عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 06-06-2023, 07:34 AM   #2
رضا البطاوى
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2008
المشاركات: 6,011
إفتراضي

خفيت عنهم الحقيقة ، وغفلوا عن قدرة الله تعالى فسيقوا إلى تلك النهاية وما هي من الظالمين ببعيد ."
والحقيقة أن ما سماه الباحث حرية هو العبودية لله وليس الحرية التى يعرف الكل أنها اختيار بين أمور متعددة
وتحدث عن أن العلماء تحدثوا عن رفع الضرر فقالوا:
"ورفع المنهج الإسلامي الضرر والحرج في نصوصه وقعّد علماء الأصول لذلك قواعد تصلح للجميع زمانا ومكانا للمسلم وغيره مستنبطة من نصوص القرآن والسنة منها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله (ص) قال لا ضرر ولا ضرار من ضار ضاره الله ومن شاق شاق الله عليه ؛ هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه فرفع كل ضرر ومشقة في كافة المعاملات ، وأضحى كل فرد في الأمة مسئولا مسئولية كاملة عما يأتي من قبله من ضرر ومشقة تؤثر على من سواه كائنا من كان مسلما أو كافرا ما لم يبدأ بالضرر ؛ وهذه قناعة داخل ضمير المؤمن ودين يتعبد الله بها على المستوى الفردي والمؤسسي الخاص والعام ... وقد وردت هذه القاعدة وسواها من طرق متعددة
وتعدت هذه القاعدة الإنسان إلى غيره من الأحياء حتى النملة
قال أبو هريرة هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن النملة قرصت نبيا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح والبيهقي عن أبي هريرة"
وقاعدة تحريم كل ما فيه ضرر التى اخترعها الكفار تتناقض مع أحكام كثيرة مبنية على تحقق الضرر الأصغر منها للضرر الأكبر ومنها :
الجهاد فهو مظنة القتل والجرح وتدمير البيوت وغيرها وهى أضرار لا يمكن إنكارها وقد أباح الله التدمير أو عدم التدمير فقال :
"ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزى الفاسقين"
وقال :
" يخربون بيوتهم وبأيديهم وأيدى المؤمنين"

أحكام العقوبات كحكم القتل فقتل القاتل لا شك أنه ضرر وكذلك قطع يد السارق
وتحدث عن خضوع المسلمين لله وبين ثوابهم فقال :
"ربى(ص) أصحابه على الاعتماد على الله والعمل على إرضائه فهانت في أعينهم الدنيا فحرصوا على الآخرة فلم يتعمدوا إضرار أحد فبشروا بجزاء عملهم في ذلك اليوم في نعيم لايفني ولا يبيد ، كلما اشتهت النفس شيئا حصلت عليه بمجرد التمني فإذا قارن هذا النعيم المقيم بما في الدنيا من نعم هانت الدنيا وما فيها ، وأضحى يعمل فيها صالحا ليحصل على نتيجة هذا العمل في الآخرة ومن صور النعيم في الجنة لفئة من الناس أتقنوا العمل في الدنيا ما تضمنته الآية{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)} وحديث النبي صلى الله عليه وسلم { أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين على إثرهم كأشد كوكب إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض لكل امرئ منهم زوجتان كل واحدة منهما يرى مخ ساقها من وراء لحمها من الحسن يسبحون الله بكرة وعشيا لا يسقمون ولا يمتخطون ولا يبصقون آنيتهم الذهب والفضة وأمشاطهم الذهب وقود مجامرهم الألوة قال أبو اليمان يعني العود ورشحهم المسك وقال مجاهد الإبكار أول الفجر والعشي ميل الشمس إلى أن أراه تغرب } قال ابن حجر : وقد اشتمل ذلك على نفي جميع صفات النقص عنهم ولمسلم من حديث جابر يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك وكأنه مختصر مما أخرجه النسائي من حديث زيد بن أرقم قال جاء رجل من أهل الكتاب فقال يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون قال نعم أن أحدهم ليعطى قوة مائة رجل في الأكل والشرب والجماع قال الذي يأكل ويشرب تكون له الحاجة وليس في الجنة أذى قال تكون حاجة أحدهم رشحا يفيض من جلودهم كرشح المسك وسمى الطبراني في روايته هذا السائل ثعلبة بن الحارث قال بن الجوزي لما كانت أغذية أهل الجنة في غاية اللطافة والاعتدال لم يكن فيها أذى ولا فضلة تستقذر بل يتولد عن تلك الأغذية أطيب ريح وأحسنه... آنيتهم فيها الذهب ...والفضة ... وفي حديث أبي موسى مرفوعا جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما. ...ومجامرهم الألوة والألوة العود الذي يبخر به قيل جعلت مجامرهم نفس العود لكن في الرواية الثانية ووقود مجامرهم الألوة فعلى هذا في رواية الباب تجوز ووقع في رواية الصغاني بعد قوله الألوة قال أبو اليمان يعني العود والمجامر جمع مجمرة وهي المبخرة سميت مجمرة لأنها يوضع فيها الجمر ليفوح به ما يوضع فيها من البخور والألوة بفتح الهمزة ويجوز ضمها وبضم اللام وتشديد الواو وحكى بن التين كسر الهمزة وتخفيف الواو والهمزة أصلية وقيل زائدة قال الأصمعي أراها فارسية عربت وقد يقال أن رائحة العود إنما تفوح بوضعه في النار والجنة لا نار فيها ومن ثم قال الإسماعيلي بعد تخريج الحديث المذكور ينظر هل في الجنة نار ويجاب باحتمال أن يشتعل بغير نار بل بقوله كن وإنما سميت مجمرة باعتبار ما كان في الأصل ويحتمل أن يشتعل بنار لا ضرر فيها ولا إحراق أو يفوح بغير اشتعال ونحو ذلك ما أخرجه الترمذي من حديث بن مسعود مرفوعا أن الرجل في الجنة ليشتهي الطير فيخر بين يديه مشويا وفيه الاحتمالات المذكورة وقد ذكر نحو ذلك بن القيم في الباب الثاني والأربعين من حادي الأرواح وزاد في الطير أو يشوى خارج الجنة أو بأسباب قدرت لانضاجه ولا تتعين النار قال وقريب من ذلك قوله تعالى هم وأزواجهم في ظلال أكلها دائم وظلها وهي لا شمس فيها "
وما سبق من رواية فى ثواب المسلمين لم يقلها النبى(ص) والخطأ الأول دخول زمرة واحدة الجنة ويخالف هذا أن الجنة لها سبعة أبواب للدخول والثامن بينها وبين النار ومن ثم من يدخلون أولا هم سبع زمر متفرقين زمرة من كل باب مصداق لقوله تعالى بسورة الزمر:
"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها "
والخطأ الأخر هو أن وجوه القوم على صورة القمر ليلة البدر وهو تخريف لأن القمر ليلة البدر مدور أحمر اللون مصفر وليست وجوه المسلمين مدورة وحمراء مصفرة فمنهم الأبيض والأسود والطويل الوجه والعريض الوجه والبيضاوى وغير هذا
وأعاد ما قاله عن الحرية فى البداية فقال :
"ضرر الحرية يكمن في سوء فهمها ، وعدم التقيد بشروطها وضوابطها من خلال النصوص الإسلامية ؛ ومما يؤسف له أن تفهم حكومات ومؤسسات ذلك الفهم الخاطئ وتدافع عنه.
إن العالم بأسره يحتاج إلى النهج الرباني ليقوم اعوجاجه ، ويهديه إلى الصواب في كل جانب من جوانب الحياة ."
رضا البطاوى غير متصل   الرد مع إقتباس