عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 26-07-2009, 07:38 AM   #239
ابن حوران
العضو المميز لعام 2007
 
الصورة الرمزية لـ ابن حوران
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 4,483
إفتراضي

أخي الفاضل (المسك)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد أدرجتَ مشكلة، تكاد أن تكون ظاهرة عامة في البلدان العربية، ولو تم الاطلاع على حالة بعينها كالتي أوردتها لكانت (مشكلة) تقع تحت باب (بث الوجد)، وعليه فسيكون أي رد، قد يبدو صالحا لمثل ذلك المقام.

أما إن أخذناها كظاهرة، فإنها ستكتسب أهميتها مما يلي:
1ـ أن نسبة الشباب في بلادنا العربية (بما فيهم صغار السن [أطفال]) هي أعلى نسبة في بلدان العالم، وعليه فإننا سنناقش ظاهرة خطيرة لها علاقة بواقع ومستقبل بلادنا.

2ـ إذا أخذنا ضوابط السلوك ومحفزاته عند الأطفال، وأخضعناها للنهج الأكاديمي، فهي:
أ ـ قوانين الدولة.
ب ـ الصحبة (في المدرسة والحي)
ج ـ التراث (القيم والعادات والآداب والدين وارتباطها بالتأثير المباشر على السلوك).

ولو نظرنا الى الضوابط والمؤثرات الثلاث (الكلاسيكية) لوجدناها تغيرت تغيرا كبيرا، وأضيف إليها عوامل تتعلق بثورة الاتصالات ووسائل الإعلام، والتي دخلت على الخط لتصبح مؤثرا قد يكون هو الأقوى بين المؤثرات جميعها.

3ـ إن الطرق القديمة في العقاب والثواب، باتت عاجزة عن معالجة مثل تلك الظواهر، فالسجون في بعض البلدان العربية أصبح (تحميلها) يزيد عن 113%. وهم، إن كانوا يطلقون عليها (مراكز الإصلاح والتأهيل) فهي تعتبر مصدرا جديدا مؤثرا في إكساب من يدخلها خبراتٍ جديدة في الانحراف، وليس خافيا على أحد ما في السجون من (قبضاي القاووش أو الردهة) وما يفرض على النزلاء الجدد من سلوك مشين، يحطم نسيج مستقبلهم.

أين المشكلة؟

المشكلة منابعها موجودة بكل المؤثرات القديمة والجديدة، فإن كان الأب أو الأم يمثلان أنبوبا أكثر اتساعا من أنابيب أولادهم، فإن سيلان مورثات السلوك الحسن يفترض أن تجري بين تلك الأنابيب بسلاسة مطلقة ودون تعقيد. لكن كما يبدو، أن هناك انقطاع أو (تنفيسة) بين الأنابيب الأقدم مع الأنابيب الأحدث (الجيل الجديد)، فيحدث أن تتغذى الأنابيب الجديدة من فتحات في جدرانها (تعوض) الانسياب الطبيعي بين الأجيال.

وإن كان الطفل أو النشء الجديد كالشتلة، توجب إنشاءها في مشتلها بشكل دقيق وعندها يزول الخوف وعدم الحاجة لمراقبتها بشدة.

عودة الى المشكلة المطروحة

ذات يوم، شكا أحد المستخدمين في محل بيع الألبان من أنه يتعرض الى سرقة منظمة بالمال المجموع من البيع، حيث يتعاون مجموعة من المراهقين بطريقة طبيعية على استغفاله وأخذ بعض النقود (ليس كلها) من مكانها. ولم يكن يعلم من يقوم بذلك، فتم تشديد المراقبة حتى وقع أربعة فتيان في الشرك المنصوب لهم.

تم تبليغ الشرطة فساقوهم الى المركز، وذهبت بعدهم بقليل. لا يخفى عليكم قسوة الشرطة في التعامل مع مثل تلك الحالات، وعندما وصلت كنت أرى (كيبل) من أسلاك الكهرباء بيد بعض أفراد الشرطة وهم ينهالوا ضربا على الفتية، وكان الفتية على استعداد للاعتراف بأي شيء حتى لو لم يفعلوه.

فضلت السكوت قليلا، حتى تيقنت من إنهاك هؤلاء الفتية وهم يصرخون ويتوسلون بي للطلب من الشرطة التوقف. ففعلت، وعندما أراد الضابط تسجيل الشكوى ورفعها الى المحكمة، أخبرته بأنني متنازلٌ عن تقديم الشكوى، وما كان يكفي. فعندما ألح علي بالطلب، أخبرته بأن هؤلاء تلاميذ معظمهم بالثانوية، إذا قدمنا الشكوى ستذهب عليهم دراستهم وربما يتركون مدارسهم، والله يعلم ما هي الخبرات التي سيكتسبونها من السجن. وبعد أيام سيدخل أقاربهم علي لحل تلك المشكلة، فأنا أفضل تركهم وعدم إخبار ذويهم بما حدث.

كان ذلك منذ أكثر من 15 سنة، والفتية لم يُسجل لهم أي مخالفة أو جنحة بعدها، وأصبحوا من أصدقائي الذين يطلبون النصح إذا ما احتاجوا شيئا.

رأي في مثل تلك المشاكل

على الوالد أو الأهل التوجه الى مؤثرات السلوك من صحبة والتعاون مع المدرسة والحي في محاصرة عوامل الانحراف.

أشكركم وأأسف إن كنت أطلت

__________________
ابن حوران
ابن حوران غير متصل   الرد مع إقتباس