عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 29-11-2006, 06:22 PM   #42
صلاح الدين
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: تونس ثورة الأحرار
المشاركات: 4,198
Smile

إقتباس:
لا تدهش لسخافة سؤالي … فأنا أضعت ( أنا ) … وجئتك أبحث عنها … عن ( انا ) … عن ذاتي … ليقيني أني لن أجد نفسي الحقيقية إلا لديك … فأنت أصولي … وجذوري … فأعماقك هي صندوقي الذي أخبئ فيه كل ما أخشى علية من الأيام … وذات يوم خبأت نفسي الحقيقية فيك … نفسي التي تشبهك وتشبهني … وغادرت بالنفس الأخرى … التي تشبههم ولا تمت لك أو لي بصلة .
كنت سعيدة بهذه النفس … لقدرتها الفائقة على التأقلم مع عالمهم التافه … وأجدت دوري ببراعة … وكثيراً ما صفقت لنفسي بيني وبين نفسي .
إطلاقا ...سؤالكِ في غاية الجوهر ...و وعيكِ بقيمة إعترافاتكِ [ فأنا أضعت ( أنا) ] الخطوة الأولى للعثور على الفردوس المفقود ...أنا أصولكِ ...و جذوركِ ...أي نعم على رأي الحكيم السابق الذكر ، و لكن لي خارطة ذاتكِ و نفسك ِ الحقيقية التي تنشدين و ليست هي بالتحديد ...!!!
خارطة الطريق إلى الفردوس و ليس الفردوس المنشود ...فهو في مكان آخر ...!!!
إقتباس:
لكنني الآن … أشتاق إلى نفسي الحقيقية … تلك النفس التي خبأتها فيك … فجئتك وفي داخلي رعب الدنيا كله … أن تكون قد فتحت لها أعماقك ذات ليلة باردة و أطلقت سراحها منك …
ترى … هل ما زلت تحتفظ بي ؟ هل ما زلت تحتفظ بالنسخة الأصلية لملامحي ؟ .
لا تخافي و لا تحزني ...هي في مكان أمين ...و شوقها إليكِ أعظم من شوقكِ إليها ...ألستِ أنتِ التي فرطتِ فيها ؟!!!... بالرغم من تحذيراتي المتكررة لك ِ بألا تفعلي ذلك !!!... على كل ، لا أنكر أني تسلمتها منكِ و قد أرجعتها إلى مكانها الصحيح و هي بإنتظاركِ ...و لكنها غضبتْ آخر مرة عندما تخليتِ عنها و اشترطتْ عليكِ الكثير من التضحيات و القرابين كي تعود إليك ِ ,,, فهي حقا لا تلدغ من جحر واحد مرتين ...!!!
إقتباس:
أشتاق لملامحي القديمة … فهل سأراها في مرآتك ؟ خدعتني مراياهم كثيراً يا سيدي … منحتني وجهاً ليس وجهي … وجسدا ليس جسدي … وأحلاما ليست أحلامي … تضخمت في أعينهم في الوقت الذي كنت أتضاءل فيه في عيني …
وسافرت … سافرت في كل القلوب … وكنت أترك في كل قلب حلماً ناقص النمو … وأرحل … أغادر أعماقهم متسللة كاللصوص … وأحرص حرصاً تاماً على أن لا تبقى فردة الحذاء الذهبي خلفي كي لا تعيدهم إلى عالمي الذي لا يتسع إلا لك …
أرحل بحثاً عن حكاية جديدة … حكاية مختلفة في فصولها وطقوسها وتضاريسها … لكنني اكتشفت أن الحكايات تتشابه … وان الفصول تتشابه … والتضاريس تتشابه … إلا الإحساس … وحده الإحساس يا سيدي يبقى مختلفاً كبصمات الأنامل …
فعشت سنوات أبحث عن ذلك الإحساس المختلف … لكن ذلك الإحساس لم يأت بعد … وربما لن يأتي أبدا … وهنا تكمن مرارة اليقين … اليقين بأن القادم لن يكون أفضل ولن يكون اجمل ولن يكون مختلفاً … وان وحدك الشيء المختلف الذي لا يشبهه في قلبي أو حلمي أو خيالي شئ …
فيا سيدي الوطن … ويا وطني السيد … نمت عميقا … نمت طويلاً … واستيقظت بالأمس … ولا أعلم لماذا استيقظت … وأي صرخة قاسية للواقع أيقظتني وزلزلت أحلامي … وإذا بالوجوه ليست الوجوه … وإذا الأصوات ليست هي الأصوات … وإذا الأماكن ليست هي الأماكن … ولا الأحلام ليست هي أحلامي … ولا الزمان هو زماني … ولا أنا التي يعرفونها … هي انا التي اعرفها انا … وتعرفها أنت …
فجأة … شعرت يا سيدي بأنني خارج نطاق الزمان والمكان والأحلام … وبأن أحلامي كانت ضرباً من الوهم والجنون والشقاء والغباء …
ياه ...يا للحزن الساكنِ فيك يا سيدتي ...لقد خسرتِ كثيرا ...حتى أضحيتِ لا تعرفين نفسكِ و لا هي تعرفكِ ...فقدتِ توازنك العام ...أراك في أزمة ...خلتُها في البداية ظرفية و لكن أصبحتُ اخشى أن تتحول إلى أزمة هيكلية .. الظاهر أنكِ قد عاشرتِ شرذمة من سقط المتاع ...بلدوا فيكِ الإحساس بالخير و الحق و الجمال... أشعر أنك اشرعتك محطمة ...و لكن أتوسم الخير في ثنايا الأسطر ...فها أنتِ تنشدينني لأول مرة ...الوطن : و ما أدراك ما الوطن ...المرآة الصحيحة و ما أدراك ما المرآة ...و لكن أحذركِ من المشهد الأول الذي سترين فيه نفسكِ في مرآتي الصقيلة ...
ستفزعين و لكن لا تهربي ...فما رأيتِ إلا نفسكِ الحالية ...!!!
و سأكون لك رفيقا صحيحا قبل البدء في طريق البحث عن الكنز ...و دليلا صادقا لكِ لا أرجو منكِ جزاء لا شكورا ... فقط أعينيني على نفسك بكثرة السجود ...و برد التسليم و الإنقياد ...
و لا تسأليني عن أشياء حتى يأتي وقت توضيحها ؟!!!
فهل تراكِ توافقين ...؟!!!
إقتباس:
فذات يوم يا سيدي كنت سيدة الحلم في عالم بنفسجي اللون … مخملي الملمس …
ذات يوم … كانت لدي قدرة الحلم بالمستحيل الجميل … فحلمت بما لم تحلم به أنثى قبلي …
ما رست كل أنواع الأحلام المستحيلة يا سيدي … تضخمت بالأحلام قد استطاعتي … ولم أدرك إلا بعد فوات الأوان … إن للأحلام عملة تدفع من رصيد العمر … فما ابهظ ثمن الأحلام يا سيدي …
فيا سيدي الحلم … هل تعلم انك الحلم الذي دفعت ثمنه من رصيد سنواتي … و أعلنت إفلاسي من الألم والأحلام بعدك … وكل الأحلام التي عشتها بعد رحيلك كانت بلا ثمن …
فهل أدركت الآن من أنت ؟؟ من تكون ؟؟ وأين موقعك فوق خارطة قلبي ؟؟ وما حجم وجودك فوق خارطة أحلامي ؟؟
المرسلة: امرأة حالمة
منقول
لقد بدأتِ متسائلة حول من تكونين أنتِ ....و أنهيتِ من أكون (أنا ) ...!!!
هذا مشجع جدا لبداية رحلة البحث عن ( النسخة الأصلية منكِ ( أنا ) ) ...!!!
أتذكر جيدا قسمات وجهك الصبوح ...المؤمن بالحياة ...و القيم الرقيقة العذبة ...أتذكر كفاحك من أجل الإنسان ...من أجل الحرية ...و المشاعية ...و الجمال ...أتذكر صولاتك في حلبات الفكر النبيل ...جولاتكِ في ميادين التحرير أذكرها ...!!!
الرفيق قبل الطريق يا سيدتي ...و أنا الرفيق و أنا الطريق و لكن لي نواميسي و طقوسي ...!!!
بل ، أنا الوطن و الموطن و الوكر و العش ...فهلا غرستِ ساقيك ِ في و تنشقت هوائي العليل و مرحت ِ مع أطياري... ولكن إياكِ ، ثم إياكِ أن تستبدليني بغيري ...!!!
أنا الحلم الذي يتحقق دائما ...فهلا عرفتِ قدري ؟!!!
المجيب : رجل واقعي .
غير منقول
صلاح الدين غير متصل   الرد مع إقتباس