عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-07-2008, 05:19 PM   #2
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

ولكنها مرحلة لاتختفي فيها العداوات ، ولا يرتفع فيها الصراع على المصالح ، بل مرحلة تختلف فيها إدارة الصراع ، وطريقة إدارة تلك العداوات ، بوسائل دبلوماسية مؤقـَّتة .

ولاتنسى أنَّ مكتب رعاية المصالح الأمريكية كان قد فتح حتـّى في كوبا ، وغيرها من الدول الشيوعية ، في ذروة الصراع بين الغرب والمعسكر الشرقي، ولم يكن ذلك مناقضـا لتحقيق أهداف إلحاق الهزيمة بالمعسكر الشرقي.

وبالجملة فإنَّ هذا الصراع حقيقي ، وباق ، والغرب مصمِّم على إنهاء النظام الإيراني ، ومواجهتـه حتمية ، غير أنَّ تلك المواجهـة ، قد تتحقق بوسائل أقلّ كلفة من إشعال المنطقة عسكريا ، وقد يكون هذا هو المجازفة الأخيـرة ،

وفي كلا الحالتين ستؤدي إلى تغيير النظام جذريا .

وهذا معنى التصريح الأمريكي الأخير على هامش حضور وليام بيرنز للقاء جليلي ـ سولانا : أنَّ على إيران أن تختار بين التعاون أو المواجهـة.

أما ما ذكرت من إنتشار التشيع ..إلخ ، فلأنه برعاية نظام يسخـّر قدراته لنشر رسالته ، في مقابل أنظمـة تسخـِّر قدراتها لمحاربة رسالتها !

ثم ألقـى هذا اللسان الثاني إلى اللسان الأول ، بنظـرة واثقـة ، فوجـده مندهشا من قوّة الحجّة .

وعلى أية حال فإنَّ المهم هنا الإستفادة من دروس المرحلة التي نمـر بها في ظلال صراع حضاري هائل على مقدرات بلادنا ، ومستقبلها .

وهذا الصراع يجري ، ونحن بين أنظمة سياسية عاجزة ، وخائفة ، وعلماء ومثقفين غيَّبت المناهج الفكرية العقيمة عقولهم ، أو هـم غيَّبوا أنفسهـم بأنفسهـم ، عن التأثيـر في الأحـداث.

وطروء بعـض فوضى ، وشيء من القصـور، على الساحـة الجهادية ، سببهما إمـّا التقصير في إكتساب المعرفة النافعـة ، على مستوى الشرع ، وعلى مستوى قراءة الواقـع ، إغتراراً بالأنـا ، وتعصُّبـا للتنظيـم.

أو بسبب ضعف خلْقي في المدارك ، أوعيوب النفوس وحظوظها ، مما قصر بهـم عن مستوى التحدِّي ، في خوض المواجهـة الكبيرة ، وفي فهم الصورة الكبيرة ، فانشغلوا بالثانويات.

غير أنَّ هذا إنمـَّا يتنـزَّل على بعض تفاصيـل المشهـد الجهـادي ، وليس هـو في توجُّـه الأمة العام في مواجهتهـا أعداءها ، فالحالة الجهادية العامَّة لازالت تبشِّـر بخير ، على مستوى الفكر ، واللسان ، و السلاح .

هذا .. ونسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ، ويرزقنا إتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ، ويرزقنا إجتنابه ، إنه هو حسبنا ، عليه توكلنا ، وعليه فليتوكّل المتوكلـون
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس