عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 18-03-2021, 07:42 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 5,971
إفتراضي

وحين ما سألت عن تصرفها في بطل وبطلة القصة وما بينهم من العلاقة الرذيلة، قالت: "هما اللذان فعلا ذلك ولست أنا"."
ناقش المنجد هنا نقطة هامة وهى استخدام الحكى سواء فى روايات أو مسرحيات أو غير هذا فى الكلام عن الشهوة وهذه النقطة تحتاج لتوضيح فالكاتب او الكاتبة من حقهم استعمال هذا إذا كان للنهى عن الزنى وأما إذا كان لتزيين الفاحشة فمحرم
ثم قال :
{فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون} (79) سورة البقرة.
عباد الله، هذه الإيحاءات المغرية، التي تتردد هنا وهناك، وهذه التي تبث في أبنائنا وبناتنا، اعتداء صريح حتى على طفولة الأطفال، والله -عز وجل- قال: {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء} (النور: من الآية31). وهؤلاء يريدون الأطفال أنه يظهروا على عورات النساء، والله -عز وجل- أمرنا بأن نعلم الأولاد الأدب، وأن يستأذنوا ولا يهجموا على مخدع الأبوين، {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستاذنوا كما استاذن الذين من قبلهم} (59) سورة النور، وبين العلماء أن طفل إذا صار يميز بين النساء في درجات الجمال، ويلتفت إلى أشياء للكبار فإنه يجب على المرأة أن تحتجب منه ولو كان دون عشر سنين.
عباد الله، الذي يحدث اليوم من أنواع التصريح له آثار جد سيئة على طبقات الناس عموما، والمصيبة التعاظم والاستمرار لهذا العفن، والمنكر له قليل، وقد ذم الله بني إسرائيل لأنهم {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه} (79) سورة المائدة، لقد صارت قلة الاكتراث بما يجري من هذه الجهة مصيبة عظيمة، بل إن عبارات مثل للكبار فقط وفوق الثامنة عشر صارت جاذبة للصغار وأنواع الشباب إغراقا لهم في هذه المحرمات، وقد قال ربنا: {أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يامر بالفحشاء والمنكر} (النور: من الآية21)."

كلام المنجد هنا سليم ولكن يجب أن ننتبه إلى أن تعليم أولادنا أحكام الزنى واجب من خلال الألفاظ فالم تعلم ابنتها مثلا أنها إن قبلت رجلا غريبا أو احتصنته أو امسك عضوه .. فهذا حرام وكذلك الأب يعلم ابنه أن الحرام ان يقبل امرأة أو يدعك ثدييها أو يمسك بطنها ... فلا يمكن أن يتم التعليم إى بالذكر الصريح للأفعال المحرمة فلو قلنا مثلا أن الحرام هو إدخال المفتاح فى القفل فلن يفهم السامع أن التقبيل ودعك الأثداء والاحتضان وحتى إدخال العضو فى الخلف ... حرام ومن أجل هذا كثر فعل الزنى بسبب عدم هذا الشرح
ثم قال المنجد:
"أمرنا ربنا بغض البصر، وأمر النساء بالحجاب والستر، ومنعت الشريعة الاختلاط، وإجراءات كثيرة جدا لمنع ثوران الغرائز، وكتيبة النفاق، تريدها جاهلية وفحشا ودعارة وانحلالا في المجتمع، الانحلال هو المقصد، ولذلك يتنادون إلى قضية بث الاختلاط، ثم نشر صور الاختلاط، ثم صور النساء وهن حاسرات، تارة بأنه فريق فني، وأخرى بأنه فريق كروي، وهكذا يريدون إفساد المجتمع الذي قام على الكتاب والسنة، المجتمع المسلم الذي له عادات مأخوذة من الكتاب والسنة، لا يمكن أن تعجبهم المرأة المتحجبة من الأعلى إلى الأسفل، فلا بد من الإفساد، لا يقر لهم قرار والله، ولا يهدأ لهم بال، حتى يرون الفتاة تمسك بيد الفتى لتذهب إلى أبيها وتقول: هذا صديقي فماذا تقول؟!! ..
اعتداء على البراءة، وإشاعة الفاحشة وتلويث الفطرة، حتى رأينا الزنا والفاحشة في أبناء عشر سنين، فمن كان يتخيل أن تصل القضية إلى هذه الدرجة، يريدها الله تطهيرا، {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}، {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} (النور: من الآية31). (النور: من الآية30).
يريدها الله حفظا للأعراض، وسلامة لأمن المجتمع، يريدها الله -عز وجل- نقية تقية، {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما} (النساء:27).
فلا والله ما في العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقي اللحاء
اللهم إنا نسألك أن تجنبنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، طهر قلوبنا، وحصن فروجنا، وسدد ألسنتنا، وثبت على الحق أقدامنا، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم."

وما قاله المنجد هنا كلام سليم ثم حدثنا فقال :
"عباد الله، هنالك أمور تدعو الحاجة إلى بيانها، وآيات لله هي مرئية ومعلومة مشاهدة، يطيب التذكير بها، فما هو أسلوب القرآن والسنة في عرض مثل هذه القضايا الذي لا بد من ذكرها، فما يتعلق بالعورات، أو أحكام الجنابة، أو خصائص في النكاح ونحو ذلك، نجد أن كل ما يستقبح من التصريح به قد جيء به في معرض التعريض والكناية،
قال مجاهد: كانوا إذا ذكروا النكاح كنوا عنه.
انظروا إلى قوله تعالى: {أو لامستم النساء} (المائدة: من الآية6).
في معرض بيان حكم الشرعي المتعلق بالطهارة، وهذه قضية مهمة، قال المفسرون: كنى بالملامسة عن الجماع لأنه مما يستهجن التصريح به أو يستحى منه، {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} (البقرة: من الآية187).
قال ابن عباس: المباشرة والملامسة والمس جماع كله. ولكن الله عز وجل يكنى ما شاء بما شاء. رواه البيهقي بسند صحيح.
انظر إلى قوله تعالى: {فلما تغشاها حملت حملا خفيفا} (لأعراف: من الآية189).
قال القرطبي رحمه الله: هو كناية عن الوقاع.
وقال الزجاج: هذا أحسن كناية عن الجماع.
وهذا التعبير في القرآن والسنة تجده واضحا،
هناك حاجة لذكر تفصيلات في المحارم، وأنواع المحرمات في النكاح، قال الله تعالى: {وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم} (النساء: من الآية23).

عبر بالدخول، دخل يدخل، فعل عادي، لكن دلالة واضحة، والكناية هنا عن الجماع.
تأمل في قوله تعالى: {وكيف تاخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض} (النساء: من الآية21).
والإفضاء: هو الدخول إلى فضاء الشيء، هكذا في اللغة، أفضى، والله -عز وجل- يكني والمقصود واضح، والله حيي كريم.
وهكذا تجد مثلا في الآيات في شتى المناسبات، تأتي لتذكر العبارات التي هي في غاية الأدب، وتأمل قوله: {أو جاء أحد منكم من الغائط} (النساء: من الآية43).
ما هو الغائط؟ المكان المنخفض في اللغة، ولكنه أراد الأحداث الخارجة من المخرجين، فلما كان التصريح مستبشعا جاء بهذا التعريض، لأنه إذا أراد قضاء الحاجة التمس المكان المنخفض حتى لا يرى، وفي السنة كثير من هذا، وقد عبر النبي (ص) بالعسيلة تارة، وفي مناسبة أخرى قال: ((فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأتي أهله)).
فعبر بالإتيان، تأمل في قوله -عز وجل- {نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم} (البقرة: من الآية223).
فعبر بالحرث وهو الزرع، وهكذا الرفث.
وقد عقد أصحاب الحديث في كتبهم عناوين لهذا، واستخرج العلماء فوائد من هذا، وقد تطبع الصحابة نساء ورجالا بهذا الأدب القرآني والنبوي، فهذه زوجة عبد الله بن عمرو بن العاص التي زوج عمرو بن العاص ابنه منها، جاء الأب ليتعهد كنته، فيسألها عن بعلها، وكان عبد الله بن عمرو بن العاص معروفا بقوة العبادة والنشاط فيها حتى ربما أتى ذلك على نصيب أهله، فسألها عن زوجها فتقول: خير الرجال، لم يطا لنا فراشا ولم يفتش لنا كنفا منذ أتيناه. [أرادت بذلك الكناية وهذا من أدبها]، ثم تدخل الأب لإصلاح الموضوع.
وحتى أهل اللغة، تجدهم في كتبهم يعقدون فصولا للكناية اللطيفة عما يستقبح من ذكره ويستحيى، كما تجده في فقه اللغة للثعالبي، والمنتخب للجرجاني."

ما قاله الرجل عن الكناية يكون فى المجتمعات العامة وحتى عند اجتماع أفراد ألسرة أو الصحاب فى البيوت ولكن لا تنفع الكناية فى تعليم الأب لابنه ماهية الزنى ولا الأم ابنتها نفس الأمر فنحن نكتفى بالقول للبنت لا تدعى أحد يلمسك ولا نقول لأولادنا البنين لا تلمس امرأة وهى جمل لا تفيد شىء فى التعليم الحقيقى وبسبب تلك الجمل تحدث مصائب من بعض البنات عند الزواج لأنها تضع فى نفسها القول لا تدعى أحد يلمسك ومن ثم لابد من تفهيم البنات والبنين البالغين معنى الزنى بوضوح تام وعدم الاكتفاء بالعبارات العامة
ثم أنهى الرجل كلامه بالتالى:
"وهكذا يا عباد الله، فأين ما يحدث اليوم مما هو موجود من الكتاب والسنة، أين الأدب الرباني والنبوي من هذا العهر العالمي والفحش الدولي، وهذا السعي المحموم من المنافقين في نشر الانحلال في أنواع ومجالات وأصعدة في المجتمع.
اللهم طهر مجتمعاتنا من الرذيلة والفحش يا رب العالمين"

ومما ينبغى قوله أن المنجد غفل أو تناسى التالى :
ان السلطات الحاكمة هى أول من تنشر الفاحشة فى بلادنا فهى من تظهر الرجال والنساء على الشاشات وحتى من يسمونهم المشايخ والعلماء لا يتورعون عن ظهورهم بالصور والصور الحية ليلقوا دروسهم
ان الصحف والمجلات والمواقع على الشبكة العنكبوتية تصدر تحت سمع وبصر تلك السلطات وهى لا تقوم بشىء ضدها بل إنها هى من تمنحهم التصريحات لفعل ذلك وهى من تمنح شركات التجميل وأدواتها وغيرها ممن يشيعون الفاحشة التصاريح للعمل فى المجتمعات الحالية
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس