عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-10-2018, 08:53 PM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,966
إفتراضي

"يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأمانى حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور "المعنى يوم يقول المذبذبون والمذبذبات بين الكفر والإسلام للذين صدقوا ترقبونا نأخذ من عملكم قيل عودوا خلفكم فاطلبوا عملا فحجز بينهم بسياج له باب خفيه فيه المتاع وواضحه من أمامه العقاب يدعونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم أسقطتم أنفسكم أى ترقبتم أى كذبتم أى خدعتكم الأقوال حتى أتى عذاب الرب وخدعكم فى الرب الخادع ،يبين الله لنبيه (ص)أن المنافقون والمنافقات وهم المترددون والمترددات بين الإسلام والكفر يقولون يوم القيامة للذين آمنوا أى صدقوا حكم الله :انظروا نقتبس من نوركم أى أقيموا مكانكم حتى نستعير من عملكم الصالح حتى ندخل معكم الجنة فيقال لأهل النفاق:ارجعوا وراءكم والمراد عودوا لدنياكم فالتمسوا نورا والمراد فخذوا عملا صالحا من هناك،وضرب بينهم بسور له باب والمراد وفصل بين الفريقين بسياج له مدخل وهذا المدخل باطنه فيه الرحمة والمراد وجهه الخفى عن المنافقين فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب والمراد وأمامه من قبله العقاب والمراد وجانبه الواضح للمنافقين فى أرضه العقاب والمنافقين ينادونهم أى يدعون المؤمنين فيقولون:ألم نكن معكم والمراد ألم نؤمن معكم فى الدنيا؟فيجيب المؤمنون :بلى ولكنكم فتنتم أى أضللتم أنفسكم أى تربصتم أى انتظرتم أى كفرتم أى ارتبتم أى كذبتم بالحق أى غرتكم الأمانى والمراد خدعتكم الوساوس حتى جاء أمر الله والمراد حتى أتى عذاب الله أى غركم بالله الغرور أى خدعكم فى الله الخادع وهو الهوى الضال وهذا كله يعنى أنهم أبعدوا أنفسهم عن الحق ولذا استحقوا العذاب والخطاب وما قبله وما بعده للنبى(ص)
"فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هى مولاكم وبئس المصير "المعنى فالآن لا يقبل منكم مال ولا من الذين كذبوا مقامكم جهنم هى ناصركم وساء المقام ،يبين الله لنبيه (ص)أن المؤمنين يقولون لأهل النفاق:فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا والمراد لا يقبل منكم مال أى عدل ولا من الذين كذبوا حكم الله مقابل الإخراج من النار مصداق لقوله بسورة البقرة "ولا يؤخذ منها عدل" ،مأواكم النار أى مقامكم جهنم هى مولاكم أى حسبكم أى ناصرتكم وهو قول ساخر منهم مصداق لقوله بسورة المجادلة "حسبهم جهنم"وبئس المصير أى وساء المقام أى المهاد مصداق لقوله بسورة آل عمران"وبئس المهاد".
"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون "المعنى ألم يحن للذين صدقوا أن تخضع نفوسهم لحكم الله أى ما أوحى من العدل ولا يصبحوا كالذين أعطوا الوحى من قبل فبعد عليهم الموعد فتحجرت نفوسهم وكثير منهم كافرون ،يسأل الله ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله والمراد ألم يجب على الذين صدقوا حكم الله أن تطمئن نفوسهم بطاعة حكم الله وفسر الله الذكر بأنه ما نزل من الحق وهو ما أوحى من العدل وفسر هذا بألا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب والمراد ألا يصبحوا كالذين أعطوا الوحى من قبل فطال عليهم الأمد والمراد فبعد عليهم الموعد وهذا يعنى أنهم استحالوا ميقات القيامة فقست قلوبهم أى فكفرت نفوسهم ؟والغرض من السؤال هو إخبار المؤمنين بوجوب خشوع قلوبهم لذكر الله ويبين الله للمؤمنين أن كثير منهم فاسقون والمراد أن كثير من أهل الكتاب كافرون بحكم الله مصداق لقوله بسورة النحل"وأكثرهم كافرون "والخطاب للمؤمنين.
"اعلموا أن الله يحيى الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون "المعنى اعرفوا أن الرب يبعث الأرض بعد جدبها قد فصلنا لكم الأحكام لعلكم تطيعون ،يطلب الله من المؤمنين أن يعلموا أى يعرفوا أن الله يحيى الأرض بعد موتها والمراد أن الرب يعيد الحياة للأرض بعد جدبها ،وقد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون والمراد قد فصلنا لكم الأحكام لعلكم تعلمون أى تطيعون الأحكام مصداق لقوله بسورة الأنعام"قد فصلنا الآيات لعلكم تعلمون "والخطاب للناس.
"إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم "المعنى إن المؤمنين والمؤمنات وأطاعوا الرب طاعة جميلة يزاد لهم أى لهم ثواب كبير ،يبين الله لنبيه(ص) أن المصدقين والمصدقات وهم المؤمنين والمؤمنات بحكم الله وأقرضوا الله قرضا حسنا والمراد واتبعوا حكم الرب اتباعا أمينا يضاعف لهم أى يزاد لهم الثواب وفسر هذا بأن لهم أجر كريم والمراد ثواب كبير والخطاب وما بعده للنبى(ص).
"والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم "المعنى والذين صدقوا بالرب ومبعوثيه أولئك هم العادلون أى الحكام لدى إلههم لهم ثوابهم أى رحمتهم والذين جحدوا أى كفروا بأحكامنا أولئك سكان النار ،يبين الله لنبيه (ص)أن الذين آمنوا بالله ورسله وهم الذين صدقوا بحكم الرب المنزل على أنبيائه (ص)أولئك هم الصديقون أى العادلون قى قولهم وفسرهم بأنهم الشهداء أى الحاكمون على الناس بالعدل مصداق لقوله بسورة البقرة "لتكونوا شهداء على الناس"،وعند ربهم لهم أجرهم والمراد ولدى خالقهم ثوابهم وفسره بأنه نورهم أى أجرهم وهو الجنة،والذين كفروا أى كذبوا أى جحدوا بآياتنا وهى أحكامنا أولئك أصحاب الجحيم أى سكان النار .
"اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفى الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"المعنى اعرفوا أنما المعيشة الأولى عندكم عبث أى تمتع أى لذة وتباهى بينكم وتعاظم فى الأملاك والعيال كشبه مطر أحب الكاذبون نباته ثم يقوى فتشهده قويا ثم يكون هشيما وفى القيامة عقاب عظيم ورحمة من الرب أى قبول وما المعيشة الأولى إلا لذة الخداع ،يطلب الله من الناس أن يعلموا والمراد أن يعرفوا أن قول أديانهم الباطلة على لسانهم أنما الحياة الدنيا لعب أى لهو أى زينة والمراد أن المعيشة الأولى عبث أى انشغال أى متاع وفسر هذا بأنه تفاخر بينهم أى تكابر بينهم فى الأشياء وفسر هذا بأنه تكاثر فى الأموال والأولاد والمراد تزايد فى الأملاك والعيال وهذا يعنى أن أديان الباطل تطالبهم باشباع شهواتهم من متاع الدنيا ،ويبين لنبيه (ص)أن مثل الدنيا كمثل أى كشبه غيث أعجب الكفار نباته والمراد كشبه مطر أحب المكذبون لله زرعه الذى نبت بعد نزوله ثم يهيج أى ثم ينمو أى يكبر فتراه مصفرا والمراد ثم تشاهده ناضجا وبعد ذلك يكون حطاما أى مدمرا وهذا يعنى أن متاع الدنيا يشبه النبات الذى يكون له نفع وقت قصير هو وقت قوته وبعد ذلك يزول،ويبين له أن فى الآخرة وهى القيامة عذاب شديد أى عقاب عظيم للكفار مصداق لقوله بسورة البقرة "ولهم فى الآخرة عذاب عظيم"ومغفرة من الله أى رضوان والمراد ورحمة من الرب أى جنة للمؤمنين ،ويبين أن الحياة الدنيا وهى المعيشة الأولى هى متاع الغرور والمراد نفع الخداع وهى لذة المكر للكافر والخطاب حتى الأولاد هو قول للكفار لبعضهم والخطاب كله للنبى(ص)
"سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل من الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "المعنى سارعوا إلى رحمة من إلهكم أى جنات وسعها كوسع السموات والأرض جهزت للذين صدقوا بالرب وأنبيائه (ص)تلك رحمة من الله يدخلها من يريد والرب صاحب الرحمة الكبرى ،يطلب الله من الناس التالى أن يسابقوا إلى مغفرة من ربهم والمراد أن يسارعوا إلى نيل رحمة من خالقهم مصداق لقوله بسورة آل عمران"وسارعوا إلى مغفرة من ربكم"وفسر المغفرة بأنها جنة أى حديقة عرضها السماء والأرض والمراد مساحتها هى نفس مساحة السموات والأرض ،أعدت للذين آمنوا بالله ورسله (ص)والمراد جهزت الجنة للذين صدقوا بحكم الله المنزل على أنبيائه(ص)وهم المتقين مصداق لقوله بسورة آل عمران"أعدت للمتقين"،ذلك وهو دخول الجنة هو فضل الله أى رحمة أى أجر الرب مصداق لقوله بسورة الفتح"فسيؤتيه أجرا عظيما"يؤتيه من يشاء والمراد يعطيه من يريد وهو المتقى والله ذو الفضل العظيم والمراد والرب صاحب الرحمة الواسعة مصداق لقوله بسورة الأنعام"ربكم ذو رحمة واسعة"والخطاب للناس وما بعده.
"ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم والله لا يحب كل مختال فخور الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد"المعنى ما حدث من حدث فى الأرض ولا فى ذواتكم إلا فى سجل من قبل أن نخلقها إن ذلك على الرب هين لكى لا تحزنوا على ما سبقكم ولا تسروا بما أعطاكم والرب لا يرحم كل متباهى منان الذين يكفرون ويوصون الخلق بالكفر ومن يكفر فإن الرب هو الرازق الشاكر،يبين الله للناس أن ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسهم إلا فى كتاب والمراد أن ما حدث من حادث فى الأرض ولا فى ذواتهم إلا هو مسجل فى سجل هو الكتاب الشامل من قبل أن نبرأه والمراد من قبل أن نخلقه فى وقته المحدد وهذا يعنى علمه بكل شىء قبل حدوثه وذلك وهو العلم على الله يسير أى هين أى سهل مصداق لقوله بسورة مريم"هو على هين "وقد ذكر الله ما سبق لكيلا يأسوا على ما فاتهم والمراد حتى لا يحزنوا على الذى حدث لهم من الأذى ولا يفرحوا بما أتاهم والمراد ولا يسروا بالذى أعطاهم من الخير ويبين لهم أن الله لا يحب كل مختال فخور والمراد لا يثيب أى لا يرحم كل متباهى منان أى كافر ظالم وهم الذين يبخلون أى يمنعون الخير وهو الحق ويأمرون الناس بالبخل والمراد ويوصون الخلق بالمنكر مصداق لقوله بسورة التوبة "يأمرون بالمنكر"ومن يتول والمراد ومن يكفر فإن الله هو الغنى الحميد أى الرزاق الشاكر لمن يطيعه مصداق لقوله بسورة آل عمران"ومن كفر فإن الله غنى عن العالمين ".
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس