عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-11-2008, 07:03 AM   #3
olaegy
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
إفتراضي


حرارة كانت تعرفها جيدا ولكنها نسيتها من سنوات , وتشتعل جذوة العاطفة في صدرها , ولكنها رغم ذلك كانت قد افتقرت إلى لغة التخاطب مع الجنس الآخر , وما لبثت أن تسرب اليأس إليها رويدا رويدا حتى انتبهت إلى أن أي محاولة تجاه الجنس الآخر لن تجني منها إلا أن توصم بأنها العجوز المتصابية الحمقاء , ثم دققت النظر في المرآة فشعرت أن المرآة رجعت هي الأخرى في رأيها , وأن وجهها قد امتلأ شحوبا وتجاعيد , بل إن المرآة تكاد تخرج لها لسانها , وهكذا شيئا فشيئا حتى قنعت بأن لها دورا واحدا في الحياة وهو أن تقبع خلف نافذتها ترقب المارة ذهابا وإيابا !! .

ومن حين لآخر تستيقظ جذوة خمدت فتتلفت يمينا ويسارا خلف نافذتها , ويرشح لها شيطانها أحد هؤلاء , ولكنها تخشى الفضيحة , ليست فضيحتها هي , ولكن فضيحة إخوتها الرجال , وهم سادة وكبار البلد , فأما الزواج فلا مجال لذكره أو التفكير فيه !! . وهكذا ظلت أياما وشهورا خلف نافذتها ترقب الرائح والغادي , وهي في هذا وذاك تتحول إلى قناص متربص , ومن هو الضحية ؟!! .... إن ذلك هو أعجب ما في الأمر , هل وجدتم صيادا يخشى الفريسة , أجل , هي تخشى الرجال , تخشى غدرهم , أما الحلال فقد ضرب بينها وبينه حجاب ظاهره الرحمة وباطنه العذاب , , وأما الحرام فلسان حال المجتمع يقول لها في حياء : لا بأس , ولكن إذا بليتم فاستتروا!!
وحتى الستر , هي لا تأمن فيه هؤلاء الرجال !!
__________________

olaegy غير متصل