عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-04-2008, 10:31 PM   #5
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]عشرونَ قبراً صغيراً

كانتْ هناكَ امرأةٌ تحملُ -كلَ عامٍ- بطفلٍ
و لكنَّ أطفالها لم يكونوا يعيشونَ أكثرَ

مِن ستة أشهرٍ. في الغالبِ يموتونَ بعدَ ثلاثةِ
أو أربعةِ أشهر. تقيمُ الحِدادَ طويلاً

تقولُ: "أعاني مشاقَ الحملِ لتسعةِ أشهرٍ،
و لكنَ فرحي بهم يختفي أسرعَ

من قوسِ قزحٍ." عشرونَ طفلاً ذهبوا هكذا، و الحُمى
تقودهم نحوَ قبورِهم الصغيرة. في إحدى الليالي

ظفرتْ تلكَ المرأةُ برؤية. رأتْ مكانَ الحبِ غيرِ المشروطِ،
ادعهِ الجنةَ، أو مصدرَ

كلِ الجنانِ. العينُ المجردةُ لا تستطيعُ أن ترى ضوئَه غيرَ المرئي.
الشعلةُ، الزهرةُ الخضراء، كلُ هذه

ليست سوى مقارناتٍ كي يظفرَ أولئكَ المدهوشونَ بالحبِ
بمجردِ نفحة. المرأةُ

رأتْ جلالاً مطلقاً. أصابها السِكرُ من الرؤيةِ، سقطتْ إلى الأرض.
أولئكَ الذينَ وهبوها الرؤيةَ قالوا:

"وجبةُ الصبحِ هذهِ هيَ هبةُ أولئكَ الذينَ يستيقظونَ
بقلوبٍ مطمئنة. المصائبُ التي

لحقتْ بكِ أصابتكِ بسببِ تلكَ الأوقاتِ التي لم تلجأي بها."
"يا إلهي، هبني مزيداً من الأحزان.

مزقني إرباً، لو كان ذلكَ يؤدي إليك." قالتْ المرأةُ ذلك
و دخلتْ إلى الحضرة.

هناك؛ رأتْ جميعَ أطفالِها: "ضاعوا مني" صاحتْ بأعلى
صوتِها، "و لكنْ ليسَ منكَ يا الله."

بدونَ كلِ تلكَ الأحزانِ المبرحةِ لا يمكنُ للمرءِ أن يدخلَ الحظرة!



ترجمة: علي الزيبق


[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس