عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 02-08-2008, 08:35 PM   #7
ياسمين
مشرفة Non-Arabic Forum واستراحة الخيمة
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,102
إفتراضي

٣

إذا كان مصطلح الإرهاب غير موجود في القرآن الكريم كما بينا، وإنما وردت مصطلحات

تشبهه.

فماذا عن القواميس والمعاجم العربية؟

نجد في لسان العرب، في باب الذال ـ كلمة استرهب التي قصد بها ً رهب الجمل ً: ذهب ينهض

ثم برك من ضعف بصلبه، والرهبى: الناقة المهزولة جدا؛ قال ومثلك رهبى، قد تركت رذية،

تقلب عينيها، إذا مر طائر، وقيل: رهبى ههنا اسم ناقة، استرهبه: استدعى رهبته حتى رهبه

الناس؛ وبذلك فسر قوله عز وجل: ً واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم ً؛ أي أرهبوهم..

ونجد في القاموس المحيط ـ حرف الراء ـ مصطلح رهب ما يلي:

ً ورهب، كعلم، رهبة ورهبا، بالضم وبالفتح وبالتحريك، ورهبانا، بالضم ويحرك: خاف،

والاسم: الرهبى، ويضم ويمدان، والرهبوتى، و ً رهبوت، محركتين، خير من رحموت ً

أي: لأن ترهب خير من أن ترحم. وأرهبه واسترهبه: أخافه. وترهبه: توعده. والمرهوب:

الأسد، كالراهب ً

كما نجد في القاموس المحيط ـ حرف الراء عبارة ً الأرهاب، بالفتح: ما لا يصيد من الطير،

وبالكسر: الإبل عن الحوض. وسموا: راهبا ومرهبا، كمحسن، ومرهوبا. ورهبت الناقة ترهيبا

فقعد يحاييها: جهدها السير، فعلفها حتى ثابت إليها نفسها ً

ومن خلال استقراء العديد من الأحاديث النبوية نجد أن الرسالة النبوية عند نشأتها، لم تكن

تستعمل مصطلح الإرهاب، بل كانت تستعمل مصطلحات ومفاهيم تلك الفترة الزمنية، لأنها

تنتمي من الناحية الزمنية للفترة التارخية والحضارية لنشأة وظهور الإسلام، وأن

الإشارة إليها ليس هو إسقاط مفاهيمي لا تاريخي، بقدر ما يعكس الرغبة المنهجية إلى

الملامسة المقتضبة لجذور هذا المفهوم على مستوى الاصطلاح فقط، أي أن نكبد تلك

الحقبة الزمنية ما لا تتحمل، عبر إدراج ما ينتمي لحقبة تاريخية معاصرة.

ليس المغزى من المسألة إذن التنقيص أو التحقير من التراث الحضاري والفكري لحقبة صدر

الإسلام أو ما يليها، كونها لم تتضمن مثل هذا المفهوم، وهو حكم يسري على الحضارة

الغربية في نفس الحقبة الزمنية إلى حدود التنظير والاستعمال للمصطلح منذ القرن18 .

إن المعنى الاصطلاحي لمصطلح رهب يرهب، كان يحمل معنى الخوف والفزع، بينما ظل هذا

المفهوم شبه منعدم في العديد من القواميس والمصنفات، لأن مضامينه كانت بعيدة عن ما

نفهمه الآن من هذا المصطلح، وإن كانت مدلولاته ومعانيه كممارسة متواجدة، سواء عبر

الاستبداد الممارس من طرف الدولة السلطانية ً يقول عبد الله العروي في كتابه ً مفهوم

الدولة ً ً إن مفهوم الحرية الأصلية منعدم في السلطنة، لأن الدولة ملك لعصبة حاكمة ممثلة في

شخص السلطان، فالخزينة والبيروقراطية والجيش...كل ذلك ملك له يتصرف فيه، كما

يشاء، وبالطبع قد يشاء العدل فيتصرف حسب منطق العقل، كما قد يشاء العكس وهو الغالب ً.

أما العنف الممارس خلال الصراعات السياسية والاجتماعية أو التنازع على السلطة والسلطان

بين الحكام والجماعات السياسية المعارضة، فكان يتم إما باسم الدين والإسلام وضرورة

المحافظة عليهما بكافة الطرق والوسائل الممكنة المشروعة، وإما عبر ما أسماه ابن خلدون

إنشاء دعوة دينية ـ الإيديولوجيا المعتمدة ـ ، تستند على عصبية معينة ـ القوة المادية ـ

للوصول إلى الحكم.

يتبع

ً
__________________



" كان بودي أن آتيكم ,, ولكن شوارعكم حمراء ,,

وأنا لا أملك إلا ثوبي الأبيض ",,

* * *

دعــهــم يتــقــاولــون

فـلــن يـخــرج الـبحــر

عــن صمته!!!


آخر تعديل بواسطة ياسمين ، 02-08-2008 الساعة 08:41 PM.
ياسمين غير متصل   الرد مع إقتباس