عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 08-11-2009, 07:50 AM   #476
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

يتسم النص الماثل بين يدينا بقدر كبير من القدرة على الاختزال ، وإحداث العديد من المفارقات على صعيد الصورة للوصول إلى الحالة المراد إشعار القارئ بها ، وتبرز في السطر الأول والثاني أداتا أو حرفا الجر من ، بين ليعبرا عما يمكن تشبيهه بالاستنقاذ أو الاستخراج ‘ إذ يبدو أن من وراء الوقت وبين طيات الغياب يختفي شيء ما يستدعي البحث والتفتبيش .
كان الوقت مشبهًا بالجدار ذلك الذي يحول دون اللقاء والحنين وكان استخدام جملة وراء الوقت وحضور ظرف المكان وراء وما يشير إلى الزمان وهو الوقت مؤكدًا هذه الفكرة الممثلة في الغياب إذ أن أي شيء غائب له زمن غيابه ومكان اختبائه وليكون الغياب موغلاً في التحقق بما يستدعي البحث عنه .
ويأخذ السرد مجراه في الحديث عن هذا اللقاء ، الذي قد صار يومًا ما ذكرى واستحال إلى قائمة المدرجين على لائحة الغياب ، إذ تتعانق أنات الحنين وهذا التعبير ميّزه القدرة على تجسيد الحنين وإعطائه صورة إنسانية ممثلة في التعانق ، ولعل هذا التعبير يوحي كذلك بالوحدة التي تتألف منها مكونات الجزء الواحد إذ تغدو الأنات كائنات شبه بشرية تتعانق وقد تكون هذه الأنات أنات مفردة لفرد واحد قد استعصى عليها انفصام العرى وعز على كل منها الاستغناء بنفسه فراحت تعانق بعضها بعضًا إذ يوحي التعبير بأن هذه الأنة هي كالإنسان الذي ليس له إلا أن يتواصل مع غيره .
في الوقت الذي يحتمل التعبير معنى آخر وهو أن تكون هذه الأنات أنات أكثر من شخص فتتعانق كما يتعانقون هم أو يتعانقان هما.
وإذا كانت الفكرة تتمحور حول إنسانية معنى الغياب فإن أنسنة هذه المكونات تمضي حتى تجد المبدعة أن حالةالعناق قد اتخذت شكلاً أكثر إنسانية حينما تتجسد الحروف هي الأخرى إنسانًا يتربع في حضن المسافة ، ذلك التصوير الذي يعبر عن الغياب غياب بأشمل معانيه ، غياب للإنسان ..غياب للفكر ..غياب لمكونات هذه النفس وقد أكد هذا المعنى التعبير تتعلم النطق من جديد .
إننا إزاء حالة إنسانية فريدة إذ تغدو الحروف هي الأخرى مخلوقات بشرية تريد الاجتماع مرة أخرى ليتكون هذا المخلوق السامي المسمى بالكلمة ، ذلك الكائن الذي إذا غاب غدت الحياة على سطح كوكب الفكر مقفرة .
بعد ذلك نجد مبدعتنا العزيزة قد انتقلت للتحدث على لسان هذه الأحرف وربما تكن قد انتقلت إلى مرحلة التحدث بضمير الجماعة البشرية بعد أن بدأت الحديث بإسقاط معاني الغياب على غير الإنسان للتخفيف من وقع أثر الغياب ، موجهة الحديث إليه اعتمادًا على ما تقدم البوح به ليكون الإنسان هو المقصود بالفكرة بدلاً من هذه الحروف في الأسطر :


أي رهبة هذه التي تملكتنا
..

وأي صمت هذا الذي بعثر لهفتنا..!

وكان السِباق بين صدى أنفاسنا وبين الشوق المكدس في صدرونا







وفي السطر الثالث تبدو مبدعتنا العزيزة وهي تنعي أثر هذا الغياب ، إذ أنه غياب لشيء آخر ، هو الحب .وقد برهنت عليه


من خلال السؤالين الاستنكاريين أي رهبة ، أي صمت واستخدام الفعلين الماضيين جاء ليعبر عن حالة مضارعة بينما مجيء السباق


بين صدى الأنفاس والشوق المكدس تعبيرًا عن ماضٍ بعيد المنال صعب الرجوع حينما يكون مسبوقًا بالفعل الناسخ كان . التعبيران صدى


الأنفاس والشوق المتكدس عبّرا بشكل كبير عن هذه المعنى السامي للحب إذ هو وصف معنوي لا مادية فيه وهذا يجعل لأثر الغياب معنى

أكثر صدمة وأسفًا
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس