركة
شكراً للجميع على المرور..............
بانتظار رأي الأستاذ المشرقي...
لكي يبين لي ما لم أره من القصيدة...
بسم الله الرحمن الرحيم
أهلاً بك أخانا الحبيب ، واعذرني لأني لم أر هذه القصيدة ، وقد رأيتها اليوم وما يكون لي أن أؤجلها وليس لي على أحد أستاذية ولكنه الفضل من الله يؤتيه من يشاء ، ولستم عنه بمبعَدين .
القصيدة أرى فيها عناصر قوة مميزة ، تجعلني أتفاءل بمستقبلك الشعري بإذن الله ، وهذا أجده بشكل أكبر في النفس الطويل والذي عبرت به عن أشجانك تجاه ما يحدث للمسجد الأقصى ، ولقد كانت القافية بالهاء ومضمومة ، وعلى الرغم من أني لا أحب أن أتكلف تفسير فلسفة القافية إلا أنني أراني معجبًا بالقافية على هذه الشاكلة ، فالهاء حرف تأوه والضمة هي حركة قوية إذا ما قورنت بالكسرة وهي في القوة تالية على الفتحة .
من هنا أستطيع القول بأن القصيدة متزنة ، تجمع بين الشجن الإنساني والقوة المتمثلة في التحدي لهذا الوضع السيء المزري المحيط بالأمة .
لهذا لم تأت القصيدة ذات فخر بعيد عن الواقع على شاكلة الفخر الجاهلي ، ولم تأت قصيدة رثاء رومانتيكية بعيدة عن الإنسان ومأزقه وبعيدة عن الجرأة في التناول.
هذا من جهة ، من جهة أخرى ، فقد كان هنالك حضور واضح للتراث ، فأنت أخي العزيز تجمع بين قصيدة لبشار بن بدر والتي كان من ضمن أبياتها :
إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى
ظمئت ، وأي الناس تصفو مشاربه
كما أنك حاكيت - من حيث المضمون- شاعرك وشاعرنا وشاعر الأمة العظيم ولا أزكي على الله أحدًا تميم البرغوثي .
إذًا القصيدة اجتمع لها طلل امرؤ القيس (جنوب وشمأل) ونهج بشار بن برد ،ومعاني تميم البرغوثي خاصة في سوق العطارة .
حينما أقف عند هذا الشطر :
ترى أعين بالحقد قد ملئت بها***وقد منعت نحو الصلاة رجائله
أقول وأنا مطمئن أن ثمة جانبًا سينيمائيًا سيطر عليها ، وهذا أمر جيد كما أن توقيته -وهذا الأهم- جاء في مرحلة مناسبة ، فبعد كل هذا الوصف لهذا الجو الروحاني العظيم تأتي هذه الكلمات لتنقل المشاهد إلى صدمة وجدانية ممثلة في هذا الوجود السيء للعدو والذي يبدو وكأن (كاميرا القاصّ) قد انتقلت إليه ولكن كان من الأفضل -في تصوري- لو أنك أعطيتها جوًا أو طابعًا أسطوريًا ممثلاً في حيوان أو وحش أو طائر العنقاء لتكون الصورة أكثر رعبًا وصدمة.
ثم جاء هذا البيت الأخير خاتمة عبقرية للحدث من خلال التناص مع القرآن الكريم في قوله تعالى على لسان الملك"إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف"
هذه العبقرية تتمثل في المخالفة -ليس للنص - ولكن لحركة الحدث نفسه أي أنك قمت بعمل مونتاج للحدث ،فاستحالت البقرات النحاف سمانًا واليابسات خضرًا ، مما يعبر عن قدرة على استغلال الحدث ذاته (وليس النص) وتطويعه في العمل بشكل فيه مرونة ورؤية ثاقبة.
ومثل هذا التضمين كان لك في قصيدة حاكيت فيها المتنبي عن حرب غزة وأنهيتها ببيت المتنبي رحمه الله :على قدر أهل العزم تأتي العزائم.
هذه السمة حافظ عليها ، فهي تكسٍبُ القصيدة رونقًا خاصًا من خلال النهايات القوية التي تعد -بمفهوم السينيما- ختامًا جيدًا للمشهد .
وإذ تتلاقى مختلف أنواع الفنون في الشعر ، فالعديد من عناصر القوة أرها في هذا العمل منها القدرة على الاستفادة من الموروث التاريخي وعدم التقليد والنقل الحرفي لما فيه.
عمل رائع أحييك عليه وأرجو لك دوام التوفيق ، ولا حرمنا الله وجودك.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس