عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 17-06-2010, 07:00 AM   #8
المشرقي الإسلامي
أحمد محمد راشد
 
الصورة الرمزية لـ المشرقي الإسلامي
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2003
الإقامة: مصر
المشاركات: 3,832
إفتراضي

لهفة تقتادني الى خفي الاسئلة
اغوص في جراح الاخرين
برفق المسها مستفسرة
من ؟ لم؟ هل؟ كيف؟
يخرسني جريان قرمزي
يهتف بي:
نسلمك للفراغ
دليلنا:
اقترافك جرم الاسئلة
سلام منك ياتيني
على جناحي ريح شاردة
هل حقا هدا سلامه
ام انه منك يا ريح شفقة؟؟
فجاة ينفيني الغمام لجزر الفراغ
تهمتي:
سرقة سلام من ريح شاردة
تنتقل بنا الكاتبة إلى حالة حالمة صرحت بها في أول المقطع الرابع عندما أظهرت (يغريني المنام) وهذه النقلة المفاجئة إلى عالم الخيال تتسم بقدرتها على تجسيد هذه الصورة الهيولية تجسيدًا يتماشى مع طبيعة الوضع اللاملموس في عالم الحلم عالم التهويم في هذه الآفاق الخفية ، كأنها في مغارة تلك التي ترمز للواقع المحيط بها فتجد هذا الهاتف الذي لا أفهم دلالة تعبيرها عنه بجريان قرمزي هل هو تعبير عن بصيص نور أو شعاع شمس يتسلل إلى المغارة التي في حلمها ؟وتأتي هذه النغمة التي تحاول العزف عليها لتؤكد صورة الفراغ ودلالته عن هذا الانتظار لما لا يُدرك غالبًا ، ولعل هذا الجرم وهو الأسئلة تعبير عن معاناة المبدعة مما يصيبها من مخاوف عندما تحاول التساؤل عن كُنه هذا الفراغ وامتداده ، وإذا سلمنا بأن الفراغات التي يخاصمها الملء قد تكون هي الوطن ، فحينئذ تكون الخاطرة قد لمست وترًا حساسًا وهو الحيلولة المتعمدة دون تحقيق آمال الإنسان في الحياة في وطن آمن. لكن نعا ود النظرة إلى العنوان في إطاره العام وتأتي لغة حوار غير صريحة من خلال توضيحها سلام منك يأتيني على جناحي ريح شاردة وهذا الأسلوب يحمل سخرية بواقع هذه النفس -الوطن- الحلم إذ يأتي (السلام ) على جناحي ريح شاردة ، تلك الريح الشاردة هي المستقبل الذي بدأ يلوح غير سار.وفي الوقت نفسه كان تعبير جناحي ريح فيه رائعًا ، فيه توصيف لكائن أسطوري يحمل هذه الملامح .وبعدها نجد أن هذه التداعيات تقودها إلى نقطة البدء وهي جزر الفراغ ، وكان هذا التعبير رائعًا في تصويره الفراغ بأنه هذه المنطقة النائية المهجورة وهذا الاستخدام لتوصيف المحسوسات بشكل ملموس يزيد العمل قوة ومتانة ويعطي الصور الابتكارية والتداعيات النفسية لها أبعادًا أكثر عمقًا .ولعل الطريف هو التعبير عن هذه الأوهام التي تسوقها النفس إذ هي التي ترسل الريح الشاردة ثم هي التي تنفي بتهمة سرقتها! ليكون الإنسان هو ذلك الكائن المفعول به الشبيه بريشة في مهب الريح لا حول ولا قوة له.وكان التعبير عن لمس جراح الآخرين يوضح أن هنالك غاية تنشدها المبدعة من العمل وقد تكون هي محوره الذي أفلحت ببراعة في التعمية عليه ، فغاية الإنسان الحقيقي هي السعي من أجل الآخرين ومسح جراحه ، لكن في هذا الوطن في هذا الفراغ ينال المحاولون للاقتراب من الآخرين جزاءهم من خلال هذا النفي إلى جزر الفراغ ، وهذه فكرة عبقرية اكتشفتها في آخر التعليق على العمل.
__________________
هذا هو رأيي الشخصي المتواضع وسبحان من تفرد بالكمال

***
تهانينا للأحرار أحفاد المختار





آخر تعديل بواسطة المشرقي الإسلامي ، 17-06-2010 الساعة 07:06 AM.
المشرقي الإسلامي غير متصل   الرد مع إقتباس