عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-06-2010, 06:57 AM   #7
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

قصائد عابثة
تابى التحقق او المغادرة
اشاغبها بمللي
ارفع عنها وصاية قلبي مهددة
تتلفع بخيوطي الخفية
اصير من شدة ضعفي
لها مستعبدة
يأتي بعد ذلك المشهد الثاني ليعبر عن هذه الحالة والتي تأخذ شكل القصائد ، والقصيدة في عالم الإبداع تتخذ دلالات
مختلفة لتعبر عن الوطن ، الحياة ، الأم، المحبوبة ....إلخ ويمكن معرفة دلالتها أو تصور دلالتها من خلال السياق الذي أراه –من وجهة نظري الشخصية- يرمي إلى التعبير عن هذه الأفكار ، أفكار ورؤى وما يشابه أضغاث الأحلام ولكنه في عالم اليقظة يقوم بدور العبث والإثارة ، مما يستدعي التعامل معه بطريقة مماثلة وهي المشاغبة ، ولعل هذا الملل الذي يعتري الإنسان أحيانًا يكون نقطة انتصار على هذه الحالة من التوتر ولكن هذا الصراع ما زال غير محسوم لأحد الطرفين والذي يبدو فيه المتحدث معبرًا عن هذه النفس أو عن المتضرر من هذا الصراع بين الفراغات والملء. ويبدو أن الصراع لم يدم تعادله مدة طويلة إذ ترفع الأنا هذه الوصاية التي كانت تستمد قوتها من الملل الذي يحاول عمل توازن قوى . ويصبح هذا الأزيز لهذه الأفكار وأضغاث اليقظة لا أضغاث الأحلام حالة تجتاح النفس التي فيها من الهموم ما يغنيها عن مقاومة وساوسها المنقلبة عليها ، وفي النهاية تصبح الذات مستعبدة لهذه القصائد العابثة. هذه الأسطر تصف حالة مقاومة الفرد لأفكار معينة تلح عليه ولكنها تظل في حالة تجاذب وتنافر حتى تنتهي إلى حيث لا يريد المرء أن تنتهي إليه ، ولتبدأ صفحة جديدة من استيلاء أفكار الإنسان وتوهماته على ذاته. وكان وجود القافية في الكلمتين (مهددة –مستعبدة) محدثًا موسيقى داخلية تشبه قافية الشعر وتجذب القارئ إلى ما بعدها. كما أن اللفظتين كانتا مبنيتين للمجهول ، تنتفي عنهما إرادة الفرد ليكون مفعولاً به الإنسان ذلك المهدد ،المستبعد يقع عليه فِعلان يفيدان الهزيمة واللاإرادة.
وفي غمرة التلاقي
تسحب حضورها
تسلمني للفراغ
ترحل عني
بنشوة الفوز مهللة.
بعد ذلك تكون النفس هي تلك التي تسلمها الأفكار (القصائد العابثة) إلى حالة بين الفراغ والحضور ، مهللة
تلك الأحلام التي بعد إذ تستنفد المرء وتتلاعب به ، ترحل عنه وقت أن يحاول هو الذهاب إليها لتحقيقها .هي الأحلام إذًا تسحب المرء وتتركه في فراغ من تحقيق هذه الأماني التي طالما انخدع بها ، وغمرة التلاقي تأتي لتعبر عن تحقيق النبوءة الخطيرة وهي (السحاب الذي لا يؤتمن) هو المستقبل الذي لا يدري المرء ماذا به ، ذلك الفخ الذي ظل مربط الفرس في هذه الحالة المرهِقة.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار




المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس