عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 01-04-2008, 02:49 PM   #1
حسناء
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2006
المشاركات: 278
إرسال رسالة عبر MSN إلى حسناء إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى حسناء
إفتراضي يوميات شعب متخلف...

إنها الثامنة صباحا قد يبدأ اليوم من هذه الساعة.. قبلها أو بعدها بقليل، ولكنها نقطة المركز في المعلم المتعامد اللا متجانس ليوم جزائري الصبغة، تتناطح ساعاته الروتينية لترسم من العدم بعض الأحداث القابلة للتدوين ...
تخرج الجموع كلها في نفس الوقت وكأن القلوب تضرب موعدا على الأرصفة وفي الطرقات، إلى وجهات مختلفة قادرة على تبذير ما في اليوم من ساعات، فبين العمل والدراسة قليلون من يحرمون أجفانهم من نومة صباحية دافئة ويخرجون في مثل هذه الساعة (المبكرة)...

قد يحسد الراجل من معه سيارة في بلد غير الجزائر، حيث تعتبر زحمة السير من المقبلات التي يتناولها الجزائري حتى قبل فطور صباحه فتفتح شهيته على مصرعيها لمزاج مضطرب ونفسية معكرة منذ الساعات الأولى من اليوم، فعوض أن يفتتح يومه بأذكار صباحية وتوكل على الله، الجزائري لا يتوقف لسانه عن قذف الشتائم لهذا وذاك منذ أن يضع يديه على مقود السيارة..

حتى الراجل منا ، لن يملك خيارا للتنقل فنحن شعب(يحترم مواعيده، وشديد الانضباط) لابد له من اقتناء حافلة للوصول في الوقت المحدد في عقد العمل، هناك في موافق الحافلات ترى العشرات مصطفين على طول الرصيف فتتوقع أن الجزائريون كلهم لا يملكون سيارات وما إن تتوقف الحافلة حتى تنهمر الجموع إلى داخلها يتعجب الواحد منا كيف امتصت كل من كانوا في الموقف؟؟؟ السر يكمن أن الواقف منهم أكثر من الجالس...

في حافلة أكل الظهر عليها وشرب تبدأ رحلتك الصباحية، تتمايل المسكينة كالحوامل في الطريق من كثر ما تحمله من ركاب فاق سعتها بكثير رغم ذلك تسمع- في كل موقف- محصل ثمن التذاكر(receveur) يكرر دائما عبارة " زد خويا افونسي شوي الله يعيشك' يطالب من خلالها حبات السردين المتراصة، بالنظام بطريقة تمَّكنه من زيادة عدد الركاب الواقفين في الحافلة، هذه المسكينة التي غالبا ما تكون من زمن السبعينيات لازلت تحتفظ فقط بلاصقة في مؤخرتها كتب عليها ' الرجاء إعطاء الأولية لهذه الحافلة عندما تمر' كشهادة تعتز بها بعدما امتلأت الطرقات بسيارات من آخر طراز وجديدة العهد ...
تبا، نسيت الطريق السريع انه أجمل صورة صباحية في الجزائر حيث يتحول هذا الأخير إلى مسرح لسباق السيارات المؤهلة لذلك والغير مؤهلة هناك تمارس النخوة والقومية وعوض أن يحمل السائق علم بلاده يتم تحديد هويته من خلال ترقيم سيارته فقد تكون السيارة أجنبية الترقيم أو محلية، أما المحلية فتحمل رقم الولاية وعلى هذا الأساس يُحكم على الفائز في النهاية ، قد تُمارس بذل القومية إبراز للرجولة وعرض للعضلات فالرجل لا يجوز أن' تدوبليه ' امرأة أو سيارة تحمل رقم 80 (المبتدئين) فهذا عار عليه وقد يفسد ذلك ما تبقى من يومه...
عند منتصف اليوم، تتغير الصورة بطريقة جذرية، وقتها الجزائري لا يرى بين عينيه سوى صحن لوبيا أو مجموعة من رقائق "المحاجب" السوخونين الحارين " فلا يقو أمام ضغط بطنه الفارغ لا على سباق ولا على عرض للعضلات بل يغدو كالحمل الوديع ينسى حتى الشتائم ويتتبع رائحة الأكل ولو سيرا على الأقدام ، المهم أن يؤكل في آخر المطاف فتكتظ المطاعم ومحلات الأكلات الخفيفة (Fast Food) وأنت أمام مثل هذه المحلات في مثل هذه الساعة لا تسمع إلا القهقهة كدليل قاطع على أن رضا النفس من رضا البطن وإذا شبعت"الكرش" تقول للراس غني ..





لم ينته اليوم بعد لا تفوتكم التتمة لي عودة إن شاء الله

__________________
فانفذوا...........لا تنفذون الا بسلطان


حسناء غير متصل   الرد مع إقتباس