عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 09-01-2020, 10:55 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,949
إفتراضي

هنا القائل يفهم فقد رد الناس إلى وحى الله فى المسائل الكلامية
ثم أورد التالى:
"قال: وسمعت عبد الرحمن بن محمد بن حامد السلمي، سمعت محمد بن عقيل بن الأزهر الفقيه يقول جاء رجل إلى المزني، فسأله عن شيء من الكلام، فقال: إني أكره هذا، بل أنهى عنه، كما نهى عنه الشافعي، ولقد سمعت الشافعي يقول: (سئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال مالك: محال أن يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد، والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله) فما عصم به الدم والمال فهو حقيقة التوحيد) "
الخطأ قتال الناس حتى يسلموا وهو ما يخالف أن لا إكراه فى الإسلام لقوله "لا إكراه فى الدين "وقتال الناس حتى يسلموا إكراه كما أن الله فرض الجزية على من يستسلم من أهل الكتاب لنا بعد الحرب وفى هذا قال تعالى "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يأتوا الجزية عن يد وهم صاغرون "كما أن الله فرض قتال المعتدين فقط الذين يقاتلوننا فى الدين أو يخرجونا من ديارنا أو يظاهروا غيرهم علينا وفى هذا قال "إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ".
ثم روى التالى:
"قال: وأخبرنا أبو أحمد بن سعيد العسكري فيما كتب إلي قال: سمعت أبا بكر الرفاء، حدثنا محمد بن عيسى السلمي قال: سمعت أحمد بن الوزير القاضي، يقول: قلت لأبي عمر الضرير: الرجل يتعلم شيئا من الكلام يرد به على أهل الجهل، فقال: (الكلام كله جهل، لا تتعلم الجهل، فإنك كلما كنت بالجهل أعلم كنت [بالعلم] أجهل)"
اعتبار علم الكلام كله جهل هو من الجهل لأن من ردوا على المتكلمين الأخرين بكلام الله لا يمكن أن يكون كلامهم جهل
ثم ذكر الرجل الروايات التالية:
"قال: وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر الفقيه الرازي رحمه الله، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سمعت الربيع بن سليمان قال: قال لي الشافعي: (لو أردت أن أصنع على كل مخالف لي كتابا كبيرا لفعلت، ولكن الكلام ليس من شأني، ولا أحب أن ينسب إلي منه شيء) .
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: وقال المزني: (كان الشافعي يكره الخوض في الكلام) ."
هذا الكلام عن عدم الرد على المخالفين للحق هو كتم للعلم وهو أمر لا يمكن أن يقوله فقيه
ثم روى المقرىء التالى:
"قال: وأخبرنا أبو الحسن، حدثنا ابن أبي حاتم، حدثنا أبي، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: قلت للشافعي: يا أبا عبد الله ما كان يقول فيه صاحبنا: أريد الليث - يعني ابن سعد قال: كان يقول: (إن رأيته يمشي على الماء -يعني صاحب الكلام- فلا تثق به، ولا تعبأ به، ولا تكلمه) قال الشافعي: (فإنه والله قد قصر) ."
النهى عن كلام المتكلم هو دليل خوف والعالم يرد على أيا كان حتى يظهر الخق وأما تركه بلا كلام فإنه سيكلم الغير ويضحك عليهم إن كان يبث كلاما باطلا والأفضل هو كلامه لإثبات الأخطاء عنده
ثم ذكر القول التالى :
"قال: وسمعت أبا بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي يقول: سمعت أبا جعفر الفرغاني يقول: سمعت الجنيد يقول: (أقل ما في الكلام سقط هيبة الرب من القلب، والقلب إذا عري عن الهيبة من الله فقد عري من الإيمان) .
الجنيد من الصوفية الذين خاضوا فى الكلام فقالوا الكفر فى قصائدهم وكتبهم ومن أقوال الجنيد التى يتكلم فيها بألفاظ أهل الكلام :
"التوحيدُ إفرادُ القدمِ من الحدث". وقال: "التوحيد: علمك وإقرارك بأن الله فرد في أزليته، لا ثاني معه، ولا شيء يفعل فعله"، وسُئل الجنيد عن التوحيد فقال: "إفراد الموحَّد بتحقيق وحدانيته بكمال أحديته: أنه الواحد، الذي لم يلد، ولم يولد، بنفي الأضداد، والأنداد، والأشباه، بلا تشبيه، ولا تكييف، ولا تصوير، ولا تمثيل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير""
فألفاظ القدم والحدث والأزلية والتكييف والتصوير هى من ألفاظ علم الكلام
ثم أورد الرواية التالية :
"قال: وأخبرنا أبو عمر بن محمد بن أبي منصور العمركي بسرخس، حدثنا محمد بن معاذ بن الفرج، حدثنا محمد بن إبراهيم الصايغ، حدثنا بشر بن الوليد قال: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: (العلم بالكلام والخصومة جهل، والجهل بالكلام والخصومة علم) "
والمتكلم هنا جاهل جعل العلم بالخصومة جهل وهى جملة مهناها أن المسلمين ومنهم الرسل (ص) كلهم جهلاء لأنهم اختصموا فى الله مع الكفار كما قال تعالى "هذان خصمان اختصموا فى ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤسهم الحميم يصهر به ما فى بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق إن الله يدخل الذين أمنوا وعملوا الصالحات جنات تجرى من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حريرا وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد"
ثم أورد التالى:
"قال: أخبرنا الحسن بن رشيق المصري إجازة، حدثنا محمد بن إبراهيم الأنماطي، وعبيد الله بن إبراهيم العمري قالا: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال: سمعت الشافعي يقول: (حكمي في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد، ويحملوا على الإبل، ويطاف بهم في العشائر والقبائل، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام) ."
وضرب المتكلمين هنا من الشافعى يناقض أنه طالب فقط بالبعد عنهم فى القول التالى:
"قال: وسمعت محمد بن محمد بن داود، سمعت ابن أبي حاتم، قال الربيع بن سليمان: نزل الشافعي من الدرج وقوم في المجلس يتكلمون في شيء من الكلام، فصاح عليهم وقال: (إما أن تجاورونا بخير، وإما أن تقوموا عنا) ."
وأورد الرجل عن الشافعى أن أهل الكلام لا يفلحون فروى التالى:
طقال: وقال زكريا بن يحيى الساجي، عن أبي ثور قال: قلت للشافعي: ضع في الكلام شيئا قال، قال: (من تزيا بالكلام فلا أفلح) .
قال: وأخبرني أحمد إجازة، حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن دينار، حدثنا الربيع بن سليمان قال: قال الشافعي: (ما رأيت أحدا ارتدى بالكلام فأفلح) ."
ثم أورد روايات تنهى عن النظر فى علم الكلام فقال:
قال الإمام أبو الفضل: وأخبرني أبو الحسين بن أحمد بن فارس بن زكريا إجازة قال: سمعت عبد الرحمن بن حمدان، سمعت هلال بن العلاء الرقي يقول: لما خرجت إلى البصرة في طلب الحديث كتب إلي أبي: (يا بني اكتب الحديث، وإياك والنظر في الكلام، فإن هشيما حدثني أن معاوية بن قرة أوصى إياسا ابنه فقال: يا بني إياك والنظر في الكلام، فإن الناظر في الكلام كالناظر في عين الشمس، كلما ازداد بصيرة ازداد تحيرا) .
قال: وأخبرني أحمد إجازة، قال: حدثني أبو بكر محمد بن يحيى، حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب عن عمر بن الأشج قال: قال عمر رضي الله عنه: (سيأتي قوم يجادلونكم بشبهات من القرآن، فخذوهم بالسنن، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله) .
هذا ما انتخبه الإمام أبو الفضل المقرئ من رد أبي عبد الرحمن السلمي على أصحاب الكلام.
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس