الموضوع: حكايةٌ عن جدتي
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 15-11-2010, 02:11 AM   #4
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

وجيوشُ أحلامي رجعنَ تقهقراً
واليأسُ أو شكَ أن ينولَ لوائي
إني إمانيّ الشموعِ وغربتي
جسمٌ تهشمَ في تراب نماءِ
أملي تسمّرَ في صليبِ مواجعي
للآنَ لم يُعرف دواءُ شفائي

ولعل البيتين السابقين :
نشتقُ من بابِ المدينةِ غربة ً
تسمو بـــبــا رقةٍ عن النظراءِ
ونذوبُ أشواقَ الفراش ِ تجلياً
في عشقِ أسماءٍ عُجنَّ بــــــباءِ

كان من المفترض أن يتغير ترتيبهما فيكون
اشتقاق الغربة من باب المدينة هو (بوابة) الحزن التي يتلوها هذا البيت:
لاتقصديني باتَ قفراً مرفئي
أفواهُ ضيمي قد شَربنَ عطائي
وكان التعبير أفواه ضيمي قد شربن عطائي أعطى للضيم هذا التصور الذي
يجعله أقرب إلى (تمساح)يلتهم كل شيء أمامه ، كأن صورة يأجوج ومأجوج
تمثل أمامنا في موازاة مع مشهد تقسيم حصة العراق من مائي دجلة والفرات.

[/size]

وما بين صليب المهجة وصليب المواجع كانت هذه الحوادث التي ألمت بالشاعر
فجعلته مصلوبًا على جدران اليأس لهذا التحول الرهيب الذي طرأ ولم تعد فيه
حكايا الجدة إلا شيئًا من خرافة تتقهقر معها جيوش الأحلام ويقترب اليأس من اللواء.
وفي هذا المأزق يلح الشاعر على الحاضر الذي يبكي به الماضي من خلال الإصرار
على البدء بالجار والمجرور(للآن) ، ونلتقي بصورة تشكيلية رائعة من خلال بكاء محاجر
الأحرف إذ تكون الأحرف مرسومةكأن لها عيونًا تذرف الدمع ،ثم تأتي الصورة الأكثر
مأسوية من خلال الرصيف والذي جاء بعد عالم التحليق السماوي ،ليصبح الشاعر مستلب
الرداء وتكون الأرصفة تلك هي الأوهام التي سلبت لباس الأمل الذي تزيا به من قبل .
وتظل بعد ذلك النخلة رمز الإباء إذ هو إباء يربو على أن يوصف الإنسان بالتخاذل
في أداء مهمته تجاه وطنه ، وهذه النخلة هي التي تمده بهذا الصبر ليتصنع بسمة يقصي
بها الأوهام ، وفي النهاية نجد تعبير (طيور قصيدتي) من أجمل التعبيرات عن رقة القصيدة
واستمرارها من أجل الوقوف على بوح عرائش الحكماء ، ذلك الصوت صوت المحبة والألفة
والتصبر مهما يكن .


للآنَ تبكيني محاجِرُ أحرفي
ويبوحُ وجهي غيمة َ الأعباءِ
للآن أقتطع الشوارِعَ باحثاً
عن دفئ أرصفةٍ سلبنَ ردائي
للآن لم يكسر نخيلَ تطرفي
للخيرِ أو ينضب وعاءُ وفائي
للآنَ أبتكرُ المواجعَ بسمة ً
يقصي بها الأوها م طيبُ دُعائي
للآنَ لم تجنح طيورُ قصيدتي
الا لبوحِ عرائشِ الحكـــــماءِ


قبل النهاية أود الإشارة إلى استنتاج خاص بي وقد يكون غير صحيح لكني أراه متحققًا بشكل
كبير وهو هذا التهاوي في شكل النجمة والعلم في البيت الأول إلى أن صارت "جسمًا تهشم في تراب
نمائي) لطالماأن الشاعر رأى نفسه نجمًا محلقًا في سماء بلاده كما يحلق النجم في العلم ، وفي النهاية
يصل النجم إلى درجة مؤسية من التهاوي عندما يكون النجم هو الإنسان مستلب الرداء ، ويا لها من فاجعة!

النص جيد وغني عن الوصف أخي الحبيب وإن كنت أرى أنه في مناطق معينة كان فيه تكلف الصورة
وكان بعض التداعي محدثًا انقطاعًا عن الجو العام للنص وربما أحدث انتقالات بحاجة إلى إعادة النظر
في الكيفية التي تصاغ بها ، نعم هناك خط عام ينتظم القصيدة كلها ، إلا أن بعض العناصر كالنهاية مثلاً
جاءت وكأنها تشي عن حالة من الإرهاق والرغبة في إنهاء القصيدة بشكل غير مفاجئ للقارئ ولكن
تطول حتى تنفصم عراها عن أول القصيدة .
ربما هذه هي نظرتي والتي أكون بحاجة إلى التمرس معها على النظر إلى النص من جوانب أخرى غير
البنية السطحية عسى أن يتمخض ذلك عن إضافة جديدة للقارئ والمبدع معًا في استجلاء كوامن النص.
وفقك الله ودمت مبدعًا على الدوام .
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 15-11-2010 الساعة 02:20 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس