عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 19-11-2008, 07:07 AM   #6
olaegy
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2007
المشاركات: 34
إفتراضي


قصة أخرى لأرملة شابة تركها زوجها وهي في منتصف العشرينات من عمرها عاشت كل لحظات الأسى والحزن على فقد الحبيب المخلص الوفي , وقررت أن لا تنكشف على رجل غيره مهما كانت الظروف , وقاومت كل الضغوط العائلية والإجتماعية عليها لتتزوج , وقاومت كل محاولات التعرض والتحرش , وتعلمت كيف تصد أيدي الرجال الطامعين وكيف تتحاشى عيونهم , واكتفت بأن تعيش لتريبية ابنها الوحيد. لقد عانت ليال سوداء كانت فيها وحيدة تجتر أحزانها وذكرياتها مع الحبيب الغائب , وتقاوم في ذات الوقت احتياجاتها العاطفية والجسدية , وكانت راضية بكل هذا , ما دامت مع ابنها الذي هو امتداد لزوجها المفقود الحاضر في ذات الوقت . وتركزت كل مشاعرها في ابنها , ولم تسمح لأحد من العائلة بأن يتدخل في تربيته , وقامت بدور الأب والأم معا , حتى كبر ابنها , ولكنها صدمت منه حين سمعته بالصدفة يشكو لأحد أصدقائه بأن أمه تخنقه بمتابعتها له واهتمامها الزائد به , وأنه يفكر في العمل بإحدى دول الخليج حتى يهرب منها ومن متابعتها , وأنه حين يتزوج سينتقل إلى أبعد مكان ممكن حتى لا تنغص عليه حياته بتحكماتها , لأن زوجته لن تقبل بما تفعله . هنا شعرت الأم بالأرض تضيع من تحت أقدامها , فلم تتخيل يوما إن تفرغها لرعاية ابنها سيتحول إلى شئ يخنق أحب مخلوق لديها , ولكنها حتى بعد هذا الموقف , لم تستطع التوقف عن غمره بمشاعرها الفيّاضة , فذلك شئ أصبح خارج عن إرادتها , إذ ليس لها في الحياة ما تهتم به غيره أو تحبه سواه , وهكذا أدركت بعد فوات الأوان أنها تورطت بكل مشاعرها في حب الإبن الوحيد حتى صار كل أمله الخلاص من قيود هذا الحب الخانق , وتذكرت كلمات أحد الأطباء لها حين حذرها من توجيه كل مشاعرها نحو ابنها وخطورة ذلك عليه وعليها , وتذكرت أيضا كلمات عائلتها وعائلة زوجها بأنها دللت ابنها أكثر من اللازم حتى أصبح أنانيا لا يحب إلا نفسه ونرجسيا لا يرى إلا ذاته , وتألمت لما وصل إليه ابنها من قسوة تجاهها على الرغم من كل ما بذلته من أجله ...... يكفي أنه لا يحضر لها هدية في عيد الأم كما يفعل سائر الأبناء مع أمهاتهم , فهو لا يدرك معاناتها , ولا يهتم بآلامها , ودائما يطالبها بتحقيق مايريد , وهو يريد كل شئ , ويشعر في النهاية بأنها حرمته من كل شئ !!!.... أي جحود هذا ؟ .... وأي قسوة هذه ؟ ..... ولكنه في النهاية ابنها ... حبيبها !!!.
__________________

olaegy غير متصل