عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-12-2007, 09:28 PM   #10
أم أسامة
Banned بناء على طلبها
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: قنديل العرش
المشاركات: 256
Lightbulb

حتى النظام الليبي الذي يظهر أنه على نوع خلاف مع النظام السعودي .. ومع ذلك فقد قام النظام السعودي بتسليم أكثر من خمسين عائلة من العوائل الليبية التي فرت بدينها .. وقصدت الحرمين الشريفين للعمرة والحج .. حيث ظنوا أنهم سيجدون الأمن والأمان .. إلا أن النظام السعودي يأبى إلا أن يغدر ويخون .. ويخيب ظنهم بأمان الحرمين .. فيعتقلهم ويسلمهم لطاغوت وجزار ليبيا .. مع علم النظام السعودي المسبق أن هؤلاء الإخوان سيعذبون على يد جلادي القذافي .. وربما يلقون القتل والموت .. والخبر منشور ومعلوم للجميع!
أي موالاة للكفر والإجرام يعلو هذه الموالاة والمظاهرة ..؟!
سَلِمَت من النظام السعودي كل قوى الكفر والشرك .. لكن لم يسلم منه المجاهدون المسلمون .. حتى الجمعيات الخيرية ـ التي تسعى في إغاثة الفقراء والمستضعفين في الأرض ـ لم تسلم من شرِّ النظام السعودي .. استجابة لرغبات أمريكا راعية الكفر والإرهاب .. وطلباً لمرضاتها .. اقرؤوا هذا الخبر إن شئتم، الذي نشر تحت عنوان:" إجراءات أميركية سعودية مشتركة ضد جمعية الحرمين الشريفين "، بزعم مكافحة الإرهاب والإرهابيين .. بينما الجمعيات الإرهابية بحق التي تسعى لأهداف وغايات التبشير والتنصير .. والفتنة بين المسلمين .. وغايات ومصالح الصهاينة اليهود في العالم .. تُعطى كامل الحرية والتفويض في أن تفعل ما تشاء .. ولا يجرؤ أحد على مساءلتها أو محاسبتها!
الأمثلة أكثر من أن تُحصر التي تُثبت غضب النظام السعودي من أجل أمريكا .. وعيون أمريكا .. ومصالح وسياسة أمريكا .. بينما أتحدى مخالفنا أن يُثبت ولو مرة واحدة بأن النظام السعودي .. قد وقف مرة واحدة غضباً لله تعالى .. وغضباً لحرماته التي تُنتهك .. وما أكثر ما تُنتهك حرمات الإسلام والمسلمين في الأرض .. في زمن حكم آل سعود .. وأمثال آل سعود من طواغيت العرب المجرمين!
انظروا شرقاً وغرباً .. وحدقوا في كل موضع تُنتهك فيه حرمات الله .. ثم انظروا أين منه موقف النظام السعودي؟!
بل حتى كتاب الله تعالى ـ الذي يكثر النظام السعودي من طباعته! ـ ألم تعتدي عليه القوات الأمريكية في سجون جوانتنامو .. وفي سجن " أبو غريب " .. وفي سجون أفغانستان وغيرها .. وبطريقة تقشعر منها الأبدان .. فماذا كان موقف النظام السعودي .. وموقف الملك .. وموقف حاشيته .. لا شيء؛ لأن المعتدين هم أولياؤهم وحماتهم الأمريكان!
فإذا كان كتاب الله تعالى .. لا يغضب له النظام السعودي .. ولا يحرك له ساكناً .. فماذا نتوقع أن يغضب له النظام السعودي من حرمات الله؟!!
فإن قيل: علِمنا بأن النظام السعودي قد ظاهر الكافرين المشركين على الإسلام والمسلمين ـ ولا بد لمخالفنا من أن يُسلِّم بذلك ـ ولكن أين الدليل على أن من يُظاهر الكافرين على المسلمين يُعد كافراً في دين الله؟!
أقول: الأدلة أكثر من أن تُحصر في هذا الموضع، منها قوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة:51.
قال القرطبي في التفسير:{ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } بين تعالى أن حكمه كحكمهم؛ وهو يمنع الميراث للمسلم من المرتد .. وجبت معاداته كما وجبت معاداتهم، ووجبت له النار كما وجبت لهم، فصار منهم أي من أصحابهم ا- هـ.
وقال ابن حزم في المحلى 12/33: وصح أن قول الله تعالى:{ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار فقط وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين ا- هـ.
ومن جملة نواقض الإسلام العشرة التي ذكرها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتبه: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، واستدل بقوله تعالى:{ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }.
وكذلك قوله تعالى:{ تَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ . وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فَاسِقُونَ }المائدة:80-81. أي لو صدقوا في زعمهم أنهم مؤمنون وأنهم آمنوا بالله والنبي وما أنزل إليه من الحق لما اتخذوا الكافرين أولياء .. ولمَّا اتخذوهم أولياء دل على كذب ادعائهم ـ بلسانهم ـ أنهم يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه..!
قال ابن تيمية رحمه الله: فبين سبحانه الإيمان بالله والنبي، وما أنزل إليه ملتزم بعدم ولايتهم، فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأن عدم اللازم يقتضي عدم الملزوم.[ مجموعة التوحيد:259 ].
وكذلك قوله تعالى:{ لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران:28.
قال ابن جرير الطبري في التفسير:{ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ } يعني بذلك فقد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر ا- هـ.
وكذلك قوله تعالى:{ أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً }الكهف:102.
وهذا سؤال تقريعي يفيد الاستنكار والتعجب؛ أي أيحسب الكفار أنه يقدرون أن يتخذوا عباد الله المؤمنين من دون الله أولياء .. فهذا لا يمكن أن يقع .. ولو وقع لزم خروج من اتخذوهم أولياء من دائرة عباد الله المؤمنين .. لأن عباد الله المؤمنين ـ بنص كلام الله ـ لا يمكن أن يتخذوهم أولياء!
والقول بإمكانية أن يجمع العبد بين الإيمان وبين اتخاذ الكافرين أولياء .. من لوازمه تكذيب القرآن، ورد هذا النص الصريح الذي يفيد أن الكافر لا يمكنه أن يتخذ المؤمن من دون الله ولياً ..
ولو استطاع وتمكن من فعل ذلك فهو في حقيقته يتخذ ولياً كافراً مثله .. وليس مؤمناً.
ومن جملة ما يدخل في مظاهرة المشركين التي تخرج صاحبها من الملة ما قاله الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأحفاده: أن يوافقهم في الظاهر مع مخالفته لهم في الباطن، وهو ليس في سلطانهم، وإنما حمله على ذلك إما طمع في رئاسة أو مالٍ أو مشحةٍ بوطنٍ أو عيالٍ أو خوف مما يحدث في المال، فإنه في هذه الحال يكون مرتداً ولا تنفعه كراهته لهم في الباطن، وهو ممن قال الله فيهم:{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }[ مجموعة التوحيد:296 ].
وقال الشيخ سليمان آل الشيخ في رسالته القيمة " أوثق عرى الإيمان ": من يشير بكف المسلمين عنهم ـ أي عن أهل الكفر والشرك ـ إن كان المراد به أن لا يتعرض المسلمون لهم بشيء لا بقتال، ولا نكال وإغلاظ ونحو ذلك، فهو من أعظم أعوانهم، وقد حصلت له موالاتهم مع بعد الديار، وتباعد الأقطار ا- هـ. والنظام السعودي قد تعدى هذا الوصف .. وبلغت به الموالاة مبلغاً أن شارك الكفار المجرمين القتال ضد المسلمين.
وقال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ في الرسائل المفيدة، 64: وأكبر ذنب وأضله وأعظمه منافاة لأصل الإسلام نصرة أعداء الله ومعاونتهم والسعي فيما يظهر به دينهم وما هم عليه من التعطيل والشرك والموبقات العظام، وكذلك انشراح الصدر لهم وطاعتهم والثناء عليهم، ومدح من دخل تحت أمرهم وانتظم في سلكهم، وكذلك ترك جهادهم ومسالمتهم، وعقد الأخوة والطاعة لهم ا- هـ. وهذه صفات كلها قد وقع فيه النظام السعودي وقوعاً صريحاً، ودخل فيها دخولاً كلياً .. كما ذُكر ذلك أعلاه!
وقبل أن أختم الحديث عن هذا الناقض من نواقض الإسلام الذي تلبث فيه النظام السعودي ووقع فيه وقوعاً كلياً .. أود أن أشير إلى أنه لا ينبغي ـ في هذا الموضع ـ إقحام الحديث عن الموالاة الصغرى، أو الموالاة دون موالاة التي لا تُخرج صاحبها من الملة .. لأن ما بين النظام السعودي وبين هذا النوع من الموالاة بُعْد ما بين السماء والأرض؛ وبالتالي فإن إقحام الحديث عن هذا النوع من الموالاة يُعد من قبيل التلبيس والتضليل، وحمل الأدلة على غير واقعها التي تنطبق عليه.
أم أسامة غير متصل   الرد مع إقتباس