عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-03-2009, 11:45 PM   #14
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

15-الطريق إلى رُوما
توطئةٌ :

وَعْدَ تحدثنا به كتب الصحاحْ

الفَجْرُ فى الآفاق متقٌدُ الوشاحْ

وبقلبِ ” روما ” سَوْفَ تصهل خيلُنا

وبقلبِ ” روما ” سَوْفَ تحملُنا البِطاحْ

وَعْد ” سراييفو ” ستكتُبه …

ليمتدَّ المدى نُوراً ، ويمتدٌ الصباحْ

وَعْدٌ لنا … أنا سنفتحها …

سندخل قَلبها ، وسنلتقى فى كل ساحْ

ونقيمُ فى أرجائها منْ هَدْى مصحفنا

دعائمَ للهدايةِ والصَّلاحْ

(1)

…” وزينبُ ” تعرف وِجْهَتهَا

وتعرف أن الطريقَ طويلْ

وتعرف أن الأسى والتوحُّشَ …

والضَرْبَ فى طرقاتِ المدى المستحيلْ

رداءٌ لها فوقَ هذى الخيولْ

( الخيول التى يشهَق الجمرُ فى جَوْفها

وتعيد كتابةَ أيامها باللظى … والصهيلْ )



…و ” زينبُ ” تعرف وجهتها ،

والمدى حالمٌ فى رؤاها ، …

المدى حالمٌ والزمان القتيل

و”زينب”تعرف وجهتها

هلْ لها أن تهاجرِ فى وَحْشَةِ الدربِ … ؟

تكتب فوق المفازاتِ أحلامها …؟

وتؤمُّ السرابَ الجميلْ ؟

هلْ لها أنْ تعاوِد إيقاظ فرسانها

بين هذى الطلولْ ؟

هل لها

وَهْى تدخل فى ساحة الموتِ … ؟

أن تشترى وَجْهها …

من أيادى القراصنةِ المستبدَّينَ …

بالصُبْح فوق ثراها الظليلْ ؟

هلْ لها … والليالى تعاوِدها بالتشرُّدِ

تقتل أبناءَها …

وتحاصرِ فيها الحدائق بالنارِ …

تَمْحو من الكونِ رسماً لها ؟

هل لها أن تبوحَ

بكل الذى فى الفؤادِ العليلْ

(2)

آهِ … يا زينبُ المستبدَّةُ بالقلبِ …

( قلبى الذى تتغشاهُ هذى الرزايا

وهذى الفُصول )

آهِ … يا زينبُ المستبدَّةُ بالروحِ …

( روحى التى أثقلتْها المساءاتُ بالحزنِ …

إذ تشتهى أن تطولْ )

آهِ … يا زينبُ المستريحةُ مِنْ زَمَنٍ …

فى مروج النخيلْ

لستُ أعرفُ من أين جئتِ بكل الذى

فى الفؤادِ من الوَجْدِ … ؟

من أين جئتِ بكل الذى

فى البكاءِ من السُهْدِ … ؟

من أين جئت ِ بكل الذى فى الحنينِ …

من الودَّ ؟

من أينَ جئت بهذا الغرامِ النبيلْ ؟

آهِ … يا زينبُ المستبدةُ بى

هلْ ترى تستبدين بى مرةَّ واحدَه

أمْ ترانىَ انتظر المستحيلْ ؟

(3)

هى الأرضُ …

تعرفُ منْ قتلوا الوردَ فى وَجْهِها

والحدائقْ

هى الأرضُ …

تعرفُ مَنْ يشْنُقُونَ ابتهال المواسم فيها

وتعرف من أشعلوا فى ذراها الحرائقْ

هى الأرضُ …

لا قطرةُ الماءِ جفَّتْ بها

ولا صَوَّحتْ فى ربُاها الزنابِقْ

هى الأرضُ …

فتح الجدودِ على خدَّها …

مشرقٌ كالحقاقْ

هى الأرضُ نورّ مسابِقْ

هى الأرضُ نورٌ ونارٌ …

وميعادُ فَجرٍٍ مسابِقْ

هى الأرضُ … وَجْهى وروحى …

وقيثار حرفى الذى لا يُنافِقْ

هى الأرضُ … والمسْجِدُ المترامى

- الترابُ الطهورُ -

وصَوْتُ المآذنُ …

والريحُ تَصْفُر فى كل شَاهِقْ

هى الأرضُ … عِرضى …

وعمرى الذى حاصرتْهُ المطارِقْ

وصَوْتٌ لهذا المدى المتسربلِ بالدمَ …

فى كل باكٍ وعاشِقْ

هى الأرضُ …

وَهْى دماى التى باركتْها الفتوحْ

وزَفَّتْ إليها الخيول التى …

طهَّرتْها الرقائِقْ

هى الأرضُ … نورٌ من الله يزهو بأبهائها

وبأحنائها …

وبكل المغاربِ فيها … وكل المشارقِ

هى الأرضُ … نسكنُها وَهْى تسكننا …

وتمدُّ البسائط فى جوفنا …

وترصُّ النمارِقْ

نستريحُ … إليها …

ولا تستريح إلى غَيْرنا …

عَرَفتَنْا زماناً وما عَشِقَتْ غَيْرنا

رَفَعَتْنا عن الدنس النرجسىَّ …

وطارتْ بنا نحو أسمى العلائِقْ

هى الأرضُ …

فيها أخى … وصغيرتُهُ …

والجديلةُ – ذيل الحصانِ – على ظَهرْها

ذكرَّتْنى بأمى التى غيبَّتها الجراحات …

فى جوفها فى زمانِ التراشُقْ

ذكرَتْنى بأمى التى ترقب الآن وجهى

وتمسحُ عَنْ جبهتى حُزْنى الأخرسَ …

المشرئبَّ – كألسنةٍ من لهيبٍ بصدرى –

- وسَوْسنةٍ مِنْ وجيبٍ بروحى -

- التى عَذَّبَتْها المشانِقْ -

هى الأرضُ …

إرثى … ومن باعَ إرث الجدودِ …

فلابَد يوماً يبيع الطفولةَ …

لا يحتفى بالوليدِ …

ولا يحتفى بالحفيدِ …

ولا يحتفى بالعقيدةِ …

يسكُبها فى ضلوعِ الصغارِ = الشقائِقْ

هى الأرضُ …

” زينبُ ” حين يخالجها وَجْهُ أبنائها …

فى شعاب الحياةِ …

فتشهقُ فى وجنتيها الدقائِقْ

هى الأرضُ …

يا أيها العِرضُ …

يا أيها الرفضُ …

يا أيها الثَمَرُ الغضُّ … في مهجتى

هلْ يجئُ زمانٌ …

نحاول فيه التردّى من القاعِ …

يقذفنا القاعُ نحو السَوَامِقْ

هى الأرضُ …

وَهْى الجِنانُ …

وهذا الزمانُ الأبىُّ …

الذى يصهل الآنَ فى قلبِ ” روما ”

ويملؤها بالفيالقْ

هى الأرضُ

نرسمها فى كراريسنا …

حين كنا على مَقْعَدٍ الدرسِ …

نُنْشِدُها … ونغنى لها …

خالداتِ اللآلى … فى الأمسياتِ السوابقْ

هى الأرضُ …

هذا اللظى … والجَنَى … والندى

والمروج التى تعرف القادمين إليها

على متن هذا الغبارِ الكثيفِ …

ومن فوق هذى السوابقُ

هى الأرضُ … يعرفها الصالحونَ وتعرفُهم

هى الأرضُ يعشقها الفاتحونَ وتعشقهم

وتبوح لهمْ بالذى فى الفؤادِ مِن الوَجْدِ …

حين تعاودهم – وتعاوِدها –

غَمَراتُ الأسى …

وتحاصِرُهم

– وتحاصرِها – ضائقاتُ البوائقْ



(4)

دمى يتسربُ … فى الأرضِ …

يُعْلن عشق الورودْ

و” زينبُ ” تعرفنى حين يهطل هذا الدمُ …

المستهامُ الفريدْ

دمى يتسربُ فى الأرضِ…

يغذو عناقيدَها ، ويزفُّ القصيدْ

و ” زينب ” … تبصرِنى …

حين مرَّ الشهيدُ على جَفْنها …

فى صلاة التهجُّد عِنْد السُجُودْ

دمى يتسرَّبُ فى الأرضِ …

يكتب بعض الحروفِ التى …

سَوْف يطلع مِنها الربيع الوليدْ

و ” زينبُ ” تهتف بى … أن : تقدَّمْ

دماؤك عنقودُ ضَوْءٍ …

وذكرى صلاةٍ ، وخفق سُجُود

دماؤكَ …

لا يعرف الخانعُون بأن الذى …

أَهْرقُوهُ سيطلع مِنْ كل صَوْبٍ …

ويُزْهِرُ فى كل عيدْ

دماؤك …

لا يعرف الميتونَ بأن الحياةَ …

التى غرسوا – حينما قتلوكَ –

ستقتلهمْ

وترصُّ الأزاهرِ مِنْ فوقِ شاهدةِ القَبْرِ

قَبْرِكَ هذا الذى فيه نَفْحَةُ مسكٍ …

وَرَيَّا شهيدْ

و “زينب ” تهتفُ بى أنْ : هلمَّ …

على ساحة النورِ للحقَّ خَطْوٌ …

وللفَجْرِ أنْشُودَةُ تُسْتَعَادُ …

وأنت الذى سيعيدْ

وأنت الذى سيعيدُ … إلى الأرضِ …

فرحتها

حينما يلتقى ذا الشَجَى بالشَجَى

والغريبُ المصفَّدُ فى قَيْدِهِ …

بانفساحَِ الوُجُودْ

جناحكَ … طِرْبهما حيث شِئْتَ …

ورفرفْ كما شِئْتَ …

ها أنتَ حُرٌ … وها همْ عبيدْ

و ” زينبُ ” تهتفُ بى :

إنّ روما التى عَشَقَتْكَ …

تظلُّ على لهفِ الانتظارِ …

فتطفُر فى مقلتيها الدموعُ …

ويصهلُ فى وَجْنَتَيْها النشيدْ

وروما التى عَشَقَتْكَ …

ترفرفُ فى شَفَتَيْها النبوءَةُ …

تعرفُ أنك فارِسهُا المرتجى …

وفتاها المجيدْ

وروما التى عشقتْكَ …

على صَدْرِها يرقُدُ الطيرُ …

فى شوقهِ السرمدىّ الودودْ

على صَدْرها يتوهَّج عِطْرٌ

أعَدَّتْهُ مِن ْزمنٍ …

خبَّأتْهُ بصندوقها للحبيب الوحيد

* * *

هى فى انتظارك … واللهيبُ بصَدْرِها

حُرقٌ … ، وفى العينينِ يطفُر نُورُ

عَشَقتْكَ منذ تَسَمَّعَتْ فى الأرضِ …

خطوكَ فَرَّ مِنْهُ الظلمُ والديَجورُ

ورأتْكَ تفتتح المدائنَ فارتدتْ

حُلاً أعَدَّتْ وَشَيْهُنَّ الحُورُ

هى فى انتظااركَ … شرفةُ التاريخِ فى

لهف إليكَ وَوَجْهها المأسورُ

هى فى انتظاركَ ، والطريقُ لقصرها

وَحْشٌ وثعبانٌ يَصئُ وجُورُ

حيناً ترفرفُ حَولْ “مكة ” روحُها

ويرقَّ فى أحْشائها البلَورُ

حيناً تسافِرُ فَوْق مَتْن أنينها

للقدسِ … يَجأَرُ فى سُراها النورُ

وإلى المدينة شَجْوُها وحَنينها
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس