الموضوع: مظفر النواب
عرض مشاركة مفردة
غير مقروءة 22-01-2009, 11:16 PM   #5
zubayer
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2008
الإقامة: دار الخلافة
المشاركات: 1,635
إفتراضي

جـلسـتْ تغـسـلُ لـلـحـُمى
جـَدلـتْ بالـوَرد وبالـزيـْت الـباردِ
والـنعـناعِ جـديـلـتـَها
سـَمعَ الـجـيـرانُ بكـاءَ الـحـُمَّى في
الـلـيلِ الأول مـِن شـٍٍَعـبان
قـالـوا نغـلـقُ هـَذا الـشـباكَ
ونخـلـصُ مـنْ وجـِعِ الـقـلبِ
لقـَدْ شعـَّفَ كل بـَناتِ الـحيِّ
وكـوَّن مـِن حَـبات الـدَمعِ فـَراشـَات عـَمـياء
وقـُمنَ إلى الـشـُباك مـِنَ الـنـوم وأغـلـقـْنه
ونـون الـنـسـْوةِ ما نامـَتْ أبـَداً
نـُقـطةُ نـونِ الـنسـْوةِ مِـما تـَذرفُ دمـْعاً مُـسـِحَتْ
وأتى الـنـونُ هـِلالاً فـَوقَ الـمَركبِ
كانـتْ ريحٌ قـاصمةٌ
والـمَرقـبُ يـُنـبىء أن الـلـجَّة
سـوفَ تقـومُ عـلى آخـِرهـا
وعَـلى الـدفة كان مَهـيـضاً
في تلـكَ الـليلةِ مِن شـَعـْبانَ
يُقـاومُ أحلاماً سـاطعـةً...يـُغلـِقُ عـَيـنـَيهِ
وأبـوابَ الـروحِ لـشـِدتها
وتـسـاءلَ أيـْن الأرض
وأرسـلَ قـامتهُ الغـَجـَرية بـينَ نـُجـُوم الـلـيْل
وكانَ الـوَشـْم عـَلى رسـْغـَيه يكـَمـِّل عـَقـْد الـنجـْم
تـَطاول أيـْضاً
أيـْنَ تـُريـد؟
فـعـنقـكَ تـَمتـَد بأكـْثـرَ مـِمَّا قـَسـَمَ الله لـها
قـال كـذلـكَ قـَد خـُلقـَتْ
هـَذا منطـِقُ صـُوفي
أيـنَ تـصـوفـْتَ وجـِسـْمـُكَ يَـنضـَحُ لـَذاتٍ خـُضـرٍ؟
تـَسكـتُ
كـيـفَ تخـمـَّرتَ وأنـتَ مـِن الـطـيـنِ الـفـَجِّ
وتعـشـَقُ طـلعَ الـصُّبـحِ
ولا يـُؤنسـك الـليل بلا جـَسـَد
تـترُكه في الـصُبح
تـلوحُ الأغـصانُ عـَليه وبالـضِّـديـْن يـُضيء
تقـُولُ: دَخَـلتُ حـُدوثَ الضـَوْءِ
في الـعام الأولِ كان الـضـَّوءُ الـمألـوفُ
وبعـدُ ..وبعـدُ !
فـي الـعام الـثالـثِ كان الـضوء الـمسْـتور
وبعـدُ...!
وجاء ظـلام أطفـأ كل قـناديـلي حـتى الـمَوروثة
إذ ذاك تـَلـمسـْتُ طـريقي
عـَثـرتْ قـَدماي بمَـنْ عـَلـمَني
صارَ هـو العـَثـْرةُ
ضَـيعْـتُ مـنَ الـعـُمر طويـلاً كي أنهـِضَهُ عَـبـثاً
فـالجـُثةُ كانـَتْ تـتفـسخُ مـِن أيـنَ أرَدتُ أسَـنـِّدهـا
أعَـثـَرتَ بمـَن عـلـمك أل...؟
أسـَفـاهُ نعـَم
كـيـف؟
كـذلـك ... قـال كـذلـك
هـذا طـَبعُ الأشـْياء
وعـنـدَ الأصـْوات الـخـَارقـَة الإيـقـاعِ يـَشـُذُّ
أوحَـشَـني الـدربُ
وأصبحَ صـدريَ مدخـنـةً في مـَطـر
لا يـُنـْبئ عـن صـَحو
غـَرقـَتْ روحي إلا عـُقـدة عـِشـْقٍ
آنَ إذٍ والـمركبُ يوشـك أن يقـطع رحلـتهُ
أبـرَقَ حـَرفٌ مـن تحـت الـباب مَهـيباً
وأطـلَّ الـرأسُ مـن القـَمرة حـول العيـنيـن
من الـصرف ونـَحـْوِ الكـوفـة أشـكالاً
لا الخـط الثـلـث له هـذا الحـسن له
لا الكوفي ولا الـرُقـْعة أيضاً
ورأيـتُ ثـيابَ العـِشـق تضـيقُ عـلى جـَسَـدي
فـتوضأتُ بـماء الـخـَلـق
أخـَذتُ بهـذي القـيثارةِ
دوزنـتُ عـُقـوداً أربـعة
وشـَددتُ عـلى وجـع المفـتاح الخامـس والـسابع
فاعـْترضَ الـنحـْو الـبصْري عـلي
كـذاك اعـترضَ الـنحـْو الـكوفي
وأجـلـسَ مـن لا أعـرفـُه يعـرفُ نـحـْواً في الـشام
دع الـريح تـُهـَدْهـِدُكَ الهـَدْهـَدةَ الأهـْدأ
نـَذْركَ كـان كـثير الـشـَمع الأحـمـر والآس
ومـَرتْ كـل شـموعـِك مـن تحـْتِ الجـسـْر
وأبعـَدتَّ كـثيـراً في البحـر
فأيـنَ الـبَصْـرة؟
zubayer غير متصل   الرد مع إقتباس