عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-06-2007, 11:52 AM   #11
مغربي
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2004
المشاركات: 298
إفتراضي

جزاكم الله خيرا على الردود الطيبة وأثابكم جنة الفردوس بفضله ومنه

بقلم العلامة محمد الغزالي رحمه الله

كيف ندعو إالى الإسلام

دخلت مكتبي فتاة لم يعجبني زيّها أول ما رأيتها غير أني لمحت في عينيها حزنا و حيرة يستدعيان الرفق بها و جلست تبثني شكواها و همومها متوقعة عندي الخير!
و استمعت طويلا و عرفت أنها فتاة عربية تلقت تعليمها في فرنسا و لا تكاد تعرف عن الإسلام شيئا فشرعت أشرح حقائق و أرد شبهات و أجيب عن أسئلة و أفند أكاذيب المبشرين و المستشرقين حتى بلغت مرادي أو كدت!.
و لم يفتني أثناء الحديث أن أصف الحضارة الحديثة بأنها تعرض المرأة لحما يغري العيون الجائعة و أنها لا تعرف ما في جو الأسرة من عفاف و جمال و سكينة....
و استأذنت الفتاة طالبة أن آذن لها بالعودة، فأذنت....
و دخل بعدها شاب عليه سمات التدين يقول بشدة: ما جاء بهذه الخبيثة إلى هنا؟ فأجبت: الطبيب يستقبل المرضى قبل الأصحاء، ذلك عمله قال: طبعا نصحتها بالحجاب!
قلت : الأمر أكبر من ذلك،هناك المهاد الذي لا بد منه، هناك الإيمان بالله و اليوم الآخر و السمع و الطاعة لما تنزل به الوحي في الكتاب و السنة، و الأركان التي لا يوجد بها الإسلام الإ بها في مجالات العبادات و الأخلاق...
فقاطعني قائلا: ذلك كله لا يمنع أمرها بالحجاب
قلت في هدوء: ما يسرني أن تجيئ في ملابس راهبة و فؤداها خال من الله الواحد و حياتها لا تعرف الركوع و السجود، إنني علمتها الأسس التي تجعلها من تلقاء نفسها تؤثر الاحتشام على التبرج.
فحاول مقاطعتي مرة أخرى فقلت له بصرامة: أنا لا أحسن جرَّ الإسلام من ذيله كما تفعلون، انني أشيد و أبدأ البناء بعدئذ. و ابلغ ما أريد بالحكمة...

و جاءتني الفتاة بعد أسبوعين في ملابس أفضل، و كانت تغطي رأسها بخمار خفيف و استأنفت أسئلتها و استأنفت شروحي، ثم قلت لها لم لا تذهبين إلى أقرب مسجد من بيتكم؟
و شعرت بالندم بعد هذا السؤال. لأني تذكرت أن المساجد محظورة على النساء! لكن الفتاة قالت: إنها تكره رجال الدين و ما تحب سماعهم!
قلت: لماذا
قالت: قساة القلب غلاظ الأكباد!! إنهم يعاملوننا بصلف احتقار..!
و لا أدري لماذا تذكرت (( هند امرأة أبي سفيان)) التي أكلت كبد حمزة رضي الله عنه و نالت من الإسلام، إنها كانت لا تعرف رسول الله ، فلما عرفته و اقتربت منه و آمنت به قالت له هذه الكلمات - "يا رسول الله : و الله ما كان على ظهر الأرض أهل بيت أحب أن يذلّوا من أهل خبائك!! و ما أصبح اليوم على ظهر الأرض اهل خباء أحب إاليّ أن يعزوا من أهل خبائك"
إن نبع المودّة الدافق من قلب الرسول الكريم بدل القلوب من حال إالى حال، فهل يتعلم الدعاة ذلك من نبيهم فيؤلفوا بدلا من أن يفرقوا. و يبشروا بدلا من أن ينفروا؟؟...
مغربي غير متصل   الرد مع إقتباس