عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 05-03-2009, 11:47 PM   #15
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

16- دمي ..سلم للعروج

(1)

دَمى صارخٌ فى المدى

دمى صارخٌ فى القبورْ

دمى نبضات السما

وفى قلبىَ الغضَّّ نبضُ المسيرْ

دمى وَشوشاتٌ يرجعها البَحْرُ …

يرسمها الموجُ فى شهقاتِ الطيور

دمى وَهَجُ …

والدجى قاتل الأبرياءِ … ،

الدجى محنةُ وعبورْ

دمى ، أيها الراكضونَ إلى الفَجْرِ … ،

يعرفُ أن المسار إسارٌ …

وأن الضحايا كثيرْ

دمى خفقاتُ الروابى

دمى صدحات الطيورْ

دمى للمواسمِ أنشودَةٌ المجْدِ…

يا حينَ … تَغْدو العصافير لحناً يثورْ

دمى سوف يرسمه الخطوُ فى كل فَجِ …

يفك الأسيرَ من الأسْرِ …

يهدم كل القلاع الكئيبةِ …

يمضى ليرسم شكل المصيرْ

دمى ، …

والحياةُ التى شوَّه الأغبياءُ تفاصيلها

كل يومٍ تدورْ

دمى فلَكٌ يستدِيرْ

( أيها الهاتفونَ من القلبِ …

يا جمعَ أمتنا المستكينْ

أيها القادمون من الليلِ … ،

يا رَجْعَ صَوْتِ السنينْ

أيها النائمونَ على القهرِ …

يا خَفْقَ هذا الضياءِ الحزينْ

أيها المسلمونْ

هذه لغة الظالمينْ

هذه طعنَةُ الأغبياءِِ لصَدْرِ الأباةِ …

لظهَرِ الأباةِ …

لوجْهِ الألى أسلموا …

روحهم …

للنداءِ الأمينْ

هذه لغة المرجفينَ …

وهذى حصون المدينة أنتْم

وهذى الجباهُ الأبيةُ لا تَسْتَكينْ

هذه لغة المرجفينَ …

وهذى أراجيفهم ، والخَبال اللعينْ

أضلُعٌ يتلظى بها الحِقْدُ …

لا تستريحُ إلى همساتَِ اليقينْ …

ولا ترتضيها الحروفُ التى يفعمُ …

الصِدْقُ نَبْراتهِا …

وتغشَى السكينة أصداَءها والرنينْ

هذه لُغَةُ الخارجين على الركبِ …

حينَ تسارعَ فى القَفْرِ سَيْر الخيولِ …

التى قطعتْ كل هذى المسافاتِ …

لا تستكينْ

أيها القائمونْ

دَمُكم دْرِعكم

دَمُكم مَجْدكم

دَمْكم نورِ دَرْبكم المستبينْ

دَمْكم سلَّمٌ للعروجِ …

إلى ربّكم فى الزمانِ الضنينْ )

(2)

أىُّ هذى العصافيرِ تبدأ مِنْ شفتيكَ …

وأىُّ البلابلُ فى قلبك البلبلىّ الحزينْ

أى هذى الخيولِ بأوراقك الصامداتِ …

وأحْداقكَ الساهراتِ الجفُونْ

أىُّ هذى الخيول تصولُ …؟

تسافرِ أشواقها – فى ضلوعكَ –

( هذى القفارِ المليئةِ بالشوكِ والعَوْسجِ

وهذى المروج التى تشتهيها …

المروج التى بَعْدُ لمْ تَنْضجِ …

وهذا المدى المستريحُ …

إلى سَطْوَةِ الرَهَجِ

آهِ . يا وحشةَ السائر المُدْلجِ )

أىُّ هذى الخيولُ تجيكَ فى زَمنٍ مستكينْ ؟

أيها سَوْف تركبُ … ؟

خيل الفتوح التى سافَرتْ فوق هام السحابِ …

وجاسَتْ خلال القرونْ ؟

أمْ خيول االألى هاجروا فى زمانِ

انكساركَ …

حين استحلتَ غريباً تجوبُ السنينْ

ولا تلتقى بالقلوب النقيَّةِ …

ولا تلتقى بالنفوس الأبيَّةِ …

ولا تلتقى بسوى الخانعينْ ؟

هلْ تراك قرأتَ زمانكَ … ؟

ثم ارتحلتَ … إلى حيث صِرْتتَ …

وحيداً تجوبُ القِفار

ويمضى النهار وراء النهار

ولا شىءَ يطفى الأوارَ …

ولا دمعةٌ يستريح بها القَلْبُ …

لا عبرة تَستريح بها الروحُ …

من ألم الانتظارْ

هلْ تراك وحيداً ستبقى …

وقد قتلوا رِفْقَقَةَ الدربِ …

( هذى المشانق تشهد يوماً عليهم

وهذا السياط التى فى يديهم

وهذى التباريحُ فى قلب كل الصغارْ

سَوْف يذكرها الأمسُ لليومِ …

واليومُ للغَدِ …

والغَدُ يعرفُ كيف يفكُّ الإسارْ ؟ )

هلْ تراكَ وحيداً ستبقى ؟

صمودك ضَوْءٌ وأنت النَهارُ …

وقلبك شوقٌ وأنت انهمارْ

وحرفك رُمْحٌ وسيفٌ …

وأنت الكنانةُ والغِمْدُ …

أَنْت القرارْ

وخطوكَ … هذى المعالمُ …

هذىِ الجموعُ التى …

سوفَ تقفز من خاطر الفَجْر …

حيث الضحى شاطئ الانتصارْ

هلْ تراك وحيداً ستبقى ؟ …

وهذى حياتك بين الطعانِ…؟

وهذى سفوحُ بلادك نهبٌ …

لأيدى التتارْ

التباريحُ يا صاحبى كَثُرتْ …

والأسى عالقٌ فى ربُوُع الديارْ

(3)

من داخل قلبى

من داخلِ سِجْن مشاعرى الدامية الحمراءْ

أكتبُ يا قطان الأرض القاحلة الجرداءْ

أكتب عن موت الأطفالِ وموت الشرفاءْ

أكتب عن كل الشهداءْ

و ” سراييفو ” تبتعنى كالظلَّ …

وأرقبها فى استحياءْ

وبعينيها صورٌ سَوْداءْ

صورٌ لجميع مدائننا المهزومةِ …

فوق خرائطنا العمياءْ

وبفوديْها عصفورُة حزنٍ داميةُ الريشِ …

وطيْرٌ – من ألمٍ يرقصُ مذبوحاً –

فى قلبى …

طيْرُ من وطنى الملقى فى الصحراءْ

( يا طيْر الأحزانِ … كفاك بكاءْ

ما عادَ بأضلاعى غير استجداء الأعداءْ

ما عادسوى الرقص على الأشلاءْ

يا طيْر الحزنِ المرسوم بتاريخِ يأكله الداءْ

وشعوبٍ يسكنها القَهْر …

ويلغيها الإعياءْ

يكفى ترجيع الأصداء

يكفى ترجيع الأصداء )

* * *

من داخل قلبى

حيث أعيش سجينا

وكبرتُ سَجينا

وهتفتُ : أريد الحرية نواراً ويقينا

أدعوكم يا جمع الأحجار الخرساءْ

أدعوكم و ” سراييفو ” تتبعنى

فى كل مكانٍ ،

ويعاودنى ألمٌ وعناءْ

أدعوكم :

أنْ تنفجروا فى وَجْه الآلهةِ …

الكاذبةِ الملساءْ

أوْ عيشوا – فوق الرقعةِ - …

أو موتوا أحجاراً صمَاءْ

واستمعوا أنشودَةَ موتى الخضراء :

دمى لغة التحدى واليقينِ

وعَوسجَة ستنبت فى الأنينِ

دمى يا أيها الطاغونَ لوحٌ …

ستقرؤه السنونَ إلى السنينِ

دمى وهجٌ ، وإشراقاتُ فَجرٍ

تعطّرهُ انسكابات الجفونِ

وترتحل النوارس فى دِمائى

وتنهمر البحارُ على جبينى

ويطلع من دمى وَرْدٌ وشوكٌ

ويزخَرُ بالرؤى زَبَدُ المنونِ

أنا سافرتُ فى كل اتجاهٍ

وأيقنت الرجوع إلى سفينى

وأسمعت المدى شَدْوى ولكنْ

غريباً كنتُ ما بين اللحونِ
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 05-03-2009 الساعة 11:54 PM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس