عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-06-2010, 06:56 AM   #6
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة المشرقي الإسلامي مشاهدة مشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم


العمل الذي أراه عمل رائع ومميز للغاية ، وكانت التعبيرات ودلالاتها الرمزية وتماسك عباراتها والصور الفنية عناصر قوة في العمل ، وسوف أعاود التعليق عليها لاحقًا بإذن الله ، وأرجو لك دوام التوفيق في كل ما تكتبينه .
عدنا ، على بركة الله ..
فراغات خاصمها الملء عنوان لعمل ينتمي إلى فن الخاطرة فريد من نوعه يتسم بالقدرة على ملء المساحات الفارغة من آفاق الفكر بالعديد من الصور ذات المدلولات الأكثر تقوقعًا في اللاشعور التي تبحث عن أداة لاستنطاق ما وراء الأحر ف من مضامين .
الفراغات التي خاصمها الملء تعبير تكمن عبقريته في هذا الاستخدام المشع للدلالات غير المنتهية ،بمنطق من قال أيتها الشجرة الظليلة ما لظلك ينفيني نجد هنا علاقة مراوغة بين هذه الفراغات والملء كتجسيد لحالة من البحث عن تمرد على المأوى الذي يتخذ من الملء رمزًا للمتمرد بينما الفراغات رمز للسكن .ويأتي تخصيص الملء بأداة التعريف أل بينما تكون فراغات نكرة لتدل على هذه الحالة من الاستعلاء بين طرفين يحاول أحدهما الوصول إلى الآخر وبالطبع هنا يكون ميزان القوة للملء باعتبار التخصيص وباعتبار (المِلكية).هل الفراغات هنا هي حالات من الاستعداد ولكن الفعل المطلوب لها لا يتحقق ؟ هل هي النفس وحاجاتها بينما الملء هي الأمل المنشود غير المتحقق والمراوغ ؟ هل تكون (فراغات) هي سعي ذلك الإنسان لتحقيق مآربه بينما تخذله المادة (الملء) ؟ كلها أفكار تحوم حولها هذه التركيبة العبقرية التي لابد من شرحها حتى يُفهم العمل من هذا المنطلق. ويأتي المشهد الأول :
هجير يكترث بي

يوليني سخاءه
حتى ادا ما هفوت اليه بالاحتماء
سلمني للفراغ
مقابل بعض الظل
في صفقة مع سحاب لا يؤتمن

عارضًا صورة لهذا الصراع الباديء بإغراء من جانب الهجير الذي يمثل الملء المرواغ وهو يولي سخاءه ، إنها الأحلام التي تراود العقل وتحرك النفس حتى إذا ذهبت إليها وجدت غير ذلك وجدت الفراغ . فالذات هي مندفعة من نقطة تساوي لكن أول ألمها يأتي من هذا الفراغ الذي يتفتق عن الهجير الذي يكترث بالمرء ، إنها الأحلام التي تبدأ في المراودة حتى إذا وقع الواحد في شهوتها انسحبت منه هاربة ليجد (بعض) الظل وهو المقصود به هذا النزر اليسير من الإنجاز الذي لا يجد طريقه إلى الاتساع ، لأن هناك سحابًا لا يؤتمن هو المستقبل الذي قد يملأ هذه المساحة من الظل أمطارًا (تجرف) الشجر فيأتي اليوم التالي والشمس والهجير متواطئان على الظل الذي لا يجد من يهبه شبرًا.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس