عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-06-2011, 02:02 PM   #25
جهراوي
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 1,669
إفتراضي

هذا الإندفاع السياسي والتجاري نحو إيران كان محل تشكك من المحللين في بعض الاجهزة الامنية المصرية التي كانت تثير المخاوف من توجهات التيارات المتشددة في ايران والعودة الى شعارات تصدير الثورة ودعم التيارات المتشددة في مصر.
وفي تاريخ 25 يونيو 1999 بعثت إيران ببعض الإيرانيين الذين رسمت حولهم هالة الإعتدال لتخدع بهم العرب والمصريين بعد أن لاحظت أنه رغم مجيء الرئيس الايراني المعتدل محمد خاتمي إلى سدة الحكم ،الا ان عدة ملفات بقيت عائقاً أمام التقارب العربي الايراني في مقدمتها احتلال جزر الامارات الثلاث طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى اضافة للمواقف المتباعدة بين الجانبين من سلام الشرق الأوسط علاوة على مخاوف تصدير الثورة الاسلامية الشيعية وزعزعة استقرار الدول العربية. وكان من بين من أرسلوا من إيران لمصر لداع الرأي العام المصري كلاً من آية الله محمد علي تسخيري مستشار علي خامنئي مرشد الثورة الايرانية, وآية الله واعظ زادة خراساني رئيس مركز مايسمى بالتقريب بين المذاهب الاسلامية في إيران, ومحمد صادق الحسيني الذي روج بأنه أحد رموز تيار الاعتدال والمستشار الخاص لوزير الثقافة الايراني الدكتور عطاء الله مهاجراني.
وعندما طرح موضوع تأثر العلاقة بين القاهرة وطهران بسبب شارع خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس محمد أنور السادات عام ,1981 والذي أصر الإيرانيون على الاحتفاظ به في قلب العاصمة الايرانية وذلك لأن هذا الموضوع هو مفتاح إيران للدخول إلأى قلوب الفئات المتطرفة التي تعول عليها إيران في زعزعة الأمن في مصر ،وهو الأمر الذي كانت القيادة المصرية منتبهة له واعتبرته إهانة للشعب المصري وتأييدا للخط المتطرف الذي يمثله الاسلامبولي ،ولكن آية الله تسخيري كان جاهزاً لصرف الأنظار إلى خدعة التعاون بين مصر وإيران فقال بأن العلاقات المصرية الايرانية أكبر من مجرد شارع في طهران أو ضريح للشاه في مصر حيث يعتبر أن التعاون والتنسيق بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية مصر العربية هو في مصلحة العالم الاسلامي أجمع خاصة أن البلدين يمثلان حضارات كبرى ودول مؤثرة في المنطقة, وفي حالة تعاونهما فإن كثيراً من الخير سوف يتحقق للمسلمين في كل مكان, واعتبر تسخيري ان عدم عودة العلاقات بصورة طبيعية هو خسارة للبلدين والعالم الاسلامي بأسره.
ولم يكتف آية الله تسخيري بتلك الكذبة ، بل زاد عليها بأنه لا يتفق على تقسيم ايران بين الاعتدال والتشدد أو اليمينية واليسارية مشيرا الى ان الجميع يعمل من أجل هدف واحد هو خدمة الاسلام والمسلمين ومصلحة الوطن بعد ذلك, وقال تسخيري "إن الذين يتحدثون عن الاعتدال والتشدد أو يثيرون المخاوف لا يعرفون ايران جيدا, فايران تضع العلاقات مع العالم الاسلامي على رأس أولوياتها " وحاول خداع الرأي العام فقال بأن إيران تحرص على استقرار جميع الدول الاسلامية وقد ظهر ذلك بوضوح قمة منظمة المؤتمر الاسلامي ثم تأسيس اتحاد البرلمانات الاسلامية والسعي الايراني لإقامة علاقات متميزة مع الدول العربية والاسلامية على المستوى الثنائي" ومعلوم أن إيران تهتم بهذه المنظمات حتى تجعلها وسيلة تخترق من خلالها البلدان السنية لزعزعة كيانها. وكعادة المسئولين الإيرانيين ردد تسخيري الإسطوانة الإيرانية وهي كما قال "إن بعض وسائل الاعلام الغربية حرصت على تقديم صورة مشوهة عن ايران وقدمت كلاماً خبيثًا مثل الارهاب والعنف والتشدد, وحرصت بعض الجهات على زرع هذه الفتنة مع مصر على وجه الخصوص لكن الحقيقة ان كل هذه محض اتهامات باطلة, والواقع يؤكد ان ايران أبعد ما يكون عن افكار الجماعات والتيارات الأصولية المتشددة أو التكفيرية التي ربما عانت منها لسنوات طويلة العديد من البلدان العربية وعلى رأسها مصر والدعوة الاسلامية التي تؤمن بها الجمهورية الاسلامية هي الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وليس باستخدام العنف أو رفع راية تكفير المسلمين بغير حق."
ومن العجيب الغريب أن يعتقد التسخيري أن أحداً يصدق هذه التبريرات التي تشهد عليه المسدسات الكاتمة للصوت والعبوات اللاصقة التي يقتل بها عملاء إيران في العراق أهل السنة ،ويشهد عليها كذلك المتفجرات التي تلحق أفدح الضرر بالكنائس المسيحية لأن تنظيم القاعدة في العراق ماهو إلا منتج إيراني بدأتتتكشف علاقته بإيران بعد اعترافات ودلائل لم تستطع إيران دحضها .
وكان من تسميهم السلطات الإيرانية "المثقفون الايرانيون " عبارة عن أبواق للنظام الإيراني المخادع فأطلقوا على المخاوف المصرية وصف دسائس اعتاد عليها العالم الاسلامي وفق استراتيجية فرق تسد, وقد برروا تطوير إيران لصاروخ جديد لترهيب الدول العربية بأنه لايستهدف الدول العربية ,فقالوا إن الصاروخ لايستهدف العراق والأراضي العربية لأن المسافة القصيرة بين العراق وايران والمدى الواسع للحدود المشتركة بين البلدين لاتلزم بتصنيع مثل هذه الأنواع من الصواريخ ولكن ـ بحسب زعمهم ـ فإن هناك مؤسسات مهمتها تشويه الحقائق في الغرب والحفاظ على حالة العداء والخصومة التناحر بين البلدان الاسلامية لأن الغرب يدرك جيدا حجم الدور الذي يمكن ان تلعبه الأمة الاسلامية في حال وحدتها الجماعية أو التنسيق الكامل بين أطرافها المتعددة في قارات العالم.
جهراوي غير متصل   الرد مع إقتباس