عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 11-06-2011, 12:47 PM   #139
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

(134)
ولعلنا رأينا من هذا الاستعراض السريع لطبيعة بناء الشكل الموسيقي للقصيدة الموروثة مدى ما في هذا الشكل من صرامة ودقة ، مما جعل الشاعر العربي -على امتداد تاريخ الشعر العربي- يحاول التمرد على صرامة هذه الالتزامات وقوتها . فقامت عدة محاولات لتطوير هذا الشكل وتخفيف ما فيه من قيود والتزامات ، ولعل أجرأ هذه المحاولا ت وأعمقها أثرًا ما فعله شعراء الأندلس في "الموشح"الذي تخفف من كثير من التزامات الشكل الموروث وإن كان قد فرض على نفسه في مقابل هذا قيودًا ليست أقل صرامة وقسوة .وبعد الموشح توالت حركات التجديد في موسيقى القصيدة العربية ، وكانت كلها متأثرة بشكل أو بآخر بمعالم التجديد في الموشح الأندلسي .
وجاء الشاعر العربي المعاصر ، وورث كل هذه المحاولا تالتجديدية ، جحاول بدوره في ضوئها ، وفي ضواء التأثري باتجاهات التجديد في موسيقى القصيدة في الآداب الغربية ، أن يستخلص من الشكل الموسقي الموروث للقصيد إمكانات إيقاع جديدة يضعها -إلى جانب الشكل الموروث-رهن التعبير عن رؤيته الشعرية الحديثة، وقد وصل من خلال محاولات إلى ما عرف في شعرنا العربي الحديث باسم "الشعر الحر ".
3- لماذا البحث عن شكل موسيقي جديد ؟!
"يعتمد الإيقاع -كما يقول ريتشاردز- كمكا يعتمد الزن الذي هو صروته الخاصة على التكرار والتوقع ؛فآثار الإيقاع والوزن تنبع من توقعنا سواء كان ما نتوقع حدوثه يحدث بالفعل أو لا يحدث .. وعادة يكون هذا التوقع لا شعوريًا ، فتتابع المقاطع على نحو خاص -سواء كانت هذه المقاطع أصواتًا ، أم صورًا للحركات الكلامية -يهيئ الذي لتقبل تتابع جديد من هذا النمط دون غيره (118)

____________________________________
(118)ريتاشاردز (أيفور آرمسترونج) : مبادئ النقد الأدبي .ترجمة الدكتور مصطفى بدوي .المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطابعة والنشر .القاهرة 1963 ص 188
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس