بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله منزل الكتاب و مجري السحاب و هازم الأحزاب ،
و الصلاة و السلام على سيدنا و مولانا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بخير و إحسان إلى يوم الحساب .
---*---
أخي الكريم الوافي : السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
و بعد ،
من حقك أن تضحك أو تقهقه كما تشاء ،
و لكن أود منك أن تتأمل قليلا في ما حدث فليس هناك شيء يحدث عبثا و لا صدفة ،
و الله سبحانه و تعالى دعانا مرارا للتأمل و النظر في الأسباب و ربطها بالنتائج ...لعلنا نفهم و نفقه ما يدور حولنا و بيننا .
و هل تعتقد أن دماء و أعراض ملايين المسلمين في غزة ستذهب هدرا ؟
هل تعتقد أن ليس لديهم ربا رحيما قادر على نصرتهم بما لايخطر على بال بشر ؟!
لقد خذلهم أخوتهم و هم إلى الآن محاصرون وجائعون و محرومون من الأكل و الشرب و الدواء ...و أجوارهم مسلمون : هل يؤمن أحدنا و جاره جائع ؟! فما بالك إذا كان الجار المسلم محاصر و مجوع و ممنوع عليه كل الشيء باستثناء الهواء الذي مازال لم يصادر بعد ؟
هل وصل بنا الأمر إلى درجة معاقبة شعب مسلم بأطفاله و نسائه و شيوخه و مرضاه لسبب إختلاف سياسي مع قادة هذا الشعب المقاوم ؟!
كم فرحت و خجلتُ في نفس الوقت يوم أن جاءت تلك السفينة و عليها رجال و نساء من أحرار العالم - أغلبهم ليسوا مسلمين -و كسروا الحصار الغاشم ...!
و ها قد سمعت البارحة أنهم ينوون إعادة الكرة مرة أخرى ...!
يا لعار العرب الذي لن يمحى ...!
يا لعار المسلمين الذي يقفون يتفرجون على المأساة في حين يهرعون يضخون الأموال لضمان السيولة لإقتصاد أمريكي دمرته قوة الله و حكمته ...!
و أزيدك من الشعر بيتا يا أخي ،
أمريكا بوش و أمريكا المحافظين الجدد و أمريكا الصهيونية المسيحية الأنجيلية هي من رفعت شعار الحملة الصليبية الجديدة على المسلمين ...
و هي التي جاءت مع الأحزاب أو ما يسمى "قوات التحالف " و هاجموا افغانستان بذريعة الإرهاب ، و دمروا العراق و استباحوا حرماته بنفس التعلة الواهية ...
و لكن كلنا يعلم و هم لا ينكرون ذلك أنهم حملوا علينا لنهب ثروات و نفط العراق ، أما عن ثروات و نفط بقية الدول العربية فهي مضمونة ، بل هي التي مولت الحرب و هي الآن تمول الإعصار المالي الذي دق شوكتهم .
انظر فقط الآية التالية : قدموا بنية الإستحواذ و الثراء ....فأصابهم الله بالإفلاس و الكساد في عقر دارهم ...!
بل أن الإعصار ضرب و يضرب الآن كل دول التحالف التي شاركت في المظلمة التاريخية ، بل أصاب و لا زال يصيب حتى من منح الضوء الأخضر و ساعد بطريقة مباشرة و غير مباشرة من الدول العربية على إحتلال بلدين مسلمين (العراق و أفغانستان ) و تجويع شعب محاصر في غزة ...!
أليست هذه آية من آيات الله تعالى .؟!
سبحانك اللهم ما أعدلك ...!
سبحانك اللهم ما أحكمك ...!
سبحانك اللهم ما أرحمك...!
يمهل و لا يهمل ...سبحانه و تعالى .
دعوة أخوية للتأمل ...لكل من ألقى السمع و هو شهيد .
تقبل فائق تقديري .
و صلى الله على سيدنا و مولانا محمد و على آله و صحبه و سلم
.