عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-08-2018, 08:14 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,950
إفتراضي

وروسو يفضل العمل اليدوى على غيره لتلميذه وهو قوله:
"فالعمل إذن واجب لا مناص منه للشخص الاجتماعى وكل مواطن من أهل البطالة غنيا كان أو فقيرا وقويا كان أو ضعيفا فهو لص والعمل اليدوى هو أقرب الأعمال البشرية إلى حالة الطبيعة وخير طبقة من حيث الاستقلال عن عوادى الزمن هى طبقة الصناع فالصانع غير مرتبط إلا بعمله فهو حر فى حين نجد الزارع عبدا لأن الزارع يتمسك بحقله ومحصول ذلك الحقل تحت رحمة غيره فالعدو أو ألكمي راو الجار القوى أو حجز قضائى يمكن ان يحرمه من ذلك الحقل ويمكن النيل من الزارع عن طريق حقله بآلاف الوسائل أما الصانع فمتى آنس مضايقة فسرعان مال يعد حقائبه ويأخذ ذراعيه معه ويرحل ومع هذا فالزارعة هى المهنة الأولى للإنسان وهى أشرف المهن وأنفعها وهى لهذا أسمى مهنة يمكن أن يمارسها ألإنسان ولئن لم أقل لميل تعلم الزراعة فما ذلك إلا لأنه يعرفها فقد خبر جميع الأشغال الزراعية وبدأ بها تعلمه وإليها يعود بين الحين والحين ص169
وهو هنا يبين أن التعليم العملى الأولى هو تعلم ما فى الطبيعة فإن تعلم ما فى الطبيعة وجب تعليمه مهنة يعيش منها ويؤسس أسرة
والخطأ فى الفقرة هو أن الزراعة أشرف المهن وأنفعها وبالقطع كل المهن المفيدة شريفة وهى لا تتفاضل فيما بينها لأن المجتمع يحتاج لكل المهن النافعة بالقدر نفسه
وكلام روسو يعتبر سليما فى المجتمعات التى عاش فيها لأنها مجتمعات قائمة على الظلم وهو يريد أن يجنب تلميذه أضرار ذلك الظلم من خلال العمل اليدوى
ويبين روسو أن التلميذ نتيجة نموه الجسمى وبلوغه لابد أن يتساءل عن الشهوة الجنسية ومن ثم على المعلم أن يخبره بما يريد بعد أن كان يخفى معلومات الشهوة عنه لأنه من الفضل أن يتعلمها من المعلم بدلا من أن يتعلمها من ألصحاب أو الناس السوء وهو قوله:
تذكر أن طريقة قيادة شخص بالغ تناقض تماما كل ما فعلته فى قيادته وهو طفل فلا تتردد إطلاقا فى إطلاعه على تلك الأسرار الخطيرة التى طالما اجتهدت فى اخفائها عنه فما دام من الواجب أن يعرفها فلا ينبغى أن يعرفها من أحد سواك ولا من نفسه بل منك أنت وما دام قد تعين عليه أن يقاتل فمن الخير أن تجنبه المفاجآت السيئة وأن تعرفه بحقيقة عدوه إن العادة جرت بأن يعرف الشبان هذه الحقائق الحيوية من أصحابهم لا من أساتذتهم ومؤدبيهم فلماذا يحدث ذلك ولماذا يختار الشاب خلصاءه بعيدا عن دائرة مؤدبيه إن السبب هو استبداد أولئك المؤدبين فلو لم يجبره استبدادهم على التخفى والتستر لما تخفى أو تستر أما اميل فلا حاجة إلى الالتجاء إلى صديق سواى فقد تعود أن يفتح لى قلبه بكل حرية وأن يقول لى ما يحسه بسرور وليس لدى ما أخشاه من هذه الجهة بيد أنى لاحظت عليه الخجل والتحفظ سأدرك أن غريزته بدأت فى التيقظ أو الثوران وان فكرة الشر تقترن بالغريزة لديه وهذا إيذان بأن الوقت قد أزف وأننى ما لم أعجل بتنوير ذهنه نشد المعرفة بعيدا عنى ورغم أنفى ص221
وبين روسو أن الطفل قبل البلوغ قد يتساءل عن الشهوة الجنسية قبل البلوغ وعند هذا يجب إلزامهم الصمت إلا فى حالات الإلحاح المستمر فينبغى تعريفهم به فى حالة من الجد وليس المزاح وهو قوله
"من المستحسن أن نؤخر ما استطعنا فضولهم فى هذا الخصوص وإذا وجهوا إلينا أسئلة فمن المستحسن أن نلزمهم الصمت خيرا من أن نكذب عليهم أما إذا قررنا تنوير الأطفال فى هذه المسائل فليكن كلامنا معهم مصطبغا بطابع الجد ولا ينبغى إطلاقا أن نتخذ سذاجتهم فيها وجهلهم بها موضوعا للمزاح فإن المزاح فى هذه الأمور يمهد للتهتك والإباحية فيما بعد ص178
ويبين روسو أن عليه كمربى أن يفتح قلب تلميذه على اختيار فتاة للزواج تشابهه فى صفاته حتى يبعده عن الفسق من خلال المواعظ الحسنة وهو قوله:
إن قلبك أيها الشاب بحاجة إلى رفيقة فهيا بنا ننشد تلك التى تلائمك وربما لم يكن العثور عليها سهلا فالفضيلة الحقة نادرة دائما فلنبحث بأناة ولابد أن نعثر على ضالتنا فى النهاية أو على الأقل على أقرب فتاة إليها شبها وأظن هذا كافيا لفتح قلب الفتى لحياة المجتمع وسوف يكون من السهل لإقناعه بحسن السلوك والابتعاد عن الفسوق لا بالوعظ السقيم والارشاد العقيم بل بالمناقشة العقلية فما من شاب يرضى أن تكون أمه أو أخته هدفا للفسق الذى يريد أن يقترفه مع نساء آخرين ص224
ووضح روسو أن الحجر على الفتيات غير المتزوجات فى البيوت خطأ وأن الواجبات هو أن يحجر على المتزوجات فيترك للفتيات الذهاب للحفلات من أجل المرح وهو قوله :
" إن العادة فى فرنسا أن تعيش الفتيات فى الديور وان تنطلق النساء المتزوجات فى عرض الدنيا وطولها أما الأقدمون فكان الأمر لديهم على العكس بل كانت الفتيات يتمعن بحفلات عامة مرحة كثيرة العدد والنساء يعشن منطويات فى البيوت وهذا النظام أقرب للعقل وأحفظ للأخلاق ص273
وإن كان روسو يقصد الذهاب للمنتزهات وحفلات السبوع والزواج ما شابه فهو أمر مفيد للفتيات
وبين روسو أنه سيعرف فتاه على صفات الفتاة التى يتزوجها وأهمها الحياء والاحتشام وهو قوله:
إنها ذات حياء فى ملبسها وهى متبرجة فى الوقت عينه فلئن كانت لا تبدى مفاتنها بمعنى أنها لا تكشف عنها بل تغطيها وتسترها إلا أنها تسترها بصورة تساعد المخيلة على إبداع تصورها فحينما يراها المرء يقول هذه فتاة حيية رزان ولكنه ما لبث بجوارها أن جالت نظرته وقلبه فى شخصها لا يستطيع عن ذلك حولا فكأنما كل هذه الأزياء لم توضع على جسدها إلا لكى تنزع قطعة قطعة بعين الخيال ص277
وبين الأطعمة التى تأكلها الخطيبة وهى صوفى وأنها قادرة عن الاستغناء عن الترف فى أى وقت فقال:
"وصوفى تأكل مستخرجات الألبان وتحب المسكرات ولكنها لا تقبل كثيرا على أكل اللحوم ولم تذق فى حياتها كلها طعم النبيذ أو الخمور وما تأكل منه تأكل باعتدال والحقيقة أن جنسها أقل حاجة من جنسنا على تجديد قواه لأن جنس النساء اقل إهدارا لقوته منا وهى فى كل شىء ذات ذوق واعتدال وتعرف كيف تستغنى عن أى شىء تحت ضغط الظروف منن غير أن تجد فى ذلك عناء ص280
وبين أن الفتاة تستطيع تجميل بيتها بأقل ألأشياء إن هى تعلمت الفنون الجميلة بقوله:
"وبمراقبة اميل وتقليده استطاعت صوفى أن تتقدم فى فن الرسم محتذية به وكذلك تقدمت فى جميع الفنون الأخرى وتذكر والداها يسارهما القديم عندما وجدا الفنون الجميلة تحيط بهما روائعهما وجمل الحب دارهما فالحب وحده يستطيع ان يجمل من غير نفقات ولا عناء ما لا تستطيع الثروة الطائلة بكل متاعبها ص303
ووضح روسو أن على والدى الفتاة تعليمها واجباتها فى تلك السن بقوله:
"ونظرا لنضوج تفكيرها الذى يجعلها فى حكم ابنة العشرين مع أنها فى الخامسة عشر فلا يمكن ان تعتبر طفلة حتى فى نظر والديها ولذا بصراها بواجبات الشباب التى ينبغى أن تدركها الفتاة فى مثل مرحلتها من العمر وغنى أعتقد أنهما قالا لها شيئا من هذا القبيل ص283
وبين روسو أن الفتى عليه أن يتزوج فتاة من طبقته أو أقل منها وليس أعلى فقال:
إنى أكرر ما قلته مرارا من أن الرجل لا يليق به أن يتزوج من طبقة أعلى منه بل يحسن أن يختار من هم دونه قليلا أو على شاكلته ومن المهم جدا مراعاة الكفاءة من حيث الثقافة والعقلية فإن المرأة الجاهلة السقيمة الفكر لا تصلح أن تكون مربية لأطفالها ولا شريكة لزوج ذى عقل وفطنة ولكن لا أحبذ أن تكون المرأة من صاحبات النبوغ ص285
وهى فكرة صائبة فى مجتمعات الظلم وأما فى مجتمع الإسلام فلا يوجد شىء يسمى الكفاءة فالمطلوب فقط هو إسلام الزوج والزوجة
وبين أن مجتمع الناس يختلف عن مجتمع الحيوانات التى يشيع فيها تعدد الزوجات بينما الناس يشيع فيهم وحدانية الزوجة فقال :
إن جميع الملاحظات فى مملكة الحيوانات تدل على ثورات الغيرة الجامحة لدى الذكور على الإناث أما لدى الإنسان فليس الأمر كذلك فما دام الزواج قائما على أساس الوحدانية لا تعدد الزوجات فالثورة الجنونية للغيرة من جانب الذكور من غير مبرر قوى لا معنى لها ص307
وبين أن الواجب هو كون أخلاقيات المرأة أفضل لأن النساء لا يفكرن باستمرار ويجب أن تكون التفكيرات فى القوانين العامة وعن نظام العالم فقال :
والتفكير ليس غريبا على النساء ولكن لا ينبغى لهن عدم التعمق فى العلوم العقلية فها هى صوفى تدرك كل شىء ولكنها لا تعى فى ذاكرتها شيئا كثيرا وأعظم ما تحرزه تقدم فى الأخلاق والأمور المتصلة بالذوق أما الطبيعة فلا تحفظ منها إلا فكرة يسيرة عن القوانين العامة وعن نظام العالم وأحيانا أثناء نزهاتها كان يتأملان أعاجيب الطبيعة فيتجه قلباهما البريئان نحو الخالق ص304
وطالب روسو تلميذه بالتمسك بالدين وأن يعود أى يتوب للدين كلما أخطأ فقال :
"وارتد إلى دين آبائك واخلص له ولا تنحرف عنه فلباب الأديان جميعها واحد ودين آبائك أحفل الأديان بالخلق الطاهر وأقربها للعقل أما نفقات السفر فسأدبرها لك ولا تخجل من العودة إلى أهلك فالضلال هو المخجل أما إصلاح الخطأ والرجوع عنه فليس مما يحمر له الوجه وأنت فى سن يغتفر لها الطيش وإن رجعت على ضميرك بصدق تبخرت أمامك جميع الحوائل ص217
244
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس