عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 23-09-2020, 08:09 AM   #1
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,909
إفتراضي نقد كتاب أديان ومعتقدات ما قبل التاريخ


نقد كتاب أديان ومعتقدات ما قبل التاريخ
الكتاب تأليف خزعل الماجدى والرجل من خلال عناوين كتبه لا يبدو مسلما وهو من العراق والمنشور عنه فى بعض المواقع أنه ملحد ويبدو أن كتابه يخلو من ذكر كلمة الله أو أى آية قرآنية أو حتى كلمة الإسلام والنظرية التى يعتنقها وهى تطور الأديان هى نظرية منافية للإسلام فلا يوجد آدم (ص) ولا وحى والإنسان كان قردا إلى أخر تلك الخرافات التى ليس عليه أى برهان حتى أن صاحب نظرية التطور نفسه هدمها فى كتابه نفسه لعدم وجود أدلة وقد اعترف هو عشرات المرات بجهله وعشرات المرات اعترف بأن السجل الأحفورى أى الجيولوجى يعانى نقصا هائلا مما يجعل النظرية فى مهب الريح
الماجدى فى كتابه هذا يتكلم عن أديان ما يسميه قبل التاريخ فيقول:
"ولاشك أن أول خطوة فى هذا المشروع ستكون مخصصة أديان وعقائد ما قبل التاريخ تلك الفترة الممتدة منذ نصف مليون سنة وإلى ما يقرب من ثلاثة ألاف سنة قبل الميلاد وهى كما نرى فترة استغرقت أكثر من99%من حياة الإنسان الواعية ولا تبدو الخمسة آلاف سنة التى تلتها إلا وهلة صغيرة"ص 10
والرجل هنا يحدد التواريخ نصف مليون سنة وإلى ما يقرب من ثلاثة ألاف سنة قبل الميلاد وكأنه عاش كل هذا وهو أمر لم يشاهده لا هو ولا غيره وهو ما يعنى أنه شاهد لم ير شيئا
ومع هذا الكلام عن التواريخ نجد أنه صنع جدولين ولم يقدر على تحديد سنوات تلم الثقافات أو الحضارات ولكنه يكتب كما كتب تواريخ تقريبية وهى:
ثقافة ما قبل الفخار عدد سنواتها 1800 الفترة الزمنية التقريبية 8000-6200 ق م
ثقافة جرمو عدد سنواتها 200الفترة الزمنية التقريبية 6200 -6000ق م
ثقافة الصوان عدد سنواتها 200 الفترة الزمنية التقريبية 6000-5800 ق م
ثقافة حسونة عدد سنواتها 700 الفترة الزمنية التقريبية 5800-5100 ق م
ثقافة سامراء عدد سنواتها 200 الفترة الزمنية التقريبية 5100-4900 ق م"ص
"ثقافة حلف عدد سنواتها 600الفترة الزمنية التقريبية 4900- 4300ق م
ثقافة أريدو عدد سنواتها 300 الفترة الزمنية التقريبية 4300- 4000ق م
ثقافة العبيدعدد سنواتها500 الفترة الزمنية التقريبية 4000- 3500ق م
ثقافة الوركاء الأولى عدد سنواتها 400الفترة الزمنية التقريبية 3500- 3100ق م"ص
ويعترف الماجدى بعدم قدرته على تحديد بداية عصر الأيوليت المزعوم وأن هناك من يختلف معه فى مدة هذا العصر بفاصل 30000 سنة فيقول:
"لا يمكن على وجه الدقة تحديد بداية الأيوليت ولكن يمكن تحديد نهايته التى تقترب من 500000أى قبل حوالى نصف مليون سنة وهناك من يرى أن هذا العصر استغرق حوالى من مائة ألف إلى مئتى ألف سنة " ص34
ويعترف بعدم استطاعته معرفة زمن ظهور الطقوس فى عصر الباليوليت فيقول:
" لا نستطيع حصر الزمن الذى ظهرت فيه الطقوس التى مارسها الإنسان فى الباليوليت لأول مرة ولكننا يمكن ان نشير بشىء من التميز إلى طقوس دينية جديدة ظهرت مع النيوليت وهى طقوس عبادة الآلهة الأم "ص170
كل هذه الاعترافات تذكرنا باعترافات دارون نفسه فى نظرية التطور أنه لا دليل عليها
الماجدى فى كتابه هذا الذى يستغرق حوالى مائة وسبعون صفحة أدلته على الأديان المزعومة هى رسوم فى الكهوف وتماثيل غير متقنة الصنع وأدوات غير متقنة
هل الرسوم والتماثيل والأدوات يمكن أن تدلنا على أى شىء متصل بأحكام اى دين ؟
لا يمكن أن نعرف أى دين إلا عن طريقين :
الأول الكتابة التى تعرفنا الحلال والحرام فيه وهى غير موجودة طبقا للماجدى
الثانى ممارسات الناس اليومية التى تدلنا على عقائدهم وأحكام تعاملهم وهؤلاء الناس ماتوا من ألاف السنوات ومن ثم لا يمكن معرفة شىء عن هذا الطريق
التماثيل تبدو أنها الشىء الوحيد الذى قد يدلنا على عبادة الأصنام ولكن صور تلك التماثيل المنشورة فى الكتاب لا يمكن الاستدلال منها إلا نادرا على تلك العبادة فكلها تماثيل يبدو أن من صنعوها أطفال وهى تذكرنا بما كان نصنعه ونحن صغار من أشكال طينية أيام الشتاء من طين الشارع أو عند ضرب الطوب اللبن ومن ثم لا نجد فى تلك التماثيل وكذلك الرسوم سوى خصائص رسوم الأطفال من عدم القدرة على إدارك البعد الثالث وهو ما يسمى التسطيح وكذلك تضخيم أعضاء وتصغير أعضاء أخرى
الغريب أن معظم إن لم يكن كل الرسوم فى الكهوف موجودة فى أوربا وكأن الناس لم يكونوا موجودين فى كل القارات
والأغرب أن الرسوم فى بعض الكهوف إما تدل على أن الإنسان كان متقدما جدا لأنه استطاع أن يرسم تلك الرسوم على بعد عشرات الأذرع من الأرض وهذا يحتاج لاختراع سلالم لم تكن موجودة فى ذلك الزمن على حد اعترافات كما أن بقاء تلك الألوان وخلطاتها تدل على معرفة متقدمة وإما تدل على أن أصحاب الرسوم هم أصحاب النظرية أنفسهم فهم من قاموا برسمها فى تلك الكهوف وزعموا اكتشافها فيما بعد للتدليل على هذا الخبل وما يؤكد هذا وجود رسوم لكائنات يسمونها المنقرضة كالماموث وهى رسوم لا توجد فى أى كتب بشرية من قبل وهو شىء ليس مستغرب لوجود علماء أوربيين كثر قاموا بتزوير الكثير من الحفريات لإثبات نظريتهم ومنها فضيحة تسمى بيلتدون على حد ما أتذكر
تناول الماجدى انقسام العصور لتاريخية وغير تاريخية والسبب الكتابة فهى التى تبدأ بها العصور التاريخية فيقول:
"تسمى العصور الحجرية إجمالا بعصور ما قبل التاريخ ويفصل اختراع الكتابة بين عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية التى ظهرت فيها حضارات ومدنيات الإنسان الكبرى أما العصور الحجرية فتمثل أغلب حياة الإنسان على الأرض وتسودها الصناعات والأدوات الحجرية وتقدم لنا ملاجىء وكهوف وقبور ومدافن وبيوت وقرى ومدن الإنسان فى هذه العصور ما نحتاجه من أدوات وصناعات ورسوم ومنحوتات لنستدل بها على ثقافة الإنسان القديم فى عصور ما قبل التاريخ "ص26
وهو تقسيم يدل على خبل فى عقليات القوم فأول شىء علمه الله للإنسان وهو آدم(ص) كان الكتابة وفى هذا قال تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها"
الغريب فى أمر نظرية العصور الحجرية المزعومة أنها لا زالت موجودة فى عصرنا هذا مع كل التقدم المزعوم فى الآلات والأجهزة وإن كانت تراجعت فى كثير من البلاد فما زال من يعيشون فى الغابات يصنعون أطباقا من الخشب ودلو من الخشب وبراميل من الخشب ومنازل من الخشب وكانت أمهاتنا وجداتنا يملكون مكاحل حجرية وأدوات حجرية يوضع فيه زيت أو فتيل وأعتقد أن القبائل المنتشرة فى بلادنا لا زالت لديها تلك الأدوات خاصة عند أطبائهم
والأغرب أنه من نصف قرن تقريبا فى عهد رئيس الفيلبين ماركوس أخرج للوجود قبيلة من العصور البدائية للتدليل على صحة نظرية معينة وكان ذلك تزويرا فاضحا فى أيامها
وأخبرنا الماجدى بتقسيمات مجنونة لعلماء طبقات الأرض فالقوم قسموا شىء لم يروه ولم يشاهده أحد كما قال تعالى " ما أشهدتهم خلق السموات والأرض" فقال :
"درج العلماء على تقسيم تاريخ الأرض والحياة إلى أزمان كبرى تنقسم إلى عصور تصل إلى عشرات الملايين من السنوات ولكى نبسط هذه الأزمان نقول بصورة عامة إنها تنقسم إلى خمسة أزمان جيولوجية وبيولوجية فى نفس الوقت"ص15
ومن بين تلك العصور التى لم تسم سوى بأسماء أوربية خاصة مناطق انجلترا عصر قال فيه:
"ج- عائلة البشريات وقد تطور الإنسان فيها ومر بالمراحل التالية:
1-الإنسان القردى وهو البشر الذى عاش من 1.5 مليون سنة وأشهر أنواعه الإنسان الأفريقى إنسان بكين إنسان هايدلبرك
2-الإنسان المنتصب وهو البشر الذى عاش بين 700000-350000سنة وأشهر أنواعه إنسان جاوة بكين هايدلبرك
3- إنسان النياندرتال وهو البشر الذى عاش ضمن مجموعتين الأولى مبكرة فى الفترة غير الجديدة بين رس وفرم أما الثانية فمتطورة عاشت فى حدود50000 ق م وأشهر أنواعه إنسان شانيدر فى غرب أوروبا الإنسان الأفريقى إنسان فلسطين
4-الإنسان العاقل وهو الإنسان الذى يمثل المرحلة الأخيرة من التطور البشرى وربما ظهرت أنواعه مبكرة لكنه ظهر وساد الأرض فى العصر الحجرى القديم الأعلى أى بعد40000 ق م ومن اشهر أنواعه الكرومانيون "ص20
ماذا تلاحظون يا من تقرئون ؟
نفس أنواع الإنسان فى العصر القردى هى نفسها عدا واحد فى عصر الإنسان المنتصب
والأفريقى الذى كان فى القردى اختفى فى العصر المنتصب ثم عاد للظهور فى النياندرتال
تناقض لاشك فيه
الأغرب هو أنه لا يوجد نماذج عظمية تدل على الإنسان القردى ولا المنتصب ولا النياندرتال ولا غيرهم من مراحل التطور المزعومة فالهياكل العظمية الموجودة فى كل العالم هى نفس الهياكل فى كل العصور لا نجد هيكل مختلف إلا نادرا وهو موجود فى كل العصور وهو هياكل المعوقين حركيا
ويعيد الماجدى ذكر تلك الخرافة التطورية المزعومة حيث يد الإنسان كأرجل البط والدجاح ليس فيها إبهام ثم انفصل الإبهام عن باقى الأصابع والمخ حجمه قد كبر وموقع العينين تغير فيقول:
"كان العصر الحجرى السحيق الأيوليت مثل مفصل يفصل بين الإنسان الجنوبى القردى والإنسان الأول وقد كانت التطورات البيولوجية التى طرأت على شكل الإنسان آنذاك مثل حركة الإبهام وانفصاله عن حركة الأصابع وقدرته مسك واستخدام الأشياء وموقع العينيين القادر على النظر بوضوح وكبر الدماغ .. ص34
لا يوجد هيكل عظمى واحد من أى عصر يؤيد نظرية اليد المزعومة ولا كبر حجم الدماغ أو المخ فى عصر وصغره فى العصور قبله فلو قمنا لوزن أدمغة أو أمخاخ كل بشرى حاليا لوجدنا تفاوتا رهيبا فى الحجم والوزن فسنجد الكبير والمتوسط والصغير ولكنه ليس حجما واحدا ولا وزنا واحدا وإنما اختلاف واضح كما كان فى كل العصور
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس