عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 04-04-2008, 10:34 PM   #7
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

[FRAME="11 70"]
حبةُ الحُمصِ للطباخ

حبةُ حمصٍ كادتْ أن تقفزَ فوقَ طرفِ قدرٍ
يُسخنُ حتى الغليان.

"لماذا أنتَ فاعلٌ هذا بي؟"

الطباخُ يُسقطها بمغرافهِ إلى قاعِ القدر:

"لا تحاولي أن تقفزي إلى الخارج.
تعتقدينَ أنني أُعذِبُكِ.
أنا أَهبُكِ الطَعم،
من أجلِ أن تختلطي بالتوابلِ و الأرزِ
و لتكونينَ لبّ حياةِ البشرِ و سرِها.

هل تتذكرينَ شربكِ للمطرِ في الحديقةِ،
كلُ ذلكَ كانَ من أجلِ لحظةٍ كهذه."

الجلالُ أولاً، ثمّ اللذةُ الجنسية،
ثمّ غليانُ حياةٍ جديدةٍ يبدأ،
و إذا بالخليلِ لديهِ ما يصلحُ للأكل.

في الآخرِ، حبةُ الحمصِ
ستقولُ للطباخِ:
"ارفعِ النارَ أكثر. احرقني.
اضربني بالملعقةِ و اهرسني بالمغراف.
لا أستطيعُ أن أصنعَ ذلك وحدي.

أنا فيلٌ هائلٌ يحلمُ بالحدائقِ
التي عاشَ فيها في هندستانَ و لا يلتفتُ
لقائِده. أنتَ طباخي و قائدي،
أنتَ دربي في الوجودِ؛ أعشقُ طبخَك."

الطباخُ يقول:
"كنتُ مرةً مثلكِ
طازجٌ من الحقلِ، و من ثمّ غليتُ مع الوقت،
و غليتُ في الجسد؛ مرتانِ من الغليّ الفائر.

روحي الحيوانيةُ غدتْ قويةً.
طوعتُها بالدُربةِ،
و غليتُ أكثر، و غليتُ
بعدَ ذلكَ أكثر،
و بعدَ ذلكَ صرتُ أستاذاً لك."


ترجمة: علي الزيبق
[/FRAME]
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس