عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 28-12-2018, 11:47 AM   #3
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,964
إفتراضي تفسير سورة محمد

"يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم "المعنى يا أيها الذين صدقوا اتبعوا حكم الله أى اتبعوا حكم النبى (ص)ولا تخسروا أجور أفعالكم ،يطلب الله من الذين آمنوا أى صدقوا وحى الله التالى بقوله:أطيعوا الله أى اتبعوا الحكم المنزل من الله مصداق لقوله بسورة البقرة "اتبعوا ما أنزل الله"وفسر هذا بقوله وأطيعوا الرسول أى اتبعوا الحكم المنزل على النبى (ص)من الله ولا تبطلوا أعمالكم أى ولا تخسروا أجور أفعالكم بدخول النار والخطاب وما قبله للمؤمنين وما بعده وما بعده
"إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر لهم "المعنى إن الذين كذبوا أى بعدوا عن دين الله ثم هلكوا وهم مكذبين فلن يرحمهم الله ،يبين الله للمؤمنين أن الذين كفروا أى كذبوا حكم الله وفسرهم بأنهم صدوا عن سبيل الله أى بعدوا عن طاعة دين الله ثم ماتوا وهم كفار والمراد ثم توفوا وهم مكذبون بحكم الله فلن يغفر الله لهم والمراد فلن يرحمهم الله فى الآخرة أى سيدخلهم النار .
"فلا تهنوا وتحزنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم "المعنى فلا تضعفوا أى تخافوا وتنادوا إلى الكف وأنتم المنتصرون والله ناصركم ولن يحبط أجوركم،يطلب الله من المؤمنين ألا يهنوا والمراد ألا يضعفوا عن القتال وفسر هذا بقوله لا تحزنوا أى لا تخشوا أذى الكفار وتدعوا إلى السلم والمراد وتميلوا إلى طلب عدم القتال وأنتم الأعلون أى المنتصرون وهذا يعنى حرمة طلب السلام عند النصر من المسلمين فالطلب يأتى من المنهزم وليس من المنتصر والله معكم أى والرب ناصركم على عدوكم ولن يتركم أعمالكم والمراد ولن يبطل أفعالكم والمراد ولن يضيع الله ثواب أفعالكم .
"إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم ولا يسئلكم أموالكم "المعنى قال الكفار إنما المعيشة الأولى عبث أى تمتع وإن تصدقوا وتطيعوا يعطكم ثوابكم ولا يطالبكم بمنافعكم ،يبين الله للمؤمنين أن الكفار قالوا لبعضهم :إنما الحياة الدنيا لعب أى لهو والمراد إنما المعيشة الأولى تمتع أى عبث ويبين للمنافقين أنهم إن يؤمنوا ويتقوا والمراد إن يصدقوا ويطيعوا حكم الله يؤتكم أجوركم والمراد يدخلكم ثوابكم وهو الجنة ولا يسئلكم أموالكم والمراد ولا يطالبكم بإنفاق أموالكم كلها فى الجهاد فهو يطلب إبقاء مال لمعيشة الأسرة والخطاب حتى لهو للمؤمنين ومحذوف أوله وهو قال الكفار وما بعده خطاب للمنافقين وما بعده .
"إن يسئلكموها فيحفكم تبخلوا ويخرج أضغانكم "المعنى إن يطالبكموها فيكرر لكم تمنعوا ويظهر أحقادكم ،يبين الله للمنافقين أن النبى (ص)إن يسألهم والمراد إن يطالبهم بأموالهم فيحفهم أى فيكرر طلبه لهم يبخلوا أى يمنعوا المال عنه والله يخرج أضغانهم والمراد يظهر أحقادهم فى الوحى حتى يعلم المؤمنين بها .
"ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا فى سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه والله الغنى وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم "المعنى ها أنتم هؤلاء تنادون لتصرفوا فى نصر الله فمنكم من يمنع ومن يمنع فإنما يعاقب نفسه والرب الرزاق وأنتم المحتاجون وإن تعرضوا يخلق ناسا سواكم ثم لا يكونوا أشباهكم ،يخاطب الله المؤمنين فيقول :ها أنتم هؤلاء تدعون أى تنادون لتنفقوا فى سبيل الله أى لتعطوا أموالكم لنصر دين الله فمنكم من يبخل أى يمنع المال عن الجهاد ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه والمراد ومن يمنع المال فإنما يعاقب نفسه بمنعه بالنار والله الغنى أى صاحب الرزق وأنتم الفقراء أى المحتاجون إلى رزق الله وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم والمراد وإن تكفروا يخلق ناسا سواكم ثم لا يكونوا أمثالكم أى ثم لا يصبحوا كفار أشباهكم
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس