عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 16-09-2006, 01:39 PM   #2
السيد عبد الرازق
عضو مميز
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 3,296
إفتراضي

(1) عن مجلة البلاغ الكاظمية السنة الأولى العدد الثاني ص 7 بقلم الدكتور مصطفى جواد .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 24


الشيخ إبراهيم بن نصر قاضي السلامية بالموصل تلقى دراسته في المدرسة النظامية ببغداد وسمع بها الحديث على الوزير عون الدين يحيى بن محمد الحنبلي . وكانت وفاته في السنة العاشرة بعد الستمائة للهجرة . وقد جاء ذكره في كتاب (الطبقات) للشافعي وكتاب (وفيات الأعيان) لابن خلكان ج 1 ص 8 ما نصه : أبو إسحاق إبراهيم بن نصر بن عسكر الملقب ظهير الدين قاضي السلامية ، الفقيه الشافعي الموصلي .
ذكره ابن الدبيثي في تاريخه فقال : أبو إسحق من أهل الموصل تفقه على القاضي أبي عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الموصلي بالموصل وسمع منه ، قدم بغداد وسمع بها من جماعة وعاد الى بلده وتولى قضاء السلامية ـ إحدى قرى الموصل ـ وروى باربل عن أبي البركات عبد الرحمن بن محمد الانباري النحوي شيئاً من مصنفاته سمع منه ببغداد وسمع منه جماعة من أهلها انتهى كلامه . وكان فقيهاَ فاضلاً أصله من العراق من السندية تفقه بالمدرسة النظامية ببغداد وسمع الحديث ورواه وتولى القضاء بالسلامية وهي بلدة بأعمال الموصل مدّته بها وغلب عليه النظم ونظمه رائق فمن شعره :
لا تنسبونـي يا ثقاتي إلى غدر فليس الغدر من شيمتي
أقسمت بالذاهب من عيشنا وبالـمسرات الـتي ولـّت
إني على عـهدكم لم أحل وعقـدة الـميثاق ما حلـّت

ومن شعره أيضا :
جود الكريم إذا ما كان عن عدة وقد تأخّر لم يسلم مـن الـكدر
ان السحائب لا تجدي بـوارقها نفعاً إذا هي لم تمطر على الأثر


المجلد الرابع من كتاب أدب الطف 25



وما طل الوعد مذموم وان سمحت يداه من بعد طول المطل بالبُدر
يا دوحة الجود لا عتب على رجل يهزها وهو محتاج الى الثمر


وكان بالبوازيج وهي بليدة بالقرب من السلامية زاوية لجماعة من الفقراء إسم شيخهم مكي فعمل فيهم :
الا قل لمكي قول النصوح فحق النصيحة أن تستمع
متى سمع الناس في دينهم بأن الغِنا سُنّةٌ تتبع
وأن يأكل المرء أكل البعير ويرقص في الجمع حتى يقع
ولو كان طاوي الحشا جائعاً لما دار من طرب واستمع
وقالوا سكرنا بحب الاله وما أسكر القوم إلا القصع
كذاك الحمير إذا أخصبت ينقزّها ريّها والشبع


ذكره ابو البركات بن المستوفى في تاريخ إربل وأثنى عليه وأورد له مقاطيع عديدة ماتبات جرت بينهما وذكره العماد الكاتب في الخريدة فقال شابٌ فاضل ومن شعره قوله :
أقول له صلني فيصرف وجهه كأني أدعوه لفعل محرّم
فان كان خوف الأثم يكره وصلتي فمن أعظم الآثام قتلة مسلم


توفي يوم الخميس ثالث شهر ربيع الآخر سنة عشر وستمائة بالسلامية رحمه الله تعالى ، وكان له ولد اجتمعتُ به في حلب وأنشدني من شعره وشعر أبيه كثيراً وكان شعره جيّداً ويقع له المعاني الحسنة ، والسلامية بفتح السين المهملة وتشديد اللام وبعد الميم ياء مثناة من تحتها ثم هاء وهي بليدة على شط الموصل من الجانب الشرقي أسف الموصل بينهما مسافة يوم فالموصل في الجانب الغربي وقد خربت السلامية القديمة التي كان الظهير قاضيها وأنشئت بالقرب منها بليدة أخرى وسموها السلامية أيضا . ادب الطف ـ الجزء الرابع 26



أبو الحسن المنصور بالله



المتوفي سنة 614


بنـي عمــّنا إن يـوم الغدير يشـهـد للـفـارس المـعلم
أبونا علـيّ وصـيّ الـرسول ومن خصّـه بـاللوا الأعظم
لكم حـرمـة بـانتساب إلـيه وها نحـن مـن لحمه والدم
لإن كـان يـجـمعنـا هـاشم فأين الســنام مـن المنسم ؟
وإن كنتم كـنجـوم السمــاء فنحـن الأهـلّـة الأنـجـم
ونـحـن بـنو بنتـه دونــم ونحـن بنو عـمّـه المسـلم
حمـاه أبـونـا أبو طـالـب وأسلـم والـناس لـم تـسلم
وقـد كـان يكـتم إيـمانــه فأمـا الــولاء فـلا يكـتم
واي الـفضايـل لـم نـحوها ببذل النـوال وضرب الكمى ؟
قَفونـا محـمد فـي فـعـلـه وأنتم قفـوتـم أبـا مـجـرم(1)
هدى لـكم الملك هدي العروس فكافـيتـمـوه بسـفك الـدم
ورثنـا الـكـتاب وأحـكامـه على مفصـح الناس والأعجم
فإن تفـزعـوا نحـو أوتاركم فزعنـا إلـى آيـة المحـكم
أشرب الخمـور وفعـل الفجور مـن شيـم النـفـر الأكـرم(2)



(1) يعني أبا مسلم الخراساني عبد الرحمن القائم بالدعوة العباسية سنة 129 .
(2) عن الحدائق الوردية .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 27



قتلتم هداة الورى الطاهرين كفعل يزيد الـشقيّ العمى
فخرتم بمـلك لـكم زايـلٍ يقصّر عن ملـكنا الأدوم
ولا بدّ للملـك من رجـعةٍ إلى مسلك المـنهج الأقوم
إلى النفر الـشم أهل الكسا ومن طلب الحـق لم يظلم

هذه الأبيات نظمها المترجم له في جمادي الاولى سنة 602 يعارض بها قصيدة ابن المعتز الميميّة التي أوّلها :
بني عمّنا ! ارجعوا ودّنا وسيروا على السنن الأقوم
لنا مفخر ولـكم مفخـر ومن يؤثر الحق لـم يندم
فأنتم بنوا بنـته دونـنا ونحن بنوا عـمّه المسلـم

وقوله :
عجـبت فهل عجبـت لفيض دمـع لموحشة على طـلل ورسـم
ومـا يغنيـك مـن طلـل محـيلٍ لـهنـدٍ أو لجـمل أو لـنعم
فـعـدن عـن المـنازل والتّصابي وهـات لنا حديث غدير خم
فيـا لـك موقـفـاً مـا كان أسنى ولكن مـرّ فـي آذان صـمّ
لقــد مـال الكـنام معـاً علـينا كأنّ خروجـنا من خلف ردم
هـديـنـا الـناس كلّـهم جمـيعاً وكـم بين المـبيّن والمعـمّى ؟
فـكان جـزاؤنا مـنهـم قـراعـاً ببيـض الهند في الرهج الأجمّ
ثـم قـتلـوا أبا حـسـن عـلـيّاً وغـالوا سبطه حسـناً بسـمّ
وهم حَضروا الفـرات علـى حسين ومـا صابوه من نصل وسهم



في الحدائق الوردية .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 28


أبو الحسن المنصور بالله ولد سنة 561 وتوفي سنة 614 .
هو الامام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة ابن هاشم بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن ابى محمد عبد الله بن الحسين بن ترجمان الدين القاسم بن اسماعيل بن ابراهيم طباطبا بن الحسن بن الحسن بن الامام علي بن ابي طالب عليه السلام .
أحد أئمة الزيدية في ديار اليمن ، ألّف كتباً ممتعة في شتى المواضيع من الفقه وأصوله والكلام والحديث والمذهب والادب . ذكر الشيخ الاميني جملة منها وقال : انه قرن بين شرف النسب والمجد المكتسب وضمّ الى شرفه الوضاح علما جماً والى نسبه العلوي الشريف فضائل كثيرة جمع بين السيف والقلم فرفّ عليه العلم والعَلم ، فأصبح إمام اليمن في المذهب ، وفي الجبهة والسنام من فقهائنا ، كما أنه عدّ من أفذاذ مؤلفيها وأشعر الدعاة من أئمتها بل أشعر أئمة الزيدية على الاطلاق كما قال صاحب الحدائق ونسمة السحر .
وكان آية في الحفظ . قرأ في الأصولين على حسام الدين أبي محمد الحسن بن محمد الرصاص وألّف كتباً ممتعة في شتى المواضيع من الفقه واصوله والكلام والحديث والمذهب والادب منها :
1 ـ صفوة الاختيار في اصول الفقه .
2 ـ الشافي في اصول الدين . اربعة اجزاء .
3 ـ الاجوبة الكافية بالادلة الوافية .

ادب الطف ـ الجزء الرابع 29


4 ـ الاختيارات المنصورية في المسائل الفقهية .
5 ـ كتاب الفتاوي ، مرتب على كتب الفقه .
6 ـ الرسالة الحاكمة بالادلة العالمة .
7 ـ العقيدة النبوية في الاصول الدينية .
8 ـ الرسالة النافعة بالادلة القاطعة .
9 ـ الرسالة الناصحة بالادلة الواضحة ، في جزئين ، الاول في اصول الدين والثاني في فضائل العترة الطاهرة .
10 ـ حديقة الحكم النبوية شرح الاربعين السلفية .
11 ـ الرسالة الفارقة بين الزيدية والمارقة .
12 ـ الرسالة الكافية الى أهل العقول الوافية .
13 ـ الرسالة القاهرة بالادلة الباهرة في الفقه .
14 ـ الجوهرة الشفافة في جواب الرسالة الطوافة(1) .
وغير ذلك من المؤلفات التي جاء ذكرها في كتب السيرة .
كان المترجم يجاهد ويجادل دون دعايته في الامامة ، وله في ذلك مواقف ومجاهدات ، وكان بدء دعوته سنة 593 في شهر ذي القعدة ، وبايعه الناس في ربيع الأول سنة 594 وأرسل دعاته الى خوارزم شاه المتوفي 622 وتلقاهم السلطان بالقبول والاكرام ، واشغل ردحا من الزمن منصة الزعامة في الديار


(1) والطوافة رسالة أنشأها رجل متفلسف أشعري مصري تحتوي على نيف وأربعين مسألة في أصول الدين .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 30


اليمنيّة الى أن توفي سنة 614 وكانت ولادته سنة 561 ومن مختار ما رثي به قصيدة ولده الناصر لدين الله أبي القاسم محمد بن عبد الله .
وفي الحدائق الوردية ترجمة ضافية للمترجم له في ستين صحيفة تحتوي على جملة من كتاباته وخطاباته في دعاياته وجهاده وشطراً وافياً من شعره في مواضيع متنوعة .

ادب الطف ـ الجزء الرابع 31


علي بن المقرب



المولود سنة 572 والمتوفي 629

قال يرثي الحسين
يا واقـفا بدمـنـة ومـربـع إبـكِ عـلى آل الـنبـي أودع
يكفيك ما عانيـتَ من مصابهم مـن أن تـُبكـّى طـللاً بلعلع
تُحبّهم قلـتَ وتبـكي غـيرَهم إنـك فيمـا قُـلـتـَه لمـدّع
أما علمت أن إفـراط الأسـى عليـهم عـلامـة التـشـيـع
أقوت مـغانيـهم فهـنّ بالبُكا أحقّ من وادي الغضا والأجرع
يا ليت شعـري من أنوح منهم ومَـن لـه يَنهل فيضُ أدمعي
أللوصي حـينَ فـي محـرابه عُمّمَ بالسـيف ولمـّا يـَركـع(1)
أم للـبـتول فـاطـمٍ إذ مُنعت عـن إرثها الحق بأمرٍ فـجُمع
وقولُ مَـن قال لها يـا هـذه لقـد طـلبتِ باطـلا فارتدعي
أبوكِ قـد قـال بأعلى صوته مصـرّحاً فـي مجـمع فمجمع



(1) عن ديوانه المطبوع بمصر سنة 1383 هـ 1963 م .
ادب الطف ـ الجزء الرابع 32



نحن جميـع الأنبياء لا نرى أبناءنـا لإرثـنا من موضع
وما تركـناه يـكون مغـنماً فارضي بما قال أبوك واسمع
قالت فهاتوا نحلتي من والدي خيرِ الانام الشافـع المـشفّع
قالوا فهل عندك مـن بيّـنةٍ نسمع معناها جميـعاً ونـعي
فقالت إبنايَ وبعلـي حيـدر أبوهما أبـصر بـه وأسمـِع
فأبطلوا إشهادهم ولـم يكـن نص الكتـاب عنـدهم بمقنع
ولم تزل مهضومة مظـلومة بردِ دعـواها ورضّ الاضلع
وأُلحِدت في ليلها لغيـضهـا عليهم سـرّاً بـأخفى موضع(1)

ومنها :
أم لـلـذي أودت بـه جُـعدتـهم يومـئذٍ بـكأسٍ سُـمٍّ منـقـع
وإنّ حُـزنـي لقـتـيـل كـربلا ليس علـى طول البلى بمقـلع
اذا ذكــرتُ يـومـه تـحـدّرت مدامعـي لأربـع فـي أربـع
يـا راكباً نحـو الـعراق جرشعاً يُنمى لعبديّ النـجـار جـرشع(2)
إذا بلـغـتَ نـينـوى فقـف بها وقوفَ محزون الفـؤاد مـوجع
والبس إذا اسطعتَ بها ثوب الأسى وكلّ ثوبٍ للعزاء المـُفـجـع
فإن فيـهـا للـهـدى مصـارعاً رائعةً بمثلـها لـم يُـسـمـع
فاسفـح بهـا دمـعك لا مستـبقياً في غربه وبح غرامـاً واجزع
فكـلّ دمـعٍ ضـائـع مـنك على غيرِ غريب المصطفى المضيّع



(1
السيد عبد الرازق غير متصل   الرد مع إقتباس